حمامات الحامة قبلة السياح التونسيين والأجانب
وفي صفحة أخرى من
الكتاب، الصادر عام 2010، يقول الكاتب، وهو من مواليد الحامة، إن البلدية عثرت على
صخرة كبيرة مربعة الشكل كتب عليها باللغة اللاتينية القديمة “أقيم هذا البناء إجلالا
للآلهة فينوس″، وهو ما يشير إلى أنه كان في المكان معبد للتقرب من آلهة الخصب والجمال
التي منحتهم هذه المياه.
وتنتشر في مدينة
الحامة تسعة حمامات، وهي محطات استشفائية للعلاج الطبيعي، تتوزع على كامل مساحة المدينة.
ويمتد الحمام الواحد على مساحة كبيرة، وبه غرف استحمام عمومية وخاصة، وأخرى عائلية.
وتعرف مياه تلك الحمامات
بتأثيرها الشفائي على صحة بعض المرضى، حيث كانت منذ القدم علاجا لمرض الجذام، وهو مرض
خطير كان منتشرا بشكل كبير في الماضي.
وعن التأثير العلاجي
لمياه تلك الحمامات، يقول فريد موقو، وهو صاحب حمام “الهناء” في الحامة: “يأتينا المرضى
من كل أنحاء البلاد ومن خارجها، فهذه المياه تعالج أمراض البرد والروماتيزم، وتصلّب
العضلات، والتهاب المفاصل، والأمراض الجلدية المختلفة”.
ويمضي موقو قائلا:
“كما تعالج مياه الحامة العديد من الأمراض الباطنية، مثل إزالة القبض (المغص) المزمن
والسعال، والإنفلونزا والجيوب الأنفية وآلام الحلق، وتصلب الشرايين، وعدم قيام بعض
أعضاء الجسم بوظيفتها والتئام الدّمل والقرح. كما تعتبر علاجا للعديد من أمراض النساء،
لا سيما بالنسبة إلى الحوامل، لذلك نجد أكثر الزائرين من النساء”.
وعادة ما يكون ثمن
ارتياد هذه الحمامات زهيدا، فبقرابة دينار تونسي (0.8 دولار أميركي) يمكن للزائر البقاء
أكثر من نصف يوم في تلك الحمامات، وإن أغراه المكان وتوفرت لديه الرغبة في البقاء أكثر
من يوم، سيجد هناك أماكن للإقامة في شكل نزل تتبع الحمامات.
تنظم أسبوعيا رحلات
ترفيهية لزيارة الحمامات العلاجية بالجنوب التونسي
وتشهد حمامات مدينة
الحامة إقبالا كثيفا، خاصة في فصلي الشتاء والربيع، ولاسيما بين شهري يناير ومارس.
وعن الإقبال على
تلك الحمامات، يقول موقو: “بخلاف الزائرين من داخل الحامة، يزور حمامات المدينة يوميا
حوالي ثلاثة آلاف شخص بين تونسيين وأجانب من خارج الحامة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire