يتوقف
بقاء كل نوع، سواء كان حيواناً أم نباتاً، على قدرة أفراده على الحصول على الغذاء
وحماية نفسه وإنتاج ذرية له. وهكذا فإن أي صفة وراثية تزيد من إمكانية أيٍ من هذه
الوظائف ستحسن فرصة استمرار هذا النوع وبقائه.
والصفات
الوراثية الجديدة التكيفية تظهر بفعل الاصطفاء الطبيعي، الذي يميل إلى حفظ الصفات
المفيدة بالنسبة للكائنات، ومن ثم تنتقل إلى الأجيال التالية،
لتنتشر، بعد أن تكون قد تهيأت الظروف لانطباعها في السجل الوراثي للكائن، في
الجماعات التي تليها.
إلا أن
ظهور بعض الصفات، مثل قابلية قبض يد الإنسان للأشياء ومعالجتها لها، لا يظهر إلا
نتيجة طفرات mutations
عدة، يمكن أن تتطور عبر ملايين السنين، لكن هذا لا يمنع أن تظهر بعض الصفات
التكيفية بسبب طفرة واحدة، أو عدد قليل
منها، ظهر في مرحلة قصيرة نسبياً.
من
التكيفات التي ظهرت في مدة قصيرة من الزمن يذكر العتة الفلفلية peppered
moth الإنكليزيـة (Biston
betularia). كانت هذه العتة، في
الأصل، فاتحة اللون، وتعيش على جذوع أشجار غطتها طحالب فاتحة اللون ولهذا كانت لا
ترى من أعدائها. لكن جذوع الأشجار، في المناطق الصناعية صارت مغطاة، بفعل دخان
المصانع الأسود، بطبقة قاتمة فصارت الحشرات مرئية بالنسبة لمفترساتها، فبدأت
بالاختفاء.
كان ظهور
العتة الإنكليزية غامقة اللون أول مرة عام 1948 في مدينة إنكليزية صناعية. وبما
أنها كانت مموهة مقابل جذع الشجر، فإنها استطاعت الاستمرار والتكاثر بنجاح أكثر،
في هذه المنطقة، من العت فاتح اللون. وقد نُقِلَ اللون الغامق، وهو ناتج عن طفرة
واحدة، إلى الجيل التالي، فوصلت نسبة العتات الغامقة عام 1953 إلى 90٪ في المنطقة
الصناعية وبقي من العت الفاتح اللون فقط 10٪.
ضفادع ذات
مخالب
يرى
الخبراء أنه مازالت توجد أشياء يمكن للمخلوقات الأخرى أن تفعلها بطريقة أفضل من
الإنسان، ومن أهم هذه الحيوانات هي الضفادع، وقد أعلن باحثون أمريكيون أن 11 نوعاً
علي الأقل من الضفادع الأفريقية لها مخالب تستخدمها للدفاع عن نفسها عندما تتعرض
للهجوم.
وأوضح الباحث
ديفيد بلاكبيرن وزملاؤه بجامعة هارفارد أن الضفادع عندما تتعرض للخطر يمكنها إخراج
عظام حادة تثقب الجلد في أصابع أرجلها لتستعين بها في صد الأعداء.
وقال
بلاكبيرن: "الامر المدهش هو العثور علي ضفادع لها مخالب... وحقيقة أن تخرج
هذه المخالب من خلال قطع في جلد قدم الضفدع ربما أنه شيء أكثر دهشة".
واصبح
بلاكبيرن علي دراية بهذا الأمر عندما خدشه ضفدع في الكاميرون، وبحث أثناء الدارسة
عينات من 63 نوعاً من الضفادع الأفريقية.
وقال
بلاكبيرن: "الصياديون الكاميرونيون يستخدمون رماحاً طويلة أو مناجل تجنباً
للمس مثل هذه الضفادع... ووصل الأمر ببعض الصيادين إلي اطلاق النار عليها".
قناديل
البحر تفرز مادة كيميائية لحماية نفسها
وقد أفاد
الدكتور سليم المغربي الاختصاصي في علم المرجان، بأن قناديل البحر تنتمي إلى
الهلاميات اللاحشوية التي تشبه كيساً فارغاً مع نظام هظمي بدائي، مؤكداً أن هذه
المخلوقات غير مؤذية للإنسان وهي غير سامة، وإنما تعتمد على إفراز مادة كيميائية
لدى مواجهتها مع الأخرين لحماية نفسه وتثير نوعاً من الحساسية عند بعض الناس.
وأشار
الباحثون إلى أن هذه الكائنات إذا ما دفعتها الأمواج البحرية نحو الشواطئ فإنها لا
تستطيع الحراك بقوتها الذاتية، إذ إنها لا تمتلك الأطراف المساندة فهي على هيئة
هلامية لزجة يشكل الماء منها ما نسبته 98 بالمائة وتعد غذاء رئيساً لسلاحف البحر.
وتنتمي
هذه الحيوانات إلى شعبة الجوف معويات فهي حيوانات جيلاتينية هلامية بسيطة التكوين
لها عضلات وأعصاب وهذه الخلايا مرتبة بعضها مع بعض في شكل خاص لتكون أنسجة خاصة
وتتصل الأنسجة العصبية الحساسة بأنسجة عضلية قوية تنقبض فتجعل الحيوان يمسك
بالغذاء وتنبسط العضلات للتخلص من المواد غير القابلة للهضم، وهي عبارة عن تجويف
هلامي تحيط به لوامس تحمل في أطرافها السم الذي تخدر به فريستها وتدافع به عن
نفسها وقناديل البحر تسبح في الماء ولها أذرع ولها عيون بدائية لا تفرق بين النور
والظلام تتوزع على شكل نقاط تحيط بأسفل الجسم.
وتختلف
قناديل البحر فى درجات لسعاتها للإنسان، ويرجع ذلك إلى عدد الخلايا اللاسعة التي
تخرق جلده، وبالتالي إلى المواد السامة التي يحقن بها، وأياً كان الوضع فإنه لابد
أن يؤخذ في الاعتبار أطوال لوامس وأذرع هذه القناديل التي قد تصل في الأنواع
العملاقة إلى أكثر من30 متراً وتحتفظ بقايا هذه القناديل وإن كانت ميتة بقدرتها
على اختراق جلد الإنسان وحقنه بمحتويتها السامة وتظهر أعراض اللسعات على شكل
احمرار في الجلد وقد يحترق ويتورم، وقد تحدث فيه بعض التشوهات التي تبقى بعد
الشفاء.
الطيور
تكيف نفسها لمواجهة التغيرات المناخية
كما أكدت
دراسة بريطانية أن الطيور تلجأ إلى السلوك التكيفي، لمواجهة تأثيرات التغيرات
المناخية التي تطال كوكب الأرض، حيث تعمد إلى وضع البيض في وقت مبكر من موعده،
لضمان حصول صغارها على كفايتهم من الغذاء.
وأوضحت
الدراسة التي أجراها فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد البريطانية أن طائر القرقف
الكبير Parus major،
يلجأ إلى وضع البيض قبل موعده بنحو أسبوعين، مقارنة مع ما كان يحدث قبل نحو خمسين
عاما، ليستفيد الصغار من وفرة الديدان خلال فصل الربيع، الذي بات يشهد ارتفاعاً
أكبر في درجات الحرارة.
وقد دهش
فريق البحث لعدم وجود تباين في هذا التغير السلوكي بين إناث القرقف الكبير، بحسب
المجموعة الخاضعة للدراسة، والذي يعكس استجابة الفرد منهم تجاه التغيرات المناخية،
الأمر الذي يناقض دراسة حديثة حول ذات النوع من الطيور، والتي أظهرت وجود تباين
كبير بين أفراد هذه الفصيلة من الطيور، فيما يختص بمرونتها في التعامل مع الظروف
المحيطة.
ويقول
البروفيسور "بين شيلدون"، من معهد إدوارد جري التابع لدائرة علم الحيوان
في الجامعة: "لقد وجدنا أن إناث هذا النوع من الطيور، لهن القدرة على التكيف،
من عام إلى آخر، مع التغيرات التي تطرأ على ظروف البيئة، وأظهرن مقدرة على تتبع
التغيرات التي طرأت خلال عقود خلت, مما يشير إلى أن التكيفية - وهي القابلية
للتكيف- لا التغيرات الوراثية، يمكن أن تقود استجابة الأفراد تجاه التغيرات
المناخية".
ويغطي رأس
القرقف الكبير ريش أسود، وهو يمتد كخط يمر في منتصف منطقة الصدر، أما بقية ريش
جسده فيغلب عليه اللونين الأزرق والأصفر.
يذكر أن
طائر القرقف الكبير، ينتشر في أوروبا والجزء الشمالي الغربي من قارتي أفريقيا
وآسيا، ويتراوح وزنه ما بين 14- 22جم، كما يبلغ طوله نحو 14 سم، فيما يمتد جناحه
ليصل إلى 15 سم تقريباً.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire