أعلان الهيدر

الرئيسية بحث حول التسامح والتضامن

بحث حول التسامح والتضامن


بحث حول التسامح والتضامن
بحث حول التسامح والتضامن
ان التسامح والتقارب و التضامن قيّم يتحلّى بها المجتمع التونسي من قرطاج الى الحاضر الذي نعيش مرورا بالقيروان والعواصم التي تلتها. وهو إيمان عميق بضرورة التعاون مع الآخر وربط صلة به متينة قوامها المعرفة والاحترام المتبادل إسوة بما كرّسته حضارتنا عبر العصور وهي حضارة الايمان بالقيم الانسانية والعقل الذي يحسن استثمار القديم لصناعة الجديد وجعل الموروث مادة للإبداع مع العلم أنّ موروثنا يترقب فينا طالبا منّا العناية بحبّ يتجلى في التوق الى معرفته معرفة يكون أساسها العقل والوجدان فتونس التّسامح تقوم على الاجتهاد والإصلاح لا تريد إلا خيرا للإنسان وتنبذ الانغلاق والتعصب والتحجر بقدر ما تنبذ العنف والتطرف والفتنة شأنها في ذلك شأن كل الحضارات الكبرى التي تقوى بتفتحها وتمثلها لمختلف الروافد حرصا على النموّ و الاضافة واتّقاء شر التكلس المميت فالخطر في الاكتفاء بالذات وحرمانها من محاورة الآخر ومعرفته معرفة أساسها الاحترام بعيدا عن الخوف والنرجسية ان التسامح والتقارب والتضامن بين الأفراد والجماعات و الشعوب والثقافات والحضارات والأديان قيم تضمن الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي والسلم بين الطوائف والفئات وبين الجماعات و الأفراد. فعلى تونس الثورة أن تتولى التربية والثقافة وإذكاء القيم الإنسانية النبيلة و اسكانها في العقل والوجدان فضلا عن إرساء ركائز المجتمع المدني وتوفير ما يدعو إلى التفاؤل ويهب الطمأنينة للنفوس ويكرس مفاهيم الحداثة الحق ويقوّي الإيمان بعقل تكون أحكامه ومواقفه نسبية بعيدة كل البعد عن المطلق و بالعقل يعوذ الإنسان من شيطان التعصب والتطرف والاستسلام لقوى خفية أساسها شعوذة ما أنزل الله بها من سلطان. وأملنا أن تتولّى تونس الثورة تحرير العقول وتنويرها بالعلم والمعرفة ففي ذلك تكريس للحرية والتعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان وجعل التسامح والوئام والتضامن والتناغم مع الآخر من سدى الواقع المعيش ولحمته. ا ليست هذه القيم التي نريدها لمجتمعنا حتى يكون متضامنا ومتعاونا مع شعوب المعمورة جميعها متفتحا عليها مادّا يده اليمنى تجاه الآخر. ففي رسالة توجهت بها إلى الدول الأعضاء، شدّدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة على ضرورة استثمار الاحترام المتبادل بين الشعوب مع الحوار والتضامن والمشاطرة وهي أبعاد متكاملة لمفهوم التسامح تساعد على غرس قيمة المساواة بين بني الانسان ،شعوبا و أفرادا، ذكورا واناثا، كما تساعد على مقاومة آفة العرقية والميز العنصري والكراهية والإقصاء بأشكاله المختلفة. أليس من المخجل أن ترى بعضهم في تونس الثورة يدعو الى اقصاء هذا او ذاك حتّى يستأثر بالمنزلة التي هو فيها وفيها يريد البقاء ؟ فواجبن يدعونا الى العمل بمضمون هذه الرسالة النبيلة لا سيما والتسامح من التقاليد العريقة في ديارنا فلقد أحسنت قرطاج الحوار مع الذين عاصروها وفتحت ذراعيها لشعوب البحر المتوسط وكانت الجاليات المهاجرة تجد فيها ظروف عيش طيبة ترضي الأفراد والجماعات وتلبّي رغباتهم المادية والروحية. وكان الأمر كذلك على مرّ العصور من القيروان إلى تونس مرورا بالمهدية فلقد كانت ولازالت تونس أرض اللقاء والحوار والأخذ والعطاء. و من شيّم بلادنا بناء الجسور بين الشعوب والثقافات والإسهام في توفير السلم والتنمية لصالح الدول في مختلف الأقاليم والقارات وها قد أعادت لنا ثورة 14 جانفي 2011 الايمان بقدرة تونس على تكريس سياسة ترنو الى بناء مجتمع المعرفة بإقامة المدارس والمعاهد والجامعات في مختلف الربوع التونسية وبالعمل الجاد على دحر الأمية بتعليم الكبار وتمكين المتعلمين من تعهد معارفهم تجديدا واثراء حتى يكون المواطن متفتحا على محيطه الداخلي وعلى المحيط الدولي قادرا على التأقلم مع مستلزمات حداثة أصيلة متجذرة في محيطها متفتّحة على الآخر أيّا كان وحيث ما كان مع عناية فائقة بمختلف الميادين الاقتصادية والتجارية والتقنية والمعرفية والاتصالية دون اهمال حماية المحيط من التلوّث .فلا تستقيم الحياة الاّ في محيط سليم. ولمّا كان ذلك كذلك ، بات لزاما على تونس الثورة وضع خطط متطورة تسخر وسائل الاتصال والمعرفة كسبا وإثراء ونشرا واكتنازا باعتبار المعرفة حق الجميع وواجب الجميع كما هو الشأن بالنسبة للعمل والصحة والمساهمة في بناء المجتمع بالتعبير عن الرأي الحرّ النزيه والالتزام بخدمة الوطن ورفع رايته دون دوس حقوق الآخرين فالحق لا يكون حقا إلا باحترام حق الآخر. فمن واجب تونس الثورة تمكين الإنسان ، ذكرا كان أو أنثى، بالتمتع بحقوقه الكونية كاملة ولن يكون الانسان جديرا بإنسانيته الاّ اذا تولّى القيام بواجبه تجاه الوطن و الإنسانية قاطبة. أ. د. محمّد حسين فنطر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.