الإمام أبو الشعتاء جابر بن زيد الأزدي
إن المذهب الإباضي واحد من المذاهب الإسلامية القائمة على
الكتاب والسنة، وإن كثيراً من المسلمين يجهلون أصوله وأئمته وعلماءه، وتراثه الضخم
وجهاده في سبيل الإسلام في الأرض.
ولما كان كثير من الناس يحشرون المذهب الإباضي مع الخوارج إما
جهلاً أو تعصباً ناشئاً عن التقليد، رأيت أن أكتب نبذة وجيزة عن إمام المذهب
التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي الذي قال: "حويت العلم من سبعين
بدرياً،إلا البحر" يعني ابن عباس، وقال فيه ابن عباس: "عجباً لأهل
البصرة يسألوني وفيهم أبو الشعثاء، لو سأله أهل الأرض لوسعهم علمه"، وقال فيه
كثير من الصحابة والتابعين مثل هذا. نقلا من كتاب " فقه الأمام جابر بن زيد
للؤلف يحيى بن محمد بكوش"، ومن هنا فجدير بالمسلم أن يطلع على تأريخ علماء
الإسلام ويكشف القناع عن علمهم الوافر وجهادهم الكبير في سبيل هذا الدين، حتى يكون
خير خلف لخير سلف.
هو أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي الجوفي البصري من قبيلة
اليحمد العمانية، والجوفي نسية إلى درب الجوف بالبصرة،ولم تحدد كتب السيرة تاريخ
مولده، ولكن يمكن تحديد بين عامي (18- 22هـ) للهجرة -على صاحبها أفضل الصلاة
والسلام- ، أما بالنسبة لوفاته فتختلف المصادر حول تاريخ وفاته، والأصح أو الأرجح
كما جاء عن بعض الرواة أنه توفي في نفس الأسبوع الذي توفي فيه أنس بن مالك ، وقد
مات هذا الأخير عام 93هـ.
وأبو الشعثاء كنيته، وهو اسم بنته وقبرها لا يزال موجوداً
ومعروفاً إلى الآن في بلدة فرق من أعمال ولاية نزوى بعمان.أما أخلاقه فكانت أخلاق
العلماء الذين يتقيدون ويتبعون سلوك السلف، (وفي روح المعاني )" أنه سئل أيوب
السختياني: هل رأيت جابراً. قال: نعم، كان لبيباً، لبيباً، لبيباً" . وقال
فيه الشيخ أبو نعيم: "ومن الأولياء المتحلي بعلمه عن الشبة الظلماء، المتسلي
بذكره في الوعورة و الوعثاء، جابر بن زيد أبو الشعثاء، كان للعلم عيناً معيناً،
وفي العبادة ركناً مكيناً، وكان للحق آيباً ومن الخلق هارباً وهو من قدماء
التابعين".
ووصفه صالح الدهان فقال: "كان لا يماكس في ثلاث في الكراء
إلى مكة، وفي الرقبة يشتريها للعتق، وفي الأضحية. وقال : كان جابر بن زيد لا يم
اكس في شيء يتقرب به إلى الله عز وجل" . ومن ورعه ما روى عنه صالح الدهان
ومالك بن دينار قالا: خرج جابر بن زيد لواد فأخذ قصبة من حائط فجعل يطرد بها
الكلاب فلما أتى بيته، وضعها في المسجد، ثم قال لأهله: احتفظوا بهذه القصبة، وقال
" لو كان كل من مر بهذا الحائط أخذ قصبة لم يبق منه شيء" فلما أصبح ردها.
وللإمام جابر مواقف في الحق مشهودة، فقد جاء في الدليل والبرهان
"روى أن الحجاج كان يكتب وجابر حاضر لديه، فسقط القلم من يد الحجاج، فقال
لجابر ناولني القلم،فقال له جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لعن الله
الظالمين وأعوانهم وأعوان أعوانهم ولو بمدة قلم )).
وفي الجامع الصحيح ((قسم المقاطع )) جاء أن جابر بن زيد سأله
الحجاج بن يوسف وقال: يا أبا الشعثاء أخبرني عن أول آيه من سورة البقرة؟، فقال:
تلك للمؤمنين، قال: والثانية؟، قال: تلك للكافرين، قال والثالثة؟، قال: فيك وفي
أصحابك.
وقد اشتهر الإمام بالحرص الشديد على طلب العلم، فكان يكثر من
الأسفار في سبيل ذلك، وينتهز مواسم الحج للقاء الصحابة والعلماء،ومن ذلك أنه ذهب
إلى عائشة أم المؤمنين، فكان يسألها عن كل شيء يتعلق بحياة النبي -صلى الله عليه
وسلم- الخاصة، وقد وجد في مسند الربيع عدة مسائل في ذلك، أما مكانته في الإجماع
فهي مكانة مرموقة بحيث لا يمكن الاعتداد بالاجماع في المسائل التي يكون لجابر فيها
رأي مخالف، فعن الإمام ابن حزم أنه قال " أف لكل إجماع يخرج عنه علي بن أبي
طالب، وعبد الله بن مسعود، وأنس بن مالك، وابن عباس، والصحابة -رضي الله عنهم-، ثم
التابعون بالشام، وابن سرين وجابر بن زيد".
الإمام أبو الشعتاء جابر بن زيد الأزدي والحركة الإباضية
ترجع علاقة جابر بن زيد بالحركة الإباضية إلى وقت مبكر من
شبابه، بعد لجوء مرداس بن أدية التميمي وأصحابه للبصرة في أواخر العقد الرابع من
القرن الأول، على أن نشاطه معهم كان في نطاق من السرية وبأسلوب لا يلفت النظر
إليه، فكان طوال ولاية زياد على البصرة يصلى الجمعة خلفه، وعندما سئل عن ذلك يجيب:
"إنها صلاة جماعة وسنة متبعة"، ويذكر المؤرخون واقعتين سأذكر واحدة
منها،- من يرد الزيادة يرجع إلى ( فقه الإمام جابر بن زيد ) "عن أبي سفيان
محبوب بن الرحيل: إذ يذكر أن شيخاً من القعدة يدعى أبا سفيان قنبر قد أخذه عبيد
الله بن زياد وجلده ليدله على أحد من المسلمين (العقدة) فلم يفعل، قال جابر: وكنت
قريباً منه، وما كنت انتظر إلا أن يقول: هذا هو، فصمه الله".
وكان بين جابر وأبي بلال بن مرداس بن أدية علاقة متينة وودية،
وكانت هذه العلاقة تزداد وتتوثق بسرعة، وأخذ مرداس يدرك مدى علم جابر وذكائه، فكان
يتردد عليه آناء الليل وأطراف النهار؛ ليغرف من معرفته الواسعة وعلمه الغزير،ويبدو
من الروايات أن نجم جابر أخذ يتألق في سماء الحركة الإباضية قبل عام 61هـ ،وهو
العام الذي قتل فيه أبو بلال مرداس التميمي (شيخ القعدة في البصرة بعد معركة
النهروان)، حتى إن بعض الروايات تجزم على أنه لم يقم بعمله- أي (أبوبلال)- إلا بعد
مشورة من جابر وقبول منه.
وقد اتفق القعدة على أن يتولى جابر أمرهم وتنظيم دعوتهم منذ
المراحل الأولى لتطور الدعوة في البصرة؛ إيماناً منهم بذكائه؛ واعتماداً على
اطلاعه الواسع وتحصيله العميق في العلوم الدينية، وخاصة ما يتعلق بالتفسير وعلم
الحديث، وعلى الرغم من تبوء الإمام جابر لزعامة القعدة منذ ذلك الوقت المبكر فإنه
لم يشترك في الأحداث السياسية التي جرت في تلك الفترة من التاريخ الإسلامي، ولم
يبد لعامة سكان البصرة أن جابراً كان إماماً وزعيماً للقعدة، أو حتى إنه كان على
علاقة بهم؛ لك لأته أخفى انتماءه السياسي، وساعده أصحابه على ذلك؛ لأنهم كانوا
يحبون ستره عن عيون السلطة فيؤدي ذلك إلى تصفيته جسدياً أو معنوياً، فتموت دعوتهم
في مهدها.
الإمام جابر المفسر
يحتل الإمام جابر مكانة مرموقة بين علماء الإسلام العارفين
بالقرآن، فقد احتج بأقواله مجموعة من المفسرين، وأشادوا بآرائه في هذا المجال، ومن
هؤلاء المفسرين ما أورده السيوطي في الإتقان (ج4ص26) والألوسي في روح المعاني وابن
عاشور في تفسيره التحرير والتنوير، وابن حجر في تهذيب التهذيب، والقرطبي في أحكام
القرآن، وابن تيمية.
ولم يكن الإمام جابر عالمًا بالتفسير فحسب، بل كان أيضاً من
أصحاب القراءات، وبمراجعة كتب التفسير يعلم أن لجابر قراءات متعددة، ويتميز
الاتجاه في تفسير الإمام جابر بأنه يجنح إلى المأثور عن ابن عباس -رضي الله
عنهما-، كما يتميز بالبعد عن الأساطير والإسرائيليات والميل إلى المدلول اللغوي.
الإمام جابر المحدث
يعتبر الإمام جابر من أئمة السنة في البصرة،وقد وثقه جميع نقاد
الحديث وأجمعوا على ضبطه وعدالته، بل يعتبر من رجال أصح الأسانيد بالرغم مما حام
حوله من تهمة الإباضية،(راجع ترجمته في تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر). فقد روى
ابن حزم حديثاً عن شعبة عن قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس فقال: "هذا
إسناد لا يوجد أصح منه" ، ويعتبر سند الإمام جابر عند الإباضية في الذروة
العليا من مرتبة الإسناد وإن عنعنته مقطوع باتصالها؛ لان الربيع بن حبيب أخذ عن
أبي عبيدة، وأبو عبيدة أخذ عن جابر، وجابر أخذ عن ابن عباس، وعن جمع من الصحابة،
يقول الإمام جابر : حويت العلم من سبعين بدرياً إلا البحر يعني ( ابن عباس)، وكان
جابر يعنى بكتابة العلم عامة، وكان يراسل العلماء؛ لأخذ رأيهم في المسائل المطروحة
عليه.
وكان جابر يتتبع المظان التي توجد فيها كتب السنة، فقد نقل عنه
أنه قال: "انتهيت إلى بني عمرو بن حزم، فطلبت إليهم كتاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- مع أبيهم عمرو بن حزم إلى أصل اليمن، فأوقفوني عليه" ، وغير بعيد
أن يكون قد نسخ هذا الكتاب.
ويعتبر جابر بن زيد من جملة أصحاب مدرسة الحديث بالعراق التي
تتميز بقلة الرواية والتشكك في رواية الحديث بصفة عامة، ولكنه يتميز عنهم بالخصائص
التالية:
• يتميز عنهم بعلو السند فهو معدود من بين كبار التابعين وأوائلهم.
• أنه كثير التنقل إلى الحجاز ومن هنا استطاع أن يروي أحاديث مكة والمدينة
ويتصل بالصحابة الذين لم يعرفوا العراق.
• إنه محل ثقة الجميع، سواء بالعراق أو بالحجاز.
• أنه كتب الحديث حفظت لنا عددا كبيراً من الصحابة الذين روى عنهم أما مباشرة
وأما عن طريق الإرسال، وروي مرسلاً عن خلق كثير من الصحابة ( راجع كتاب فقه الأمام
جابر بن زيد والجامع الصحيح للربيع بن حبيب.(
حملة العلم الذين رووا عن الإمام جابر
روى عن الإمام جابر عدد كبير من رجال السنة من مختلف الأقطار،
ولقد تتبعت مظانهم في بطون كتب التراجم والسنة المطهرة فبلغ عددهم نحواً من سبعين،
وأذكر منهم على سبيل الاختصار: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني، الحجاج بن
الأسود، حراب بن زياد، الربيع بن حبيب، ضمام بن السائب، عمرو بن دينار المكي، مالك
بن دينار، (راجع فقه الإمام جابر).
الإمام جابر والقضاء
لم يكن جابر قاضياً،ولكنه عرض عليه القضاء كما عرض على الأئمة
من قبله ومن بعده، فاحتال التنصل منه،عن عمرو بن دينار قال: قال أبو الشعثاء:
"كتب الحكم بن أيوب نفراً للقضاء أنا منهم، ثم قال:" أي جابر فلو ابتليت
بشيء منه لركبت راحلتي وهربت في الأرض".
الإمام جابر مفتي البصرة وموسم الحج
تتحدث المصادر التاريخية عن الإمام جابر أنه كان يستفتى في
البصرة وفي موسم الحج وفي مناسبات أخرى، فقد حدث زياد بن جبير قال: سألت جابر بن
عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- عن مسألة فقال فيها، ثم قال " كيف تسألوننا
وفيكم أبو الشعثاء" ، وقال عمرو بن دينار:" ما رأيت أحداً أعلم من جابر
بن زيد".
ولما دفن جابر بن زيد قال قتادة: "اليوم دفن علم
الأرض" ، وقال يحي بن سعيد القطان، عن سليمان التميمي قال: "كان الحسن
يغزو وكان مفتي الناس ههنا جابر بن زيد".
ولما انتصب جابر للفتيا لقيه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-
في الطواف فقال له: "يا جابر أنك من فقهاء البصرة، وإنك تستفتي فلا تفتين إلا
بقرآن ناطق أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك فقد هلكت وأهلكت" . وقال
إياس:" أدركت البصرة ومفتيهم رجل من أهل عمان" ،وعن جرير بن حازم قال:
سمعت إياس بن معاوية يقول: "أدركت البصرة وما لهم مفت يفتيهم غير جابر بن زيد".
وكان الخاصة من الحكام يستفتون الإمام جابر حتى عندما يكون داخل
السجن،أما في موسم الحج فإن الكتب الفقهية أفادتنا بأن جابراً كانت إليه الفتيا،
وكانت ترد إلى جابر مراسلات من بعض الولاة يسألون فيها عن مسائل تتعلق بالتسيير
المالي، أو الإجارات أو الطلاق أو المعاملات.
الإمام جابر الفقيه
يتميز الفقه في العصر الأموي بأنه كان فقهاً حراً، بمعنى أنه
نشأ وتطور بفضل اجتهاد العلماء ومحاولاتهم الخاصة داخل الحلقات التي كانوا يمارسون
فيها نشاطهم العلمي في المساجد، ولم يكن للخلفاء دخل فيه فالدولة لم تحتضن الفقه
ولم توله رعاية خاصة ولا صبغة معينة،فما إن عرفت الدولة الاستقرار في عهد الخليفة
عمر بن عبد العزيز حتى ظهرت العناية الكبرى بالفقهاء والمحدثين، وفي ظل هذا الوضع
نشأ فقه حر، وظهر فقهاء عظام وضعوا أسس الثقافة الفقهية للأجيال التي أتت من
بعدهم، منهم في المدينة، ومنهم في الشام، وكان منهم في البصرة: الحسن البصري، وأبو
الشعثاء جابر بن زيد، ومسروق وغيرهم. فظهرت من هذا التوزيع وتحت تأثير عوامل أخرى
مدرستان هامتان في تاريخ الفقه الإسلامي:
• مدرسة الرأي، أو كما تسمى مدرسة العراق.
• مدرسة الحديث أو مدرسة الحجاز.
ولكن إطلاق هذا التصنيف لا يعني وضع حدود فاصلة بين المدرستين
فكثير من فقهاء الحجاز كان لهم نصيب من الرأي، ولعل نشأة جابر بن زيد في العراق
جعلت منه فقيهاً منتسباً إلى أهل الرأي، فقد نقل الإمام ابن عبد الله أن جابراً
كان ممن يقول بالرأي، وأنه قائس على الأصول ما لم يجد فيه نصاً، ولكن التزامه
لعلماء الحجاز وخاصة ابن عباس جعله يجمع بين المدرستين، فقد كان -رضي الله عنه-
يلتزم في فتواه الثابت من نصوص الكتاب والسنة، وقد أثبتت كتب السنة أن الإمام أبا
الشعثاء خصص عاماً من حياته لمجاورة القبر الشريف -على ساكنه أفضل الصلاة وأزكى
والتسليم-، أتصل خلاله بعلماء الحجاز وحملة السنة راوياً ومروياً عنه.
وكان أيضاً يلجأ إلى القياس فيما لا حكم له في الكتاب أو السنة،
كما يفيد استعراض فتاواه حيث إنه كان يجد شبهة في أمر فإنه يبادر إلى وصفه بالكراهية
ليرغب السائل عنه. وتدلنا الأخبار على أنه ترك ديواناً ضخماً تعرض فيه لمسائل
الفقه والأحكام، وهذا الديوان لم يصل إلينا، ولعل
نوائب الدهر أتت عليه في ظروف لم نطلع بعد عليها. ولكن الشيء
المؤكد أن له رسائل متفرقة موجودة اليوم في خزائن الكتب، فمنها ما هو في دار الكتب
المصرية، ومنها ما هو في وزارة التراث القومي، ومنها ما هو في المملكة المتحدة
(بريطانيا)، وفي المكتبة البارونية في جزيرة جربة، ولعلها جزءاً أو بعض أجزاء هذا
الديوان العظيم الذي أشار إليه حاجي خليفة في كتابه (كشف الظنون) بدون أن يذكر عنه
أي تفصيلات، لقد كان الإمام جابر شديد الشغف في طلب العلم، وكان ملحاً في السؤال
عن أدق أحوال النبي -صلى الله عليه وسلم- للتأسي والاقتداء.
وكانت لجابر -رضي الله عنه- نظرة خاصة للإسلام وتعاليمه، وكان
يتنزه عن اللجوء في فتاويه إلى الحيل الشرعية ويرى بطلانها،ومن أراد الاستزادة
فليرجع إلى كتاب فقه الإمام جابر بن زيد، بل يرجع إلى أمهات الكتب الإباضية، ولا
يكتفي بالسماع و قيل وقال. نسأل الله السلامة كما نسأله العفو والعافية في الدين
والدنيا والآخرة.
وفي (الخلاصة) جابر بن زيد الأزدي أبو الشعثاء الجوفي بفتح
الجيم البصري الفقيه أحد الأئمة عن إبن عباس فأكثر ومعاوية وابن عمر وعنه قتادة
وعمرو بن دينار وأيوب وخلق. قال ابن عباس : هو من العلماء. قال أحمد: مات سنة ثلاث
وتسعين وقال إبن سعد سنة ثلاث ومائة وقوله الجوفي نسبة إلى ناحية بعمان فإن أصله
من فرق وهي بلدة من أعمال نزوى بالقرب منها وكان من اليحمد من ولد عمرو بن اليحمد.
رحل في طلب العلم وسكن البصرة فنسب إليها. وقوله عن إبن عباس الخ يعني أنه روى عن
إبن عباس فمن بعده. وإذا تأملت روايات المسند رأيته يروي عن خلق كثير من الصحابة
وناهيك أنه قال: أدركت سبعين رجلا من أهل بدر فحويت ما بين أظهرهم إلا البحر يعني
إبن عباس . وقال أدركت جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألتهم هلم
يمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على خفيه، فقالوا: لا. وقال في صلاة الخوف:
حدثني جملة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وقال في باب العلم: أدركت أناسا من
الصحابة أكثر فتياهم حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ودخل هو وأبو بلال على عائشة
وسألها عن مسائل بالغ في البحث عنها لإظهار الدين. وإذا كان عدد من لقيهم من أهل
بدر مع قلة من شهدها سبعين رجلا، فما ظنك بمن لقيه من غيرهم من الصحابة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire