مزايا الصدقة سرا
و علانية
تخلص القلب من خصلة الشح وحب المال والإمساك به, وتقرب الروح من ربها
عز وجل
من فوائد الصدقة :
أنّهَا تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ و تَزِيدُ الحَسَنَاتِ : قال تعالى:
{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ
أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ
يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} البقرة 261
نَمَاؤُهَا عِنْدَ اللَّهِ : قال تعالى: ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ
سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
التوبة 103
دُخُولُ الجَنَّةِ : عن أبى أيوب ا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلمأَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ قَالَ صلى الله
عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ
وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ»
آدَابُ مُعْطِي الصَّدَقَةِ
الإخلاص: قال الله تعالى: (
ومَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ
الْقَيِّمَةِ) البينة5
أَنْ لاَ تُتْبَعَ بِالمَنِّ وَالأَذَى: قال الله تعالى: ( يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى
) البقرة 264
أَنْ تَكُونَ مِنْ مَالٍ طَيِّبٍ : قال صلى الله عليه وسلم :( إِنَّ
اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا)
التَّصَدُّقُ وَلَوْ بِالقَلِيلِ : قال تعالى: ( وَالَّذِينَ لاَ
يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ ) التوبة79، وقال صلى الله عليه وسلم: ( اتَّقُوا
النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ )
عبَّر الإمام الغزالي في
إحياء علوم الدين (1 /215 ) عن أخذ الصدَقَة في الخفاء: "أنَّه أبْقى
للستر على الآخِذ، فإنَّ أَخْذَه ظَاهِرًا هَتْكٌ لستر المروءة، وكشفٌ عن الحاجة،
وخروجٌ عن هيئة التعفُّفِ والتصوُّنِ المحبوبِ الذي يحسب الجاهلُ أهلَه أغنياء من
التعفُّف"، وكذلك "أنَّ في إظهارِ الأخذِ ذُلاًّ وامتهانًا، وليس للمؤمن
أنْ يُذِلَّ نفسَه"
قال الغزالي في فوائد إخفاء الصَّدقة بالنسبة للناس: "إنَّه
أسلم لقلوب النَّاس وألسنتهم، فإنَّهم ربَّما يحسدون أو ينكرون عليْه أخْذَه
ويظنُّون أنَّه آخذٌ مع الاستِغْناء، أو ينسبونه إلى أخذِ زيادة، والحَسَدُ وسوءُ
الظنِّ والغيبةُ من الذنوب الكبائر، وصيانتهم عن هذه الجرائم أوْلى"
وهكذا هي الآثار الاجتماعيَّة للإنفاقِ في السِّر، تَحْفَظُ كرامةَ
الفقير وتُقِيم إنسانيَّتَه، وتراعي مشاعرَه، وكذلك تَحمِي المجتمعَ من الأخلاقِ
الرَّديئةِ ومن سوءِ الظنِّ والحقدِ وكثرةِ الكلام فيما لا ينفع، واتِّهامِ الناسِ
بما ليس فيهم.
قال ابن العربي في أحكام القرآن، (1 /315): "أَمَّا صَدَقَةُ
الْفَرْضِ فَلا خِلافَ أنَّ إظْهَارَهَا أَفضَلُ، كَصَلاةِ الفَرْضِ وَسَائِرِ
فَرَائِضِ الشرِيعَةِ؛ لأَنَّ المَرءَ يُحْرِزُ بِهَا إسلامَهُ، وَيَعصِمُ
مَالَهُ"، ثمَّ قال في مسألةِ صدَقَة النَّفل: "والتحقِيقُ فِيه أنَّ
الحَالَ في الصدَقَةِ تَختَلِفُ بِحَالِ المُعطِي لَهَا، والمُعطَى إيَّاهَا،
والناسِ الشاهِدِينَ لَهَا، أَمَّا المُعطِي فلَهُ فَائِدَةُ إظهَارِ السُّنة
وثَوَابِ القُدرَةِ، وآفَتُهَا الرِّياءُ والمَنُّ وَالأذَى، وأَمَّا المُعطَى
إيَّاها فإنَّ السرَّ أَسلَمُ لَهُ مِن احتِقارِ الناسِ لَهُ، أو نِسبَتِه إلى
أنَّه أخَذَها مَعَ الغِنَى عَنها وتَرَكَ التعَفُّف، وأمَّا حَالُ الناسِ
فالسِّرُ عَنهُم أَفضَلُ مِن العَلانِيَةِ لَهُم، مِن جِهَةِ أنهُم رُبما طَعَنُوا
على المُعطِي لَهَا بِالرياء، وعلى الآخِذِ لَهَا بِالاستِثنَاءِ، ولَهُم فِيهَا
تَحرِيكُ القُلُوبِ إلى الصَّدَقة، لَكِنَّ هَذَا اليَومَ قَلِيلٌ"
مقاتل بن سليمان من تفسير
قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ
وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ
يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ { 31 } اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ
رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ
وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ { 32 } وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ { 33 } وَآتَاكُمْ مِنْ
كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ
الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ { 34 } سورة إبراهيم آية 31-34 قُلْ لِعِبَادِيَ
الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سورة
إبراهيم آية 31 من الأموال ، سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ
يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ سورة إبراهيم آية 31 يعني : لا فداء ، وَلا خِلالٌ يعني :
ولا خلة ، لأن الرجل إذا نزل به ما يكره في الدنيا قبل موته قبل منه الفداء ، أو
يشفع له خليله ، والخليل : المحب ، وليس في الآخرة من ذلك شيء ، وإنما هي أعمالهم
يثابون عليها.
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً سورة إبراهيم آية 32 يعني المطر ، فَأَخْرَجَ بِهِ يعني : بالمطر ، مِنَ
الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ سورة إبراهيم آية 32 يعني
السفن ، لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ سورة
إبراهيم آية 32 .
وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ سورة إبراهيم
آية 33 إلى يوم القيامة ، وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ سورة إبراهيم
آية 33 في هذه منفعة لبني آدم.
وَآتَاكُمْ يقول : وأعطاكم ، مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ سورة
إبراهيم آية 34 يعني : ما لم تسألوه ولا طلبتموه ، ولكن أعطيتكم من رحمتي ، يعني
ما ذكر مما سخر للناس في هؤلاء الآيات فهذا كله من النعم ، ثم قال سبحانه : وَإِنْ
تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ سورة
إبراهيم آية 34 لنفسه في خطيئته ، كَفَّارٌ يعني : كافر في نعمته التي ذكر ، فلم
يعبده.
حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ ، قال حدثني أبي ، قال : سمعت أبا صالح في
قوله عز وجل : مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ سورة إبراهيم آية 34 قال : أعطاكم ما
لم تسألوه.
ومن قرأه : كل ما سألتموه بدون من يقول : استجاب لكم ، فأعطاكم ما
سألتموه ، والله أعلم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire