الاستقامة
معنى الاستقامة:
هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم ، من غير ميل عنه يمنة
ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها ، الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها ،
الظاهرة والباطنة.وهي وسط بين الغول والتقصير ، وكلاهما
منهي عنه شرعاً.
الاستمرار عليها ، والتقصير فيها :
المؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة ، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من
صلاته : { أهدنا الصراط المستقيم } ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل
المأمور ، أو اجتناب المحظور ، وهذا خروج عن الاستقامة ، أرشده الشرع إلى ما يعيده
لطريق الاستقامة ، فقال تعالى مشيراً إلى ذلك : { فاستقيموا إليه واستغفروه }
الآية(3) ، فأشار إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، وأن ذلك
التقصير يجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة.
وقل صلى الله عليه وسلم:(اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة
تمحها.
مظاهر الاستقامة ووسائل الثبات عليها :
1ـ من أهم أسباب الاستقامة إرادة الله
لهذا العبد الهداية ، وشرح صدره للإسلام ، وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح ، قال
تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتابٌ مبين(15) يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل
السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم }(11(
2ـ الإخلاص لله تعالى ، ومتابعة رسوله
صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ..
} الآية(12(
3ـ الاستغفار والتوبة.
وقد علق الله تعالى الفلاح والنجاح بالتوبة ، فقال تعالى: { وتوبوا
إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}(13()
4ـ محاسبة النفس:
قال تعالى:{ يأيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ
وأتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}(14)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ،
وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.
اهـ(15).
فالمحاسبة تحفظ المسلم من الميل عن طريق الاستقامة.
5ـ المحافظة على الصلوات الخمس مع
الجماعة:
لأنها صلة بين العبد وربه ، وهي من عوامل ترك الفحشاء والمنكر ، قال
تعالى: { إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر }الآية(16)
6ـ طلب العلم: والمقصود به علم الكتاب
والسنة ، لأنه الوسيلة لمعرفة الله تعالى وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
7ـ اختيار الصحبة الصالحة : لأن الجليس
الصالح يعين صاحبه على الطاعة وعلى طلب العلم ، وينهيه على أخطائه ، أما الجليس
السيء فعلى العكس من ذلك تماماً ، قال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire