أعلان الهيدر

ماهي أبعاد التوحيد ؟


ماهي أبعاد التوحيد ؟
ماهي أبعاد التوحيد ؟
للتوحيد الخالص  وأبعاد إنسانية يمكن إجمالها
         عقيدة التوحيد  داعية إلى العمل : الإخلاص في الفكر والقول والعمل هو المدخل الأساس للجودة والإتقان، والسعيِ الحثيث لتنمية الموارد الطبيعية ، وتوظيف الطاقات التي منحنا الله إياها أفضل توظيف تحقيقا لمبدإ الاستخلاف عن الله تعالى في الأرض، والسعي في الأرض إصلاحا وعمارة
         عقيدة داعية إلى الحرية و إلى المساواة و إلى القيم الإنسانية :
       الحرية: فعندما يعتقد الإنسان أن الله تعالى متفرد بالخلق و بالعبادة ، يكون قد أقرَّ مبدأ الحرية. فالعبودية الخالصة لله تعالى هي تخليص للإنسان من كل أشكال العبودية ليصبح عبدا خالصا لله جلّ و علا . و التوحيد يمنح الإنسان الحرية الحقيقية، الحريةَ بمعنى المسؤولية والتحرر من جميع أشكال القهـــر، والإذلال. و التوحيد الذي يعمل على صيانة حرمة وكرامة الإنسان. قال تعالى ( وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِن دُونِ الله ) آل عمران:64
       المساواة: إذا كان الله تعالى متفردا بالخلق ومتفردا بالعبودية وجميع المخلوقات تنخرط في سلك العبودية له فإن هذه العقيدة تجسد مبدأ المساواة إذ جميع الخلق مفتقرون إلى الله عزّ و جلّ ولا يملكون لأنفسـهـم بـله لغيرهم ضرا ولا نفعا. ويترتب على ذلك إيمان جازم بالمساواة فكل الناس سواسـية، لا فضل لعربي على عجمي، ولا لشريف على وضيع، ولا لغني على فقير إلا بالتقوى أي بالقرب من الله تعالى و الائتمار بأمره والانتهاء عما نهى عنه.
انفتاح آفاق التفكر والتدبر: فعندما يؤمن الإنسان بالغيب يدرك أن الكون أكبر من أن يدركه بحواسه، ومن ثم فلا بد من البحث عن مصادر أخرى للمعرفة تمكنه من الاطلاع على خبايا خلق الله
         عقيدة التوحيد توحد المسلمين : قال الله عز وجل: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانا﴾.آل عمران:103 الإيمان بعقيدة واحدة، يستدعي حتماً توحيد قلوب المؤمنين بها على قلب واحد، ووحدة العقيدة هذه، تقتضي وحدة المجتمع
         العقيدة الإسلامية دفّاعة إلى التفكر : العقيدة الإسلامية دفّاعة إلى التفكر وإعمال العقل، وهي لا تخشى من عواقب التفكير حين يكون مؤسسا على مبادئ صحيحة ومنطلقات سليمة ومقاصد نبيلة، والسر في ذلك أنه لا يوجد في أحكامها وأخبارها ما يتعارض مع العقول السليمة الصحيحة
         عقيدة  التوحيد منقذة للتائهين: إن معرفة الله نقطة استناد وحيدة للإنسان، تجاه تقلبات الحياة ودوّاماتها، وتزاحم المصائب وتوالى النكبات. إذ لو لم يعتقد الإنسان بالخالق الحكيم الذي أمره كله حكمة ونظام، وأسند الأمور والحوادث إلى المصادفات العمياء، وركن إليها وإلى ما يملكه من قوة هزيلة لا تقاوم شيئاً، فسينتابه الفزع والرعب وينهار من هول ما يحيط به من بلايا
إن العقيدة الصحيحة تلعب  دورا مهما في حياة الإنسان يتجلى في أمرينأولهما تحديد نظرة صحيحة للكون والحياة والإنسان وبلورة موقف صحيح بشان ذلك . ثانيهما إرساء قواعد التفكير السليم وتنقية الذهن والإحساس والعواطف مما يعلق بها من شوائب تحرف مسيرها عن الخط الصحيح أو تقلل من كفأتها في الميدان العملي وتغذية الحاجة إلى الإشباع الفكري والروحي الصحيح لدى الإنسان 
عندما سادت ثقافة عصور التخلُّف، أصبح التوحيدُ - وهو الرُّكن الرَّكين وقطْب الرَّحى في العقيدة الإسلامية - أقربَ إلى مباحثَ لاهوتيَّةٍ، ومسائلَ كلاميَّةٍ، لا تبعث على الحركة والإيجابيَّة؛ لهذا يجب الرجوع إلى المعنى الأصيل للتَّوحيد، وهو معنًى حيٌّ لِخدمة المسلم في تعبُّده لله، وخِدمة الإسلام، وإصْلاح الآفاق والأنفُس، بأحكامِه وآدابِه، وإذا تَجاوزْنا التعقيداتِ الكلاميَّةَ، واستقَيْنا المفاهيمَ من القُرآن والسنَّة - فإنَّ التَّوحيد يبدو لنا حركةً إيجابيَّة، تربطُ المسلم بربِّه وبِغيره من النَّاس، وكذلك بالكون.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.