نشأة نهر النيل
ثلاث
كلمات تتردد كثيرا علي السنة المصريين منذ أن قالها(هيرودوت). لقد أعطي النيل لمصر
الكثير علم أهلها الكثير من معارف وعلوم الحياة والزراعة.
عرفوه
منعما فياض يحيى الأنفس و الثمرات ومثلوه كأنه نهر من الفضة مذابة .
على
الجانبين رأوه جنات خضراء على الضفتين و وراوه ذهبا براقا فى جقولهم قمحا وشعيرا ..
لقد
علمهم النيل الدين فأحبوه وقدسوه فلم يقطع المصري القديم يوم قناة أو يلوث نهرا
ولم يخالف نظام الري ولم يتلف أرضا فكانت صلاة إخناتون حمدا عميقا لله بنعمه النيل
لقد احب المصريون حياتهم مع النيل .وكرهوا الموت فأمنوا بالبعث و الخلود ورسخت هذه
العقيدة في نفوسهم فراحوا ينقشون على جدران مقابرهم صور الحياة في وادية الظليل .
نشأة
النيل
تؤكد
الدراسات المتخصصة إن نهر النيل الأول نشا نتيجة وجود فالق عظيم منذ6 ملايين سنة،
و لم يتم اتصاله بأفريقيا الاستوائية الا منذ 800 ألف سنة مضت، وان النيل الذي
نراه الآن هو نهر حديث ولد مع أمطار الفترة المطيرة التي أعقبت تراجع ثلوج العصر
الجليدي الأخير منذ10 آلاف سنة وقد قلت
المياه التي يحملها النهر منذ أن انكمشت جبهة أمطار هذه الفترة منذ 5000سنة وقد
ظلت بحيرة فكتوريا دون أي اتصال بأي جزء من نهر النيل لمدة طويلة بعد نشأتها ولم
يتم اتصالها بنهر النيل الا منذ 12000 ألف عام وخمسمائة سنه بعد ارتفاع منسوبها
بمقدا ر 26 متر .
اكتشاف
منابع النيل
منابع
النيل ظلت منابع نهر النيل تمثل لغزا
محيرا للكثيرين على مر العصور وكانت أولي المحاولات لمعرفة منابع النيل على يد
بطليموس السكندري والذي عاش في القرن الثاني للميلاد، وعمل بمكتبة الإسكندرية بعد
رحلته إلى المنابع رسم خريطة شهيرة مازالت موجودة حتى الآن لنهر النيل و منابعه
ويظهر في الخريطة أن النيل نابع من بحيرتين تقعان إلى الجنوب من خط الاستواء
وتحصلان على المياه من ذوبان الثلوج فوق سطح جبال القمر كما كان يعتقد آنذاك وقد
وضع قدماء المصريين تفسيرا أبديا لنهر النيل وقالوا انه ابن الشمس روى ابن زولاق
إن أحد خلفاء مصر أمر قوما بالمسير إلى حيث مجرى النهر فساروا حتى انتهوا إلى جبل
عال والماء ينزل من أعلاه وعندما حاولوا تسلق الجبل تساقطوا من فوقه ولم ينج منهم
الا فرد واحد فقد النطق وعلى الرغم من أحدا لم يستطيع أن يعرف المنابع ولكن
المصريين القدماء عرفوا أن النهر يأتيهم من إثيوبيا وفى العصر الحديث وصل الاوربين
الى اثيوبيا وقام بوشية الفرنسى بعلاج الامبرطور الاثيوبي ثم تبعة العديد من
المكتشفين خلال النصف الاخير من القرن الثامن عشر .
تقديس النهر
ولان
نهر النيل هو شريان الحياه في مصر ومهد الحضارة المصرية فقد قدسه القدماء المصريين
وسموه ( ابن الشمس) ثم ابن القمر حيث اعتقدوا ان جبال القمر بالجنوب هى التى تقذف
اليهم بالماء... وبلغت درجة التقديس الى انهم اعتبروه واحدا من الهتهم واطلقوا
عليه اسم لاله (حابي) وعبدوه وكانوا يقدمون له في كل عام اجمل فتاه و يقذفون بها
فى المياه قربانا للنيل العظيم حتى يفيض بمياهه الغنية بالطمى والخصب والنماء .
وقال
هيرودوت 475ق.م مقولته الشهيرة إن مصر هبة النيل .
ويقول
الحكيم امينو بي العظيم وهو ينصح ابنه قبل نحو35 قرنا من الزمان لا تلوث النهر وقد
كانت صلاه اخناتون حمد لله تعالى واعترافا بنعمته .
النيل
بعد الفتح الإسلامي
وعند
الفتح الاسلامى لمصر عظم العرب نهر النيل واختفت بعض العادات القديمة فقد ذكر عبد
الرحمن بن عبد الحكيم أن المسلمين لما فتحوا مصر جاء كبار أهلها إلى عمر بن العاص
و قالوا : أيها الأميران لبلادنا سنة لا يجري النيل إلا بأدائها وذلك
انه إذا كان لاثنتي عشرة ليلة مضين من شهر بؤونة عمدنا إلى جارية بكر فارضينا أبويها
وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون و ألقيناها فى النيل ليجري
فقال
لهم عمرو ان هذا فى الاسلام لا يكون وارسل الى الخليفة عمرو بن الخطاب بما جري فا
ارسل عمر رسالة مكتوب فيها ا ن كنت تجرىمن عندك فنحن فىغنى عن جريانك هذا. وان كنت
تجري من عند الله فبسم الله تجري ونحن فى انتظارك وامره ان يلقيها في النيل بدلا
من الفتاة وسمى ذلك عهد النيل والقيت الرسالة وفاض النيل واصبحت بعد ذلك عادة
يتبعها المصريون كل سنة تحية منهم لمصدر الحياة عندهم.
تلوث
النيل بالسفن والفنادق العائمة
السفن
العائمة تلقى الفنادق العائمة بفضلاتها و
صرفها الصحي بدون معالجة إلى النيل ولذلك تشكل الفنادق في الوقت الحاضر عاملا من
عوامل تلوث مياه النيل ويضاف إليها كذلك سائر وسائل النقل النهرى وكلا تلقى
بمفضلاتها إلى النيل والطبيعي أن يزيد عددا لفنادق العائمة في النيل عاما بعد عام
وتقبل الشركات الفندقية العالمية على تشغيل هذه الفنادق العائمة باعتبارها من أهم
عوامل الجذب السياحي وتساعد هذه الفنادق على سد النقص في الطاقات الفندقية في مواسم
الذروة.
ويقدر
عدد السائحين الذين يستخدمونها بنسبة 10% من مجموع السائحين الوافدين إلى مصر
وللأسف فان قانون حماية نهر النيل من التلوث ولائحته التنفيذية على الفنادق العائمة
وغيرها من الوحدات النيلية لا يطبق حتى الآن .
وتذكر بيانات الخطة القومية للعمل البيئي ان هناك اكثرمن
9300 وحدة نهرية عائمة تلقى بمخلفاتها وعوادمها في النهر ويطالب الخبراء بوقف
التلوث الذى تحدثه وسائل النقل النهري خاصة بعد استخدام ماكينات التشغيل ومطلوب
توعية العاملين بعدم القاء الزيوت في المياة ، وهذا الكلام ينطبق ايضا على
العوامات ، ويجب مراقبتها بشدة ومنع صرف اية مخلفات فى مياة النهر وعدم اعطاء اى
تصريح لاى مركب سياحى بالسيرفى النهر الا اذا توافرت به وحدات خاصة بالصرف الصحى .
التلوث
الناتج عن السلوكيات
تلوث
النيل جرت العادة على الاغتسال فى مياة
الترع وغسل الاوانى والخضروات وتنظيف الدواجن والماشية، بل و القاء ما ينفق منها
فى المياه حتى القرى التى وصلت اليها المياة النقية فانه عند انقطاع المياه يلجا
السكان الى نقل المياه من الترع للاستعمال المنزلى . هذه السلوكيات تسبب تلوث
المياه وتجعلها مصدرا لنقل الأمراض ويزداد الأمر خطورة عندما تلقى بعض القري
والمدن الصغيرة صرفها الصحى في الترع والمصارف الفرعية ولا يقتصر التلوث على
المياه السطحية بل يتعداه للمياه الجوفية قليلة العمق التي يرفع منها بعض السكان
المياة االلازمة لهم بمضخات يدوية ومن ضمن السلوكيات الخاطئة صرف مخلفات المصانع
غير المعالجة على النيل وتحويل الصرف الزراعي على مجرى النيل وما تحمله مياه الصرف
الزراعي من مبيدات حشرية وبقايا الأسمدة وتزداد نسبة التلوث فى الترع كلما نقصت
كميات المياة التى تجرى فيها اما فى الترع الفرعية فان اثر التلوث بها اشد خطورة
مع قلة تصرفاتها . ايضا مسببات التلوث مانراه من قيام البعض بإلقاء الجثث
والحيوانات النافقة داخل حرم النهر وبعد تحللها تنتشر الروائح الكريهة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire