موضوع حول
التلوث البيئي
لا يختلف اثنان على أن
تزايد الاهتمام بظاهرة "التلوث البيئي" التي باتت تؤثر تأثيراً مباشراً
على جميع جوانب حياة الإنسان، الصحية منها والاقتصادية والتنموية بشكل عام، وذلك
بسبب ما يشكله التلوث البيئي على اختلاف
أشكاله من خطر مباشر أو غير مباشر يتمثل
في تلوث الماء والهواء والتربة، والتأثير السلبي للضجيج وما يترتب على هذا كله من
ضرر على الإنسان، والنباتات والحيوانات أيضاً، ومن إخلال بعناصر التوازن البيئي
على الأرض التي استخلف الله الإنسان فيها ودعاه إلى عمارتها والمحافظة عليها.
ومن المؤسف أننا نلاحظ أن
التلوث البيئي في مدننا الكبرى وخاصة الصناعية منها في سوريا يزداد سنة بعد أخرى،
وذلك كلما ازداد عدد السكان، وبالتالي عدد وسائل النقل، والمصانع ومنشآت المرافق
العامة وغيرها من مصادر التلوث الأخرى، لذلك فقد بات من الضروري أن تبذل الأجهزة المعنية
جهوداً لمراقبة جودة الهواء والماء والتربة، والسعي إلى إلزام الجميع تطبيق
الأنظمة والقوانين البيئية المعتمدة في سوريا ومن المعروف أن السبب الرئيس وراء
ظاهرة التلوث البيئي هو إساءة استخدام الموارد الطبيعية بشكل يؤدي إلى تزايد
الفجوة بين أساليب الحياة العصرية بمنجزاتها التقنية المعقدة، وبين مكونات النظام
البيئي
ومع هذا، فإن تعقد الحياة،
وضعف الوعي البيئي، وعدم وجود برامج شاملة ودائمة للاستفادة من المخلفات والنفايات
بطرق علمية، وما يضاف للبيئة يومياً من ملوثات الهواء والماء والتربة من مخلفات
وسائل النقل والمصانع، والتلوث الإشعاعي، والتلوث الكيميائي والتلوث الصوتي
والضوئي وغيرها، تسبب العديد من الأضرار والمشكلات التي قد لا يمكن تقدير خطورتها
الآن ..
التلوث البيئي الذي بدأ منذ
عقود.. بدأ في سورية منذ عقدين تقريباً
أمام التوسع الصناعي واستخدام المواد الكيماوية من أصبغة ومواد أولية
ونواتجها..واستخدام الأسمدة في عملية التوسع الزراعي..
ظهرت المشاكل البيئية وصدرت
القوانين والتعليمات التي تنظم وتحدّ من تلوث بيئي خطر بدت أخطاره تظهر على الملأ.
ومع ذلك مازالت الحياة البيئية في سورية في تراجع واضح.. وبرغم الاهتمام الرسمي
وخاصة الإعلامي. ولعل أكثر هذه النفايات البيئية خطراً هي (النفايات الصلبة).
لماذا لا تقام ندوات ودورات
تعليمية وتدريبية تهدف إلى تأهيل الكوادر المناسبة في المؤسسات الخدمية لدراسة
المشاريع الصناعية المقدمة إلى مديرياتها وكيفية تقديم المساعدة والخبرات لأصحاب
هذه المشاريع بما يخص الشأن البيئي..؟؟
النفايات الصلبة هي من أخطر نواتج الصناعة
المدمرة للبيئة إذا لم يتم التعامل معها بشكل مدروس وتقني لإبعاد تأثيرها السلبي
على حياتنا..
في الماضي كنا نتخلص منها
بشكل عشوائي بنقلها إلى أماكن بعيدة عن التجمع السكاني. و مع ازدياد كمياتها بسبب
التوسع الصناعي مؤخراً أصبحت ترمى بالقرب من المدن وسكانها، وتسبب في تلوث المياه
السطحية والجوفية بسبب رشحها في التربة. و لابد من خطة مدروسة لمعالجة هذه
النفايات الصلبة.
منها (مقالب نظامية وصحية) لحفظ
هذه النفايات.كما هناك طُرق جديدة لمعالجتها، وذلك بتحويلها إلى محسنات
للتربة وهي بديل عن الأسمدة الكيمائية
التي هي ذات مشاكل مع البيئة أيضاً.. والمحسنات سماد بديل من هذه النفايات. كما
يمكن تحويلها إلى (غاز حيوي) مصدر للطاقة. وثمة أسلوب آخر هو ترميدها بأفران مدروسة
من الناحية الفنية والغازات الناتجة من الترميد تعالج لكي لا تلوث الهواء.
وفي سورية النوع الناتج من
النفايات الصلبة هو نفايات عضوية يُفضل تحويلها إلى أسمدة. و الترميد يأتي في
المرحلة الأخيرة حين تكون الأحجام الناتجة ضخمة جداً، مثل الدول الصناعية الكبرى.ومعظم
دول العالم تحوّل النفايات الصلبة إلى محسنات تربة، وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر
واحد كما يقولون.
صرخة للتنبيه.. انتبهوا فالخطر مازال داخل دائرة
الضوء والسيطرة عليه ممكنة..
الهدف من إقامة مثل هذه الدورات هو تأمين العلوم
اللازمة للمهندسين لدراسة التقييم الصحيح لمنشآت معالجة النفايات الصلبة في تجمعات
المحافظات والمدن السورية.. وننبّه إلى دور الإعلام في تعريف الناس بمواضيع البيئة
والحفاظ عليها أمام عصر اتسم بدمار البيئة للأسف..و بلادنا مازالت، مقارنة مع باقي
دول العالم، في موضع بيئي جيد ويمكن الحفاظ عليها إذا سلكنا سلوك الاستعداد
والمعالجة.
في الختام، يهمني إن أؤكد إنني
لست بصدد سرد جميع جوانب المشكلة البيئية التي بات جلياً إن عدداً من مدننا الكبرى
أصبح يعاني منها، كما أنني لست بصدد استقصاء كل الحلول لهذه المشكلة، وإنما جل ما
ارمي إليه هو لفت النظر إلى تفاقم هذه المشكلة، والتأكيد والتشديد على ضرورة
مراقبة جودة عناصر البيئة عموماً، والهواء خصوصاً، في مدننا، وأهمية الالتزام بالأنظمة
والقوانين البيئية في سوريا حتى لا يصل التلوث البيئي إلى حدود تصعب بعدها السيطرة
عليه ولكي تبقى مدننا نظيفة نقية البيئة اذ هذا هو واحد من أهم الأهداف التي نسعى
إليها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire