الرسول القدوة
فى حب الوطن
ولما كان الخروج من الوطن قاسيًا على النفس ،
فقد كان من فضائل المهاجرين أنهم ضحوا بأوطانهم هجرةً في سبيل الله ، وفي سنن الترمذي
بإسناد صحيح : عن عبد الله بن عدي قال: رأيت رسول الله
واقفًا على راحلته
فقال: " إنكِ لخيرُ أرض الله ، وأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أني أُخرِجت منك
ما خرجت
وأخرج الترمذي ، وابن حبان ، والحاكم ، والبيهقي
في " الشعب " ، والمقدسي في " المختارة " بسندٍ صحيح من حديث ابن
عباس رضي الله عنهما أن النبي
قال في حق مكة
عند هجرته منها: ( ما أطيبك من بلدة ، وأحبك إليَّ ولولا أن قومك أخرجوني ما سكنت غيرك
) ، قال العيني رحمه الله : " ابتلى الله
نبيه بفراق الوطن
ولما علم النبي
·
أنه سيبقى مهاجرًا
دعا بتحبيب المدينة إليه ؛ كما في الصحيحين ، فقد أخرج الشيخان من حديث عائشة رضي الله
عنها أن رسول الله
·
قال: ( اللهم حبب
إلينا المدينة كحبنا مكة أو أش
وفي صحيح البخاري: " أن النبي
·
كان إذا قدم من
سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته - أي أسرع بها
قال ابن حجر - رحمه الله : " فيها دلالة على فضل المدينة ، وعلى مشروعية
حب الوطن والحنين إليه
ومن حنين الإنسان إلى بلده، أنه إذا غاب عنها
وقدم عليه شخص منها سأله عنها ، يتلمس أخبارها ، فهذا نبينا محمد
يسأل أُصيل الغفاري
عن مكة لما قدم عليه المدينة ، فقد أخرج الأزرقي في " أخبار مكة " عن ابن
شهاب قال : قدم أصيل الغفاري قبل أن يُضرب الحجاب على أزواج النبي فدخل على عائشة رضي
الله عنها فقالت له : يا أصيل ! كيف عهدت مكة ؟ قال : عهدتها قد أخصبَ جنابها ، وابيتضت
بطحاؤها ، قالت : أقم حتى يأتيك النبي فلم يلبث أن دخل النبي ، فقال له : ( يا أصيل!
كيف عهدت مكة ؟ ) قال : والله عهدتها قد أخصب جنابها ، وابيضت بطحاؤها ، وأغدق اذخرها
، وأسلت ثمامها ، وأمشّ سلمها ، فقال : ( حسبك يا أصيل لا تحزنا ) ، وفى رواية ابن
ماكولا في " الإكمال " قال رسول الله ويها يا أصيل! دع القلوب تقر قرارها
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire