أعلان الهيدر

الرئيسية النية في العبادات

النية في العبادات


النية في العبادات
النية في العبادات
مسألة التلفظ بالنية في العبادات مسألة مختلف فيها بين العلماء على ثلاثة أقوال ، وقبل الشروع في عرض أقوال العلماء نبين أولاً ما تعريف النية كذلك .
فالنية هي الإرادة المتوجهة نحو الفعل ابتغاء رضا الله وامتثال حكمته  أو هي قصد الفعل  أو هو العمل القلبي لا اللساني .
فخلاصة تعريف النية أنها عمل قلبي محلها القلب ولا دخل للسان فيها ، لأن قصد وإرادة داخليها يترجمها العمل لفعل هذا القصد القلبي ، فإن لم يكن هناك قصد قلبي لم يكن هناك ترجمه للعمل ، فإن أي عمل لابد أن يكون هناك قصد لفعله وإرادته وهذا القصد والفعل والتوجه لفعله هو النية في حد ذاته .
 أن الذي يتلفظ بالنية لا يخلو حاله من ثلاث حالات:
1-  أن يتلفظ بها وبذلك كأن الله لا يسمعه ولا يعلم قصده وإرادته ولا شك أن من كان قصد نيته لهذا فهذا عليه أن يعيد إسلامه لأن هذا طعن في العقيدة ..
2- أن يتلفظ بها وبذلك كي يسمع من حوله أنه يصلي أو أنه في العبادة ، فهذا رياء يخشى على صاحبه سقوط العبادة عنه وكأنه لم يفعلها وإنما هو التعب والوزر التي حصل من وراء هذا .
3- أن يتلفظ بها ليعلم نفسه ، فهذا عليه أن يذهب الى أقرب مصحة نفسية ، وذلك أنه لا يعقل أن الإنسان يتلفظ بالنية ليعلم نفسه انه في العبادة . مع أنه هو في العبادة والدليل على ذلك هو أنه واقف للصلاة فلماذا النية ثم لو سألنا أصحاب التلفظ بالنية ، هل قبل أن تشتري تنوي الشراء .. هل قبل ما تعمل في عملك تنوي العمل .. هل قبل ما تجامع تنوي .. فإن قيل نعم ، فهذا تكليف لم يكلفنا الله به ولم يفعله أحد من الصحابة ولا حتى النبي صلى الله عليه وسلم .. وإن قيل لا .. فأقول : أن من باب أولى أن نتوقف في العبادة ، لأن الأصل في العبادات التوقف لا تعلم أي حركه أو هيئة في العبادة إلا بدليل وإلا فإنها رد لأن
عملها غير مشروع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " وقال : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " فدل على أن اي عبادة لا دليل عليها فهي مردوده على صاحبه فليذخر الذين يخالفون عن أمر الرسول فتصيبهم الفتنه أو العذاب الأليم ..
أما مسألة اتلاف العلماء في التلفظ بالنية والراجح من أقوالهم هي كالتالي :
أولاً :
هناك جماعة من الأئمة الاحناف والشافي واحمد ، ذهبوا إلى استحباب التلفظ بالنية .. واستدلوا على ان المنقول عن النبي صلى الله عليه وسلم هو التلفظ بالتلبية في عمرته ، فتقاس على الصلاة فيجوز البدأ بالنية في الصلاة ..
والرد عليهم ، على أن التلبية أمرها شئ والنية أمرها شئ آخر والذي يفصل هذا هو التعريف اللغوي والاصطلاح لكل من النية والتلبية وقد تقدم شئ عن النية في ذلك ، وأما التلبية فهي شعيرة من شعائر الإسلام وهي نداء الحج وليس نيته .. فالتلبية كتكبيرة الاحرام في الصلاة .. فالتلبية هي شعيرة وذكر لله وأما النية هي القصد والقلبي ولو أن المعتمر قبل ان يعتمر قال نويت ان اعتمر الأن وهكذا لكان مبتدع وانما هو يلبي بالنداء والشعيرة التي فيها التكبير والتعظيم ويوجد فرق بين النية والتلبية بلا شك ..
ثم كيف نقيس عباده على عباده .. وهل تقاس العبادات ، أليس أن العبادات الأصل فيها التوقف والمنع فكيف نقيس عباده على آخرى . . فلا يجوز أصلا القياس في العبادات ولا يوجد دليل على فعل هذا القياس ..
واستدلوا كذلك على أنه لو اجتمع عضو القلب مع اللسان في العبادة هو كإعمال العضو الواحد ولكان اقوى للنفس في الخشوع ..
والرد عليهم ، هو أن الخشوع عبادة فكيف تشرعون عباده لا دليل عليها .. ثم الاستحباب أو الاستحسان في مسألة العضويين يحتاج لدليل لان الاستحباب حكم والاستحسان حكم وكلاهما يحتاج الى دليل في استحبابه او استحسانه .. ولا يوجد دليل
ثم لو توقف الحال على عضو القلب وعضو اللسان .. اقول عضوا القلب هو النية وبدلا ان يكون عضوا اللسان في التلفظ فليعلم المسلم ان تلفظه بنية التكبير هي تقوم مقام التلفظ بالنية وبهذا اوجدنا البديل ، بل ان التكبير اقوى واعظم من التلفظ بالنية .. وذلك لأن عضو القلب قد اقر بالقصد والان نحتاج للعضو الاخر فاما اللسان والتلفظ بالنية فهو بدعة ــ كما سيأتي بيانه ـ وأما التلفظ بالتكبير فهو اولى واعظم .. فإذا وجد البدليل ولله الحمد والرد على هذا الفريق كافي ان شاء الله وبالتالي فلا يستحب التلفظ بالنية في اي عباده من العبادات
ثانياً :
 قال بعض الماليكة أن التلفظ جائز لكنه خلاف الأولى أي أن الاولى عدم فعله ومن فعله فهو جائز بل ويستحب عندهم اذا كان الرجل فيه وسوسة كثيرة ، فيستحب التلفظ بها قطعا على الوسوسة ..
وكل ما قيل سابقا يقال لهم .. وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك لنا أي شئ من يفيدنا في تقربنا الى الله الا وبينه له جملة وتفصيلا ولم يتركنا كذلك الا وبين لنا ما يضر تقربنا الى الله تعالى جملة وتفصيلا .. ثم ان الوسوسة في الصلاة لا تقط بالنية بل بالاستعاذة والتفل ثلاث على الشمال كما في الحديث .. وبهذا تطرد الشيطان ولو كانت النية هي تقطع وسوسة الشيطان لأرشد النبي الصحابي بذلك.
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.