رواية وليد مسعود لجبرا ابراهيم جبرا

رواية وليد مسعود لجبرا ابراهيم جبرا

وليد مسعود هي رواية للكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا، نشرت أول مرة عام 1978. صنفت في الرتبة الثانية في قائمة أفضل مئة رواية عربية.

محتوى الرواية 

تتمحور كل الرواية التي تنقسم إلى 12 فصلا حول وليد مسعود الفلسطيني المترد التارك خلفه تاريخا من النضال ضد المحتل اليهودي في فلسطين والغارق في شبكة من علاقاته الاجتماعية المعقدة ومن خلال هذه العلاقات شكل جبرا إبراهيم جبرا صورة عجيبة لشخصية وليد مسعود متطرقا لأسرار حياته العاطفية وطفولته في فلسطين ومواقفه الدينية والسياسية. تعددت الزوايا بعدد أشخاص الرواية فكان وليد مسعود تركيبة من جميع عناصر الإنسان العربي الذي يعيش حياته الخاصة متقاطعا مع تفاصيل عصره.

البحث عن وليد مسعود :

بعد أن يقول الأشخاص ما يقولونه، بعد أن يبرزوا عن تصميم أو غير تصميم ما يبرزونه ويخفون عن تصميم ماأو غير تصميم ما يخفونه، يبقى لنا أن نتساءل عمن هم في الحقيقة يتحدّثون؟ عن رجل شغل في وقت ما عواطفهم وأذهانهم أم عن أنفسهم، عن أوهامهم وإحباطاتهم وإشكالات حياتهم؟ هل هم المرآة وهو الوجه الّذي يطلّ من أعماقهم أم أنّه هو المرآة ووجوههم تتصاعد من أعماقها كما ربما هم أنفسهم لا يعرفونها

بهذه الكلمات يختتم جواد حسني الفصل الثاني عشر من رواية ” البحث عن وليد مسعود”

فخلال فصول الرواية الاثنتي عشر ونحن نقرأ ونتابع تميز جبرا في واحدة من كنوز الفن الروائي المعاصر

رواية تختلف عن البقية في براعة تركيبها من حيث تشعب وترابط شخصياتها في آن واحد

تميز الرواية تكمن كذلك في عدم وجود شخص واحد يسرد لنا وقائع وأحداث الرواية، فكل الاشخاص في الرواية يسردون قصصهم وعلاقتهم بالبطل وليد مسعود وعلاقاتهم مع االاشخاص الأخرى في الرواية

أسلوب السرد المتنوع والمقسم أضاف للرواية أسلوب روائي وجمالي

محور وبطل هذه الرواية هو وليد مسعود هذا الشخص الغامض حتى مع أقرب اصدقائه له،، يشكل لغز اختفائه حافزا لمعرفة ماضيه وحاضره وتتكشف أسرار كثيرة عنه من كافة الاصدقاء والمعارف من كانوا معه في الطفولة والشباب والكهولة

وليد الفلسطيني المناضل المتمرد الزوج، العاشق ، الأب ، الصديق ـ الابن والأخ،، تعددت وتشعبت صفاته وألقابه بعدد أشخاص الرواية وارتباطهم ومعرفتهم به

جبرا في الرواية تكلم عن السياسة وتكلم أكثر عن اغتراب الفلسطيني عن أرضه

تكلم عن المقاومة والنضال والدفاع عن الوطن ،، فلسطيــــــــن

تكلم عن طبيعة فلسطين وتاريخها، عادات وتقاليد القرى والمدن الفلسطينية

وكان هناك التنوع الزمني في الرواية ، فتسلسل الرواية زمنياً ليس متتابعاً ـ وإنما يتنقل زمنيا حسب علاقة الساردين بوليد

فهناك من عرفه أيام شبابه، وهناك من عرفه أيام نضاله، آخرين كانوا معه في الطقولة، وهناك من سرد له تاريخ أبيه وأجداده

رواية البحث عن وليد مسعود لم تستوفِ حقها على ما اعتقد بين الروايات الشهيرة الأخرى لأدباء فلطسينين أو عرب،

بالنسبة لي فبهذه الرواية فإن أدب جبرا وضعته لدي في مرتبة من أدب الرائع غساان كنفاني

قد تكون هذه الرواية هي أولى قراءاتي لجبرا ولكنها لن تكون الأخبرة -ان شاء الله- للبارع جبرا