أعلان الهيدر

الرئيسية قصة الأيام الجزء الثاني

قصة الأيام الجزء الثاني


قصة الأيام الجزء الثاني
قصة الأيام الجزء الثاني
I.      التقديم المادي
1.      تعرف الكاتب :
طه حسين هو عميد الأدب العربي، وأديبٌ وناقدٌ مصريُ الجنسية، واسمه طه بن حسين بن علي بن سلامة، ولد في الخامس عشر من شهر نوفمبر عام ألف وثمانمائة وتسعة وثمانين، وله الأثر العظيم في الحركة العربية الأدبية الحديثة؛ حيث أضفى لَمساته على الرّواية العربية، فتمكنّ من تغييرها. كان مُبدعاً في مجال كتابة السّيرة الذّاتية، ومن أشهر كُتُبه في هذا المجال كتابُ "الأيام" الذي تمَّ نَشرُهُ في عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعة وعشرين، لِيتناول حياته الشّخصية وجوانبها، مُنذ الطّفولة وحتى لَحظة كتابة السّيرة.
.2تعريف الكتاب :
لأيام عمل أدبي قصصي يحكي فيه الكاتب حياة شخص منذ ولادته وحتى وفاته متناولا بيئته ونشأته وأعماله وتأثيراته وهذا ما يطلق عليه اسم ترجمة الحياة ..
وبما أن الترجمة كانت لحياة طه حسين ذاته فهي إذن ما يطلق عليها ( الترجمة الذاتية أو السيرة الذاتية ) ..
-IIالتقديم المعنوي
1.الموضوع :
الجزء الثاني من السيرة الذاتية للأديب طه حسين و التي يتطرق فيها إلى حياته في القاهرة بالجامع الازهر
2.      الشخصيات :
الطفل الصغير/والده/إخوته/ابن خالته/أحمد فؤاد/صديق
3.الأطر
         الاطار  الزماني :
 زمن الطفولة   والشاب
         الاطار المكانى :
القرية   . القاهرة  . جامعة الازهر  . البيت أخيه  .المدرسة  . الحي  
4الإحداث :
1- انتقال الفتى للقاهرة :-
أقام فى القاهرة أسبوعين أو أكثر من أسبوعين ، لا يعرف من أمره إلا أنه ترك الريف وأنتقل إلى العاصمة ليطيل فيها المقام طالبآ للعلم مختلفآ إلى مجالس الدرس فى الأزهر ، وإلا أنه يقضى يومه فى أحد هذه الأطوار الثلاثة التى يتخيلها و لا يحققها .
الفصل الثانى من قصة الأيام: حب الصبى للأزهر
عرض الأحداث :
1- الأطوار الثلاثة لحياة الصبى فى الأزهر :-
الطور الأول : حياة الصبى فى غرفته :-
وكان هذا الطور احب اطوار حياته تلك إليه وأثرها عنده ، كان أحب إليه من طوره ذاك فى غرفته التى كان يشعر فيها بالغربة شعورآ قاسيآ ، لأنه لا يعرفها ولا يعرف مما أشتملته من الأثاث والمتاع إلا أقلة وأدناه إليه ، فهو لا يعيش فيها كما كان يعيش فى بيته الريفى وفى غرفاته وحجراته تلك التى لم يكن يجهل منها ومما أحتوت عليه شيئا ، وأنما كان يعيش فيها غريبآ عن الناس وغريبآ عن الأشياء وضيقآ حتى بذلك الهواء الثقيل الذى كان يتنفسه فلا يجد فيه راحة ولا حياة ، وإنما كان يجد فيه ألما وثقلآ .
الطور الثانى :الطريق بين بيته والأزهر :-
وكان أحب من طوره الثانى فى طريقه تلك بين البيت و الأزهر ، فقد كان فى ذلك الطور مشردآ مفرق النفس مضطرب الخطا ممتلئ القلب بهذه الحيرة المضلة الباهظة التى تفسد على المرء أمره وتجعله يتقدم أمامه لا على غير هدى فى طريقه المادية وحدها _ فقد كان ذلك محتومآ عليه _ بل على غير هدى فى طريقة المعنوية أيضآ ، فقد كان مصروفآ عن نفسه بما يرتفع حوله من الأصوات وما يضطرب حوله من الحركات وقد كان مستخذيآ فى نفسه من أضطراب خطاه وعجزه عن أن يلائم بين مشيته الضالة الحائرة الهادئة ومشية صاحبه المهتدية العارمة العنيفة .
الطور الثالث : الصبى فى الأزهر :-
فأما فى طوره الثالث هذا فقد كان يجد راحة وأمنا وطمأنينة وأستقرارآ . كان هذا النسيم الذى يترقرق فى صحن الأزهر حين تصلى الفجر يتلقى وجهه بالتحية فيملأ قلبه أمنآ وأملآ . وما كان يشبه وقع هذا النسيم على جبهته التى كانت تندى بالعرق من سرعة ما يسعى ، إلا بتلك القبلات التى كانت أمه تضعها على جبهته بين حين وحين ، أثناء أقامته فى الريف حين يقرئها أيات من القرآن أو يمتعها بقصة مما قرأ فى الكتاب فى أثناء عبثه فى الكتاب أو حين كان يخرج ضعيفى شاحبآ من خلوته تلك التى كان يتوسل فيها إلى الله ب(عدية يس) ليقضى هذه الحاجات أو تلك من حاجات الأسرة .
2- شوقه إلى الغرق فى بحر العلم الذى لا ساحل له :-
وكان يشعر شعورآ غامضآ ولكنه قوى بأن هذا العلم لا حد له , وبأن الناس قد ينفقون حياتهم كلها ولا يبلغون منه ألا أيسره وكان يريد أن ينفق حياته كلها وأن يبلغ من هذا العلم أكثر ما يستطيع أن يبلغ مهما كان فى نفسه يسيرآ وكان قد سمع من أبيه الشيخ ومن أصحابه الذين كانوا يجالسونه من أهل العلم أن العلم بحر لا ساحل له فلم يأخذ هذا الكلام على أنه تشبيه أو تجوز ، وأنما أخذه على أنه الحق كل الحق .
وأقبل إلى القاهرة وإلى الأزهر يريد أن يلقى نفسه فى هذا البحر فيشرب منه ما شاء الله له أن يشرب ثم يموت فيه غرقآ و أى موت احب إلى الرجل النبيل من هذا الموت الذى يأتيه من العلم ويأتيه وهو غرق فى العلم وكانت هذه الخواطر كلها تثور فى نفسه الناشئة فجأة ، فتملؤها وتملكها وتنسيها تلك الغرفة الموحشة وتلك الطريق الملتوية ، بل وتنسيها الريف ولذات الريف وتشعرها بأنها لم تكن مخطئة ولا غالية حين كانت تحترق شوقآ إلى الأزهر وضيقآ بالريف .
3- الأزهر بعد صلاة الفجر وخشوع ودروس علم :-
وكان الصبى يسعى أمامه مع صاحبه حتى يقطع الصحن ويصعد هذه الدرجة اليسيرة التى يبتدئ بها الأزهر نفسه ، فيمتلئ قلبه خشوعآ وخضوعآ وتمتلئ نفسه أكبارآ وإجلالآ ويخفف الخطو على هذه الحصر المبسوطة البالية التى كانت تنفرج أحيانآ عما تحتها من الأرض كأنها تريد أن تتيح لأقدام الساعين عليها شيئآ من البركة بلمس هذه الأرض المطهرة وكان الصبى يحب الأزهر فى هذه اللحظة حين ينفتل المصلون من صلاة الفجر وينصرفون وفى عيةنهم النعاس ليتحلقوا حول هذا العمود أو ذاك وينتظروا هذا الأستاذ أو ذاك فيسمعون منه درس (الحيث أو درس التفسير أو درس الأصول أ درس التوحيد) .
4- الصبى يوازن بين أصوات الشيوخ بعد الفجر والظهر :-
والطلاب يسمعون لهذا الصوت فى هدوء وفتور يشبهان هدوء الشيخ وفتوره وما أكثر ما كان الصبى يوازن فى نفسه بين أصوات الشيوخ حين ينطقون بهذه الصيغة فى درس الفجر وأصواتهم حين ينطقون بها فى درس الظهر فأما أصوات الفجر فكانت فاترة حلوة فيها بقية من نوم وأما أصوات الظهر فكانت قوية عنيفة ممتلئة فيها شئ من كسل أيضآ , تصور أمتلاء البطون بما كانت تمتلئ به

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.