أعلان الهيدر

الرئيسية الإعلام‌ وتأثيره‌ على الأطفال‌

الإعلام‌ وتأثيره‌ على الأطفال‌


الإعلام‌ وتأثيره‌ على الأطفال‌
الإعلام‌ وتأثيره‌ على الأطفال‌
للإعلام‌ أهمية‌ بالغة‌ في‌ الحياة‌ اليومية‌ وله‌ دور فعّال‌ في‌ بناء مجتمع‌ متحضر مبني‌ علي‌ أسس‌ علمية‌ بحتة‌.
والإعلام‌ مرتبط‌ ومتأثر بشكل‌ أو بآخر بالنظم‌ الاجتماعية‌ التي‌ ينتمي‌ إليها.
ويبرز خبراء الاجتماع‌، أهمية‌ الإعلام‌ القصوى‌'، في‌ التأثير علي‌ سلّم‌ المعرفة‌ والتطور في‌ المجتمع‌ بل‌ وحتى‌' علي‌ استمراره‌ وديمومته‌.
والاعلام‌ ليس‌ حالة‌ ظرفية‌، وانما هو يتولي‌' نقل‌ آراء ومعتقدات‌ جيل‌ الي‌ جيل‌ آخر، وينمي‌ العلاقة‌ بينهما، وبالتالي‌ فمهمة‌ الاعلام‌ والاعلاميين‌، يجب‌ ان‌ تستوعب‌ الانسان‌ منذ مجيئه‌ الي‌ الحياة‌ بل‌ ومنذ ايام‌ الحمل‌ والولادة‌ والرضاعة‌ وفترة‌ الطفولة‌ المبكرة‌ وحتي‌ الكبر.
ومما سبق‌ يتضح‌ لنا ان‌ الاعلام‌ يستطيع‌ ان‌ يؤثر بطرق‌ عديدة‌ علي‌ وعي‌ وسلوك‌ الانسان‌ في‌ مختلف‌ مراحل‌ عمره‌، ويحدد وجهات‌ نظره‌ وقناعاته‌ وفهمه‌ للحياة‌.
التثقيف‌ الإعلامي‌ للوالدين‌
متي‌ يبدأ الدور الحقيقي‌ لمؤسسات‌ ووسائل‌ الاعلام‌ المختلفة‌ في‌ مجال‌ اهتمامها بالطفل‌؟
سؤال‌ يتردد كثيراً، خصوصا بين‌ المهتمين‌ بأمر الطفل‌، والمشتغلين‌ ببحوث‌ الاعلام‌، فهناك‌ من‌ يري‌' ان‌ الدور الحقيقي‌ لوسائل‌ الاعلام‌ يبدأ مع‌ الطفل‌ عندما يصل‌ الي‌ مرحلة‌ الادراك‌، وفريق‌ آخر يعتقد ان‌ هذا الدور يسبق‌ هذه‌ المرحلة‌ بكثير، اذ يبتدي‌ء من‌ مرحلة‌ تعليم‌ وتثقيف‌ الوالدين‌، حول‌ الكيفية‌ التي‌ تساعدهما في‌ انجاب‌ طفل‌ معافي‌'، عند حدوث‌ الحمل‌ وتمتد بعد ذلك‌ ادوار وسائل‌ الاعلام‌ في‌ توجيه‌ الابوين‌ حتي‌ تصل‌ الي‌ المرحلة‌ التي‌ تخاطب‌ فيها الطفل‌ مباشرة‌.
مرحلة‌ الحمل‌ والرسالة ‌الإعلامية‌
هناك‌ من‌ يشدّد علي‌ اهمية‌ الدور الذي‌ يقوم‌ به‌ الاعلام‌ نحو الطفولة‌، باعتبار أن‌ النمو الشامل‌ لشخصية‌ الطفل‌ يجب‌ ان‌ يكون‌ هدفاً رئيسياً من‌ اهداف‌ الاعلام‌، وذلك‌ بتوفير بيئة‌ واعية‌ موجّهة‌، تمكّن‌ الطفل‌ من‌ اشباع‌ حاجاته‌ المتنوعة‌، حتي‌ يصل‌ الطفل‌ الي‌ سنٍّ تمكنه‌ من‌ ادراك‌ محيطه‌، حيث‌ يتفاعل‌ مع‌ بيئته‌ فيكتسب‌ المهارات‌ والمعارف‌.

ان‌ مرحلة‌ ما قبل‌ الولادة‌ مهمة‌ وضرورية‌ في‌ حياة‌ الطفل‌ المستقبلية‌، وتقع‌ علي‌ مؤسسات‌ ووسائل‌ الاعلام‌ مسؤولية‌ الاخذ بيد الوالدين‌ حديثي‌ العهد، بهذه‌ المتغيرات‌ الفسيولوجية‌ التي‌ تحدث‌ للام‌، فتشرح‌ وتعلّم‌ وتوضّح‌ كيفية‌ التعامل‌ مع‌ هذا الضيف‌ الجديد علي‌ الاسرة‌ وهو في‌ رحم‌ الام‌.
فخلال‌ مرحلة‌ الحمل‌، من‌ الواجب‌ علي‌ وسائل‌ الاعلام‌ ان‌ توجّه‌ رسائلها للوالدين‌ حول‌ كيفية‌ المحافظة‌ علي‌ هذا الجنين‌، وأهم‌ الفحوصات‌ الطبية‌ الواجب‌ علي‌ الام‌ ان‌ تجريها خلال‌ اشهر الحمل‌، كل‌ هذه‌ الرسائل‌ الاعلامية‌ يجب‌ علي‌ اجهزة‌ الاعلام‌ ان‌ تهتم‌ بتوصيلها الي‌ الام‌ والاب‌ بمختلف‌ اوجه‌ التبليغ‌ الاعلامي‌، في‌ مادة‌ اعلامية‌ مشوقة‌. وبواسطة‌ خبراء قادرين‌ علي‌ التأثير في‌ غيرهم‌ من‌ المستقبلين‌ للرسالة‌ الاعلامية‌، وبذلك‌ يخرج‌ المولود الي‌ الحياة‌ معافي‌'، وكذلك‌ تكون‌ الام‌ بصحة‌ جيدة‌ لانها راعت‌ كل‌ التعليمات‌ التي‌ حصلت‌ عليها من‌ خلال‌ وسائل‌ الاعلام‌.
الطفل‌ والبرامج‌ الإعلامية‌ المتخصصة‌
وبعد وصول‌ الطفل‌ الي‌ الحياة‌ مصحوباً بفرحة‌ الاسرة‌ نجد ان‌ لهذا الطفل‌ امكانات‌ قابلة‌ للتطور في‌ نطاق‌ الاسرة‌ التي‌ هي‌ جزء من‌ مجتمع‌ مهتم‌ به‌، ويتيح‌ له‌ تطوراً بناءً في‌ انجاز ذلك‌ الدور الذي‌ سيقوم‌ به‌ في‌ المستقبل‌.
وهنا تبرز اهمية‌ البرامج‌ الاعلامية‌ الموجّهة‌ للطفل‌ بتأثيرها الكبير واسهامها الفاعل‌ في‌ تكوين‌ الطفل‌، ومن‌ ثم‌ الاسهام‌ في‌ بلورة‌ اتجاهاته‌ وميوله‌ ووجدانه‌ وقدراته‌ العقلية‌ والبدنية‌ وسلوكه‌ بصورة‌ عامة‌. ولكل‌ ذلك‌ ينبغي‌ علي‌ الاعلام‌ ان‌ يكون‌ وسيلة‌ جذب‌ للطفل‌ علي‌ اختلاف‌ مراحل‌ عمره‌ وبيئته‌ بما يخدم‌ اهداف‌ المجتمع‌.
وللطفل‌ عموماً، مجموعة‌ من‌ الحاجات‌، منها الجسدية‌ ومنها الاجتماعية‌ والنفسية‌ ، فحاجة‌ التحكم‌ في‌ مشاعره‌ وانفعالاته‌، وحاجته‌ الي‌ دف‌ء العاطفة‌ والحنان‌ والحب‌، واكتساب‌ القيم‌ الاجتماعية‌، والفضائل‌ الاخلاقية‌، والحاجة‌ الي‌ معرفة‌ بعض‌ المعلومات‌ الصحيحة‌ عن‌ الكون‌ وعن‌ الطبيعة‌، ذلك‌ كله‌ يستلزم‌ اعداد برامج‌ اعلامية‌ متخصصة‌، علي‌ اسس‌ نفسية‌ وتربوية‌ علمية‌، الامر الذي‌ يحتّم‌ منذ البدء اعداد الكادر الاعلامي‌ المتخصّص‌ والمدرّب‌ للعمل‌ مع‌ الطفل‌ اعداداً يتيح‌ له‌ فهم‌ ابعاد شخصيته‌ وتوظيف‌ الامكانات‌ الاعلامية‌ في‌ خدمة‌ الرسالة‌ والهدف‌ الذي‌ يسعي‌ اليه‌ اولياء الامور لتنشئة‌ مواطن‌ يسهم‌ في‌ بناء مجتمع‌ الغد، لان‌ ذلك‌ هو المفتاح‌ الحقيقي‌ للنهضة‌ والتقدم‌.
مقترحات‌ لترشيد الطفل‌ إعلاميا
ان‌ خطة‌ الاعلام‌ الموجّهة‌ للطفل‌ لابد أن‌ تحمل‌ جملة‌ من‌ المضامين‌ التي‌ تؤكد عدداً من‌ القيم‌ والمبادي‌ء والمُثل‌ العليا ومنها:
ـ تحقيق‌ المواد الثقافية‌ ا لتي‌ تناسب‌ الطفل‌.
ـ اعداده‌ لحمل‌ أمانة‌ الغد الفكرية‌.
ـ توجيهه‌ الي‌ ممارسة‌ الانشطة‌ والهوايات‌ المختلفة‌.
ـ اثراء مفاهيم‌ القيم‌ الاخلاقية‌ والاجتماعية‌.
ـ تنمية‌ روح‌ الخَلْق‌ والابتكار والابداع‌ في‌ شخصية‌ الطفل‌ حتي‌ يصبح‌ قادراً علي‌ تطوير مجتمعه‌.
ـ الاهتمام‌ بالمواد الترفيهية‌ التي‌ تحقق‌ ميوله‌ نحو اللعب‌ والانطلاق‌، ومل‌ء وقته‌ باشياء مفيدة‌.
ـ تقديم‌ الفنون‌ علي‌ اختلافها بأشكال‌ مبسّطة‌ ومستساغة‌ لدي‌ الطفل‌ وتشجيعه‌ علي‌ تذوق‌ الفنون‌ واستيعابها.
ـ القاء الضوء علي‌ التطورات‌ المتلاحقة‌ في‌ العلوم‌ والمعلومات‌ باسلوب‌ مبسّط‌ يتناسب‌ مع‌
عمر الطفل‌.
ـ غرس‌ وتدعيم‌ عادة‌ حب‌ القراءة‌ في‌ نفس‌ الطفل‌ وتدريبه‌ علي‌ احترام‌ الكتاب‌ وتقدير قيمته‌ الثقافية‌ والحضارية‌، مع‌ ضرورة‌ تقديم‌ كل‌ ذلك‌ بأسلوب‌ سهل‌ ميسَّر يصل‌ الي‌ قلبه‌ وعقله‌ .
الطفل‌ والإعداد الإعلامي‌
عموماً نري‌ من‌ الضروري‌ اعداد الكفاءات‌ الاعلامية‌ المتخصصة‌ في‌ اعلام‌ الطفل‌ المسلم‌ من‌ خلال‌ ما يلي‌:
1 ـ تخصيص‌ مناهج‌ دراسية‌ تعالج‌ هذا المجال‌ وتأخذ في‌ اعتبارها سيكولوجية‌ الطفل‌ المسلم‌ واحتياجاته‌ .
2 ـ تشجيع‌ كافة‌ الكوادر الاعلامية‌ التي‌ تعمل‌ في‌ انتاج‌ واعداد واخراج‌ وتقديم‌ المواد الاعلامية‌ التي‌ تسهم‌ في‌ اثراء العمل‌ الاعلامي‌ الموجّه‌ للاطفال‌.
3 ـ الاهتمام‌ باصدار مجلات‌ متخصصة‌ للطفل‌ تتماشي‌' مع‌ المراحل‌ العمرية‌ للصغار.
هذا ومن‌ المفروض‌، الالتزام‌ بالثوابت‌ الاسلامية‌ المستمدة‌ من‌ عقيدتنا الاسلامية‌ في‌ اطار منهج‌ اسلامي‌ ينبثق‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌ وتعاليم‌ أهل‌ البيت‌(ع‌) والتراث‌ الاسلامي‌ الصحيح‌، بتكريس‌ الهوية‌ الحضارية‌ في‌ وجدان‌ الطفل‌ المسلم‌.
كما يجب‌ التأكيد علي‌ الدور الحيوي‌ والهام‌ الذي‌ يضطلع‌ به‌ البيت‌ والمدرسة‌ والمؤسسات‌ في‌ التنشئة‌ الاجتماعية‌ لتحقيق‌ التكامل‌ بينهما وبين‌ وسائل‌ الاعلام‌ المختلفة‌.
وفوق‌ هذا أو ذاك‌، تحصين‌ الاطفال‌ بالمفاهيم‌ والقيم‌ والمُثل‌ والمبادي‌ء الاسلامية‌ وغرس‌ ملكة‌ الانتقاء لديهم‌ لمواجهة‌ الاعلام‌ الوافد علينا من‌ الخارج‌ عبر القنوات‌ الفضائية‌ الدولية‌ ووسائل‌ البث‌ المباشر من‌ الافكار والقيم‌ التي‌ لاتتفق‌ مع‌ عقيدة‌ مجتمعاتنا الاسلامية‌.
ومن‌ المقترحات‌ التي‌ نراها ضرورية‌ لتوعية‌ الطفل‌ اعلامياً، هي‌:
اولاً: اطلاق‌ حرية‌ الصغار في‌ التعبير عن‌ افكارهم‌ وآرائهم‌ واكتشاف‌ مواهبهم‌ وتنميتها وذلك‌ بمشاركتهم‌ في‌ تحرير المواد الاعلامية‌ التي‌ توجه‌ اليهم‌.
ثانياً: خلق‌ وعي‌ شامل‌ عند الا´باء والامهات‌ حول‌ اهمية‌ القراءة‌ لابنائهم‌ لحثّهم‌ علي‌ التعامل‌ مع‌ المكتبات‌ وتنمية‌ قدراتهم‌ عليها باعتبارها وسيلة‌ هامة‌ من‌ وسائل‌ اكتساب‌ المعارف‌ والمعلومات‌، وبذلك‌ تتعاضد كافة‌ الجهود للقضاء علي‌ امية‌ الطفل‌.
ثالثاً: الابتعاد عن‌ المواد الاعلامية‌ التي‌ تحتوي‌ علي‌ سلوكيات‌ عدوانية‌ أو اخبار الجريمة‌ والجنس‌ التي‌ تثير غرائزهم‌، والاهتمام‌ بنشر الرسائل‌ الاعلامية‌ التي‌ تدعم‌ روابط‌ التآلف‌ والتآخي‌ والوفاء والاخلاص‌ بين‌ ابناء المسلمين‌.
رابعاً: اجراء البحوث‌ والدراسات‌ الميدانية‌ التي‌ تقوم‌ باستطلاع‌ آراء الاطفال‌ والمربّين‌ عن‌ مضمون‌ صحف‌ الاطفال‌ وطرق‌ اخراجها، والاستفادة‌ من‌ نتائج‌ هذه‌ الدراسات‌ وضرورة‌ التعاون‌ المثمر والبنّاء بين‌ الخبراء والمتخصصين‌ .
خامساً: توفير الامكانات‌ المادية‌ والفنية‌ اللازمة‌ لاصدار صحف‌ الاطفال‌ حتي‌ تضمن‌ لها البقاء والاستمرارية‌ مع‌ تهيئة‌ المناخ‌ المناسب‌ لعملية‌ الصدور.
سادساً: في‌ حالة‌ عدم‌ القدرة‌ علي‌ تأمين‌ الاطر الابداعية‌ والفنية‌ والبشرية‌ وتوفير الامكانات‌ المادية‌ والتقنية‌ لاصدار مجلة‌ للاطفال‌، فانه‌ من‌ الافضل‌ تكريس‌ الجهود لدعم‌ مجلات‌ الاطفال‌ الاخري‌ ذات‌ التوجّه‌ الاسلامي‌ لمساعدتها علي‌ الاستمرار في‌ الصدور.
توعية‌ الطفل‌ وتثقيفه‌
فلابد والحال‌ هذه‌، التأكيد علي‌ اهمية‌ تنشئة‌ الطفل‌ المسلم‌ علي‌ الايمان‌ بالله وتقوية‌ اعتباره‌ بالانتماء الحضاري‌ الاسلامي‌ وتحصينه‌ ضد عوامل‌ الانحراف‌، خاصة‌ بعد ان‌ اصبح‌ الفكر الاجنبي‌، مصدراً اساسياً لمجلات‌ الاطفال‌ واصبحت‌ شخصيات‌ المغامرات‌ الخيالية‌ الغربية‌ أبطالاً لقصصنا ونماذج‌ يحاكيها اطفالنا المسلمون‌.
وبالرغم‌ من‌ غزارة‌ وثراء تراثنا الاسلامي‌، وعظمة‌ مصادره‌ وتنوّع‌ فنونه‌ وثقافاته‌ وعمق‌ اصالته‌، الا اننا في‌ العالم‌ الاسلامي‌ لم‌ نحقّق‌ الافادة‌ المُثلي‌' منه‌ فيما يتصل‌ باعلام‌ الطفل‌ وصحافة‌ الصغار، ولم‌ ننهل‌ بما فيه‌ الكفاية‌ من‌ هذا الرافد الذي‌ لاينقطع‌ في‌ تثقيف‌ اطفالنا وتوعيتهم‌، بل‌ علي‌ النقيض‌ من‌ ذلك‌ أتجهنا الي‌ ثقافات‌ غريبة‌ علينا، ننقل‌ حرفياً منها ونقتبس‌ من‌ شخصياتها الادبية‌ والفنية‌ لنرسم‌ لاطفالنا صورة‌ الانسان‌ وحكايات‌ البطولة‌.
ولان‌ الانسان‌ في‌ مرحلة‌ الطفولة‌ يعتبر صنيعة‌ للثقافة‌ والبيئة‌ الثقافية‌ التي‌ يعيش‌ فيها، فان‌ الطفل‌ يتأثر بشكل‌ ملحوظ‌ بما يحيط‌ من‌ مؤثرات‌ ثقافية‌ مسموعة‌ ومقروءة‌ أو مرئية‌ فيتفاعل‌ معها ويسير في‌ ظل‌ نسقها حتي‌ يصبح‌ من‌ الصعب‌ عليه‌ التخلّص‌ من‌ آثارها كلياً أو جزئياً لانها قد صارت‌ جزءاً من‌ بنيان‌ سلوكه‌، وعنصراً اساسياً لصياغة‌ فكره‌ وأسلوب‌ تفكيره‌ في‌ مواجهة‌ مواقف‌ الحياة‌ المختلفة‌.
النشاط‌ الترفيهي‌ للطفل‌ والبديل‌ الإسلامي‌
من‌ العوامل‌ التي‌ تعوّق‌ بناء شخصية‌ الطفل‌ المسلم‌، الاعلام‌ الفاسد ومناهج‌ التربية‌ المشوهة‌ وصحبة‌ السوء.
والمنهج‌ الاسلامي‌ يوجب‌ ابعاد الطفل‌ عن‌ برامج‌ الاعلام‌ والمناهج‌ الفاسدة‌ وأصدقاء السوء، وتوظيف‌ المنهج‌ الاسلامي‌ يكون‌ بـ :
1 ـ تقوية‌ جهاز المناعة‌ لدي‌ الطفل‌، وذلك‌ من‌ خلال‌ التربية‌ الايمانية‌ والعقلية‌ والبدنية‌ والنفسية‌ والاجتماعية‌.
2 ـ ايجاد البديل‌ الاعلامي‌ والتربوي‌، لان‌ النفس‌ ان‌ لم‌ تشغلها بالطاعة‌ شغلتك‌ بالمعصية‌.
وتعتبر الرسوم‌ المتحركة‌ من‌ اهم‌ واخطر المواد الاعلامية‌ التلفزيونية‌ بالنسبة‌ للطفل‌، لما لها من‌ تأثير مباشر وفعّال‌ علي‌ الكثير من‌ نواحي‌ انشطته‌ الترويحية‌ والمعرفية‌ والفكرية‌ والنفسية‌، كما تأتي‌ علي‌ رأس‌ قائمة‌ البرامج‌ المستوردة‌ للاطفال‌.
والحديث‌ يتكرّر عن‌ اثر التيار الاعلامي‌ علي‌ اطفال‌ المسلمين‌، وكيف‌ يواجه‌ هؤلاء الاطفال‌، عالم‌ الغد في‌ ظل‌ ثورة‌ المعلومات‌ وتحوّل‌ العالم‌ الي‌ قرية‌ صغيرة‌ بفضل‌ وسائل‌ الاتصال‌ المتقدمة‌، وماذا نقدّم‌ لاطفالنا كبديل‌ للمستورد، ذلك‌ البديل‌ الذي‌ نحرص‌ علي‌ ان‌ يتضمن‌، القيم‌ والمُثُل‌ الاسلامية‌ النبيلة‌، ففي‌ كل‌ يوم‌ تنشط‌ عقول‌ المختصين‌ والمهتمين‌ بالطفولة‌ لايجاد البديل‌ الاسلامي‌ من‌ الرسوم‌ المتحركة‌، وتثمر التجارب‌ عن‌ عدة‌ اعمال‌، لكنها لاتسدّ الفراغ‌ في‌ وجه‌ السيل‌ المستورد من‌ البرامج‌ والافلام‌.
وبالرغم‌ من‌ ان‌ المسلمين‌ قد دخلوا متأخرين‌ في‌ مجال‌ صناعة‌ الافلام‌ المتحركة‌، التي‌ سبقهم‌ اليها العالم‌ الغربي‌ بسنوات‌ كثيرة‌، في‌ وقت‌ تقدمت‌ فيه‌ وسائل‌ الاتصال‌ تقدماً مذهلاً.
الاّ ان‌ المستقبل‌ يدعو الي‌ التفاؤل‌ في‌ هذا المضمار وهذا ما نسمعه‌ كل‌ يوم‌ عن‌ مخلصين‌ قرّروا خوض‌ التجربة‌ وحمل‌ مسؤولية‌ انتاج‌ افلام‌ كارتون‌ اسلامية‌ هادفة‌.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.