الخريطة الجغرافية للنفط والغاز
وقد جرى التقليد الحديث على تقسيم المناطق النفطية وفقا
للتقسيمات الجيوسياسية في العالم ، فبرزت اسماء الدول التي تم اكتشاف النفط في
اراضيها ، وذلك على الرغم من حقيقة ان الدراسة الجغرافية المحضة هي الاساس في هذا
المجال . وبفعل ذلك التوجه الجيوسياسي ، احتلت الارض ' الوطنية' اهمية فائقة،
وبرزت في مناطق عديدة في العالم صراعات على مناطق حدودية يعتقد بانها غنية بالنفط
، منها المشكلة الحدودية بين العربية السعودية واليمن على سبيل المثال ، وكذلك
منطقة حقل الرميلة بين العراق والكويت . بل ان حدود بعض الدول قد رسمت في فترة
زمنية معينة وفقاً للمناطق النفطية التي تم التعرف عليها ، و تشكل الكويت مثالا
على ذلك، كما ورد سابقاً ، حيث بقيت محمية بريطانية منذ ذلك الحين والى أن يتم
منحها الاستقلال في عام 1961 .
ولدى النظر الى مختلف المناطق الجغرافية في العالم ، فسوف يتضح
بان الاستدلال على النفط فيها انما يتم حاليا من خلال ما يجري في تلك الدولة او الاخرى
في اية منطقة جغرافية من تنقيب او استكشاف للنفط . فمنطقة شرق آسيا تعتبر فقيرة
بالنفط بينما تعتبر منطقة وسط وغرب آسيا غنية به . ويتضح بان اوروبا بشكل عام
فقيرة بالنفط بينما يوجد النفط في امريكا الشمالية واميريكا الجنوبية . اما في
افريقيا فالنفط موجود في شمالها ووسطها ويكاد يكون جنوبها فقيرا بالنفط . وهناك
تقديرات غير موثوقة لنسب المخزون المؤكد في مختلف مناطق العالم ، وذلك على النحو
الاتي : شرق آسيا والمحيط الهادي : 4% ، الخليج العربي - الفارسي : 65% ، اوروبا :
9% ، افريقيا 6% ، امريكا الشمالية : 4% ، امريكا الجنوبية 12% . ويبدو واضحاً ان
هذه النسب التي اوردتها بعض الشركات النفطية ، لا تدرج مخزون الاتحاد السوفياتي
السابق ، نظراً لعدم توفر المعلومات المؤكدة عن مخزونه، غير ان انهيار الاتحاد
السوفياتي ، وانفتاح المعلومات عن مخزونه بدرجة ما ومخزون الدول المستقلة المطلة
على بحر قزوين ، قد غير النسب تغيراً ملحوظاً . فالتقديرات الحالية لحجم المخزون
المؤكد لنفط دول بحر قزوين تفترض وجود نسبة 75% في دول بحر قزوين والخليج العربي
الفارسي ، الامر الذي يجعل امكانية تقدير المخزون المؤكد لمختلف مناطق العالم ،
بما فيها روسيا ، بنحو 25% فقط .
ولدى اعادة النظر الى تلك المناطق من منظور الدول القائمة فيها
، يتضح ان الصين في منطقة شرق آسيا فقيرة نسبيا بالنفط ، حيث انها لم تتمكن حتى
الوقت الراهن من انتاج اكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم ، وتستورد حالياً نحو
نصف مليون برميل بينما ما زالت الصين تستخدم الفحم الحجري في كثير من المجالات
لتوليد الطاقة . وتكاد تكون اندونيسيا هي الدولة الوحيدة الغنية نسبياً بالنفط
والغاز في الوقت الراهن ، وذلك الى جانب سلطنة بروناي، وبعض الكميات المتواضعة في
بورما وماليزيا واستراليا . اما الهند ، فهي لم تتمكن حتى الان من انتاج سوى مليون
ونصف المليون برميل يوميا وتستورد نحو ثلثي احتياجياتها . ان المعلومات المتوفرة
حتى الان انما تشير الى احتمال نفاذ مخزون اندونيسيا المؤكد من النفط بعد نحو 9
سنوات ، ونفاذ مخزون الصين بعد نحو 20 عاما، ما لم يتم صرف العديد من مليارات
الدولارات للتنقيب ومحاولة الاستخراج ، الامر الذي يجعل الاستيراد ارخض تكلفة. ان
الدول الواعدة بالتحول الى قوى عالمية بدرجة أو اخرى في شرق آسيا هما الصين والهند
. وستحتاج هاتان الدولتان الى استيراد كميات هائلة من النفط في المستقبل القريب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire