أعلان الهيدر

الرئيسية قيمة النبوة في حياة الإنسان

قيمة النبوة في حياة الإنسان


قيمة النبوة في حياة الإنسان
قيمة النبوة في حياة الإنسان
الجانب الاجتماعي في حياة الرسول.  الإنسان له علاقته بربه، وله علاقته بمن حوله، فعلاقته بمن حوله تشِّكل الجانب الاجتماعي، هناك جانبٌ عقلي، وهناك جانبٌ جسمي، وجانبٌ نفسي، وهناك جانبٌ اجتماعي، ففي الجانب الاجتماعي شمائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم تلفت النظر، من هذه الشمائل المشاركة الوجدانية، الإيثار، التواضع، الجود، قوة الوجود في المجتمع، البشاشة، الأُنس، اللين، هذه كلها من شمائله الاجتماعية صلى الله عليه وسلم.
التواضع:
أيها الأخوة الكرام… ننتقل إلى خُلُقٍ آخر من خلقه الاجتماعي.
التواضع في المركب:
كان عليه الصلاة والسلام يركب الحمار، ويُرْدِف أحد أصحابه خلفه. فبالطبع هناك كان فرس، وهناك ناقة، ولعل أدنى المراكب وقتها كان الحمار، فكان عليه الصلاة والسلام لا يأنف من ركوب هذه الدابة، ولا يأنف أن يردف أحداً خلفه، ولكل عصرٍ مراكب، ولكل عصرٍ مستويات في المراكب، فمن شمائل النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان متواضعاً.
التواضع في المجلس:
الآن: إذا دخل مجلساً. هناك من يغضب أشد الغضب، ويتألم أشد الألم إن لم يكن في صدر، إن لم يقم له زيدٌ أو عُبَيد، لكن النبي عليه الصلاة والسلام عَلَّمَنَا أن يجلس حيث ينتهي به المجلس.
بل إن أحد الأعرابِ دخل على مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فما عرفه قال: ” أيكم محمد ؟ ” ليس له مكان خاص، مقعد خاص، فقال عليه الصلاة والسلام: ” قد أصبت “.
وكان يقول أصحابه عنه لمن يدخل عليه ولا يعرفه، إذا رأيت في زاوية المجلس وجهاً مضيئاً فذاك محمد. يتميز بمضاءة وجهه، وجهه كالبدر، لا يتميَّز بشيءٍ آخر.
التواضع في المأكل:
وكان عليه الصلاة والسلام يأكل مع خادمه، وكان يمشي في الأسواق، لأن الأنبياء كانوا يمشون في الأسواق، يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، وفي الآية دلالةٌ عميقة، يأكلون الطعام، لأنهم بشر، تجري عليهم كل خصائص البشر، هم مفتقرون في وجودهم، إلى تناول الطعام، هذه العبودية لله عز وجل، والعبادة شيءٌ آخر، كل مخلوقٍ في أمس الحاجة إلى أن يأكل، محتاجٌ إلى الأكل والشرب، إذاً هو بشر، وكان الأنبياء مفتقرون إلى ثمن الطعام في المشي في الأسواق، في كسب المال، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يمشي في الأسواق، ويأكل مع خادمه، ويجلس حيث ينتهي به المجلس، وكان يركب الحمار ويردف خلفه صحابياً، وكان يحلب الشاة بيده، وكان يشرب آخر الناس، ويقول:
ساقي القوم آخرهم شرباً
المودة:
من شمائله الاجتماعية كان النبي عليه الصلاة والسلام يعلمنا أنه
ما صاحب مسلمٌ صاحباً ساعةً من نهارٍ إلا سُئل عن صحبته يوم القيامة
أحياناً يعيش المرء عنده في المعمل موظفٌ يعيش معه عشرين عاماً ولا يبالي به، يبالي أنه جاء في الوقت المناسب، وانصرف في الوقت المناسب، وأدى عمله، ونال أجره، وانتهى الأمر. لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
ما من صاحب يصحب صاحبا ولو ساعة من النهار إلا سئل عن صحبته هل أقام فيها حق الله أم أضاعه
                                                                                                                                    من الجامع الصغير: عن ابي قتادة]
المظهر:
أما عن المظهر، ومظهر الإنسان جزءٌ من خلقه الاجتماعي، فكان يقول عليه الصلاة:
اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم
[من الجامع الصغير: عن علي]
في المجالس:
وكان من توجيهاته صلى الله عليه وسلم:
إِذَا كَانُوا ثَلاثَةٌ فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ
[من صحيح البخاري: عن عبد الله]
في نزهة، في جلسة، في اجتماع، حينما ينفرد اثنان بحديثٍ خاص، هذا يعد إهانةً للثالث،
إِذَا كَانُوا ثَلاثَةٌ فَلا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الثَّالِثِ
اللياقة العالية في المعاشرة:
أيها الأخوة الكرام… فماذا عن أدب المعاشرة واللياقة ؟ يقول عليه الصلاة والسلام:
لست أرضى لأحدكم ما لا أرضاه لنفسي
هذه قاعدة ذهبية تتعلَّق بأدب المعاشرة واللياقة.
كان إذا حدثه رجل يلتفت إليه لا بوجهه فقط بل بجسمه، يعطيه كل وجهِهِ وجسمه، كان يلتفت بجسمه وبوجهه إلى محدِّثه،
وكان يُصْغِي تمام الإصغاء ـ التشاغل عن المحدِّث احتقار له ـ وكان يصغي له أتم الإصغاء،
وكان يتحدث إليه من يشاء، فلا يقطع عليه حديثه أبداً ـ لا يقطع على أحدٍ حديثه ـ وتراه يصغي، للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى به. هذا من خلق المُعاشرة، من خلق اللياقة الاجتماعية.
أما إذا صافح أحداً، كان عليه الصلاة والسلام لا ينزع يده ممن يصافحه حتى يكون الذي يصافحه هو الذي ينزِعُ يده، لأن في هذا تمام المودة، إذا صافحه أحد، لا ينزع النبي يده من يد من صافحه، حتى يكون الذي صافحه هو الذي ينِزع يده من يده،
وكان لا يصرف وجهه عن وجههِ، ينظر إليه، أحياناً يلقي أحدٌ كلمة في عقد أو في مناسبة بعضهم يُغْمِضُ عينيه ولا ينظر إليه، هذا من سوء الأدب، هذا من عدم الاكتراس، أن تنظر إلى المتكلم، هذا من تمام الأدب، فكان عليه الصلاة والسلام لا يصرف وجهه عن وجه محدثه.
وكان يتجمل لإخوانه.. أحياناً الإنسان يستقبل إنسان بثياب مبتذلة، هذا من عدم اللياقة، ومن عدم إكرام هذا الزائر، كان عليه الصلاة والسلام يتجمَّلُ لإخوانه.
أنه لم يُرَ ماداً رجليه قط، وهو سيد الخَلق، لم يرَ ماداً رجليه بين أصحابه قط، هو سيدهم، ومع ذلك كان في أعلى درجات الأدب معهم، بل لم يُرَ مُقَدِّمَاً ركبته بين يدي جليسٍ له، أبلغ من عدم مد الرجل، لم يرَ ماداً ركبته بين يدي جليسٍ له،

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.