أعلان الهيدر

التصوير الصحفي


التصوير الصحفي
التصوير الصحفي
مقدمة
بدأت الصحافة، بشكلها الأولى، أو البدائي، بالصور، فقد كان الإنسان البدائييدون، ويرسم، ويلون، على جدران كهفه، قصة عصره، قبل أن يدون التاريخ،بآلاف السنين، ويدون معه حكايات معاركه مع الطبيعة، وكيف كان يطارد الحيوانات، وما يستخدمه من أسلحة. وتعد الصور والرسوم، التي رسمها الإنسان، أول لغة مكتوبة، ومنها تطورت الأبجدية، التي نستعملها اليوم،واليوم نعيش مرة ثانية، في عصر الصورة، حيث تشكل الصورة الفوتوغرافية عنصراً أساسياً، في صناعة الصحافة والصحف لم تبدأ أول الأمر بنشر الصور،بالشكل الموجود الآن، بل كانت الصور الأولى، التي ظهرت، في الصحف، والكتب،لا تتعدى كونها رسوماً يدوية، تُطبع من قطع خشبية، حفرت عليها الرسوم،واستمر استخدام هذه الطريقة، حتى قرب نهاية القرن التاسع عشر، وكانت صحيفة أخبار الأسبوع الإنجليزية أول من استخدم هذه الطريقة، عام 1836، مع موضوع عن حريق شب، في جزيرة سانت مايكل.
بعض المصطلحات:
1)         الصورة الفوتوغرافية: هي جملة مرئية مفيدة تسجيليا أو إبداعيا أو الاثنين معا كتبت ضوئيا كنص مرئي.
2)         الصحافة:أو ما يقابله JOURNALISME أو PREES : كل وسائل الاتصال الجماهيري أو ما يسمى LA COMMUNICATION DE MASS خصوصا المرئية , المسموعة و المقروءة الثابتة أو المتحركة آخذين بعين الاعتبار أن مصطلح اتصال جماهيري لم ينشأ إلا بعد ظهور الصحافة المصورة.
3)         التصوير الصحفي: LEPHOTO JOURNALISME: هو مجال من مجالات الصحافة عالي التخصص يعتمد فيه المؤلف أو المحرر على الكاميرا ليس فقط الرصد و تحرير المواضيع المختلفة التي يتضمنها مجال الصحافة ولكنه يفكر أساسا بواسطة النص المرئي لنقل رسالته للمتلقي أكثر من تفكيره و تحريره بواسطة النص المكتوب حرفا أو المسموع لفظا ويمكن حصر مجالات و مواضيع التصوير الصحفي في توثيق ونقل صور الأخبار و الأحداث والظواهر الاجتماعية والعلمية والجغرافية و الاقتصادية و السياسية شريطة تناول ذلك وفق إدراك وإلمام و رؤى عميقة تقوم على الرغبة و الموهبة و التأهيل الأكاديمي وليس تناولا سطحيا ويتراوح ذلك بين صورة واحدة لحدث ما أو ظاهرة و مجموعة متتالية من الصور لموضوع واحد وبين رصد شامل ومتكامل لجوانب و ظواهر في الحياة و المجتمع وذلك بغرض الإثارة و الإشارة عبر التوثيق والإخبار أو الدراسة.
4) سمات التصوير الصحفي: -هنالك مواضيع لا يمكن للمصور الصحفي أن يتحكم في مجرياتها كالأحد اثال مفاجئة والمباريات الرياضية والحرائق و الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وانهيار مباني مما يجعلها خارج سيطرة المصور الصحفي - وهناك مواضيع هي تحت سيطرة المصور الصحفي وهي تلك التي يتحكم في مجرياتها مثل دور المرأة في الأرياف وغيرها من المواضيع شريطة ألا يؤدي ذلك إلى تغيير طبيعة وحقيقة الأمر وبالتالي فقدان المصداقية.
5)         النص المرئي: رسالة عن طريق الصورة
6)         النص المكتوب: الاستنباط وتعود إلى المستقبل وطريقة ثقافته و عاداته وطريقة تفكيره واستيعابه للصورة.
7)البيكسل :- وتسمى الرزليوشن الوضوح هي نقطة لونية وكل صورة مكونة من عدد من النقاط اللونية المرصوفة بالقرب من بعضها لتعطينا الصورة وكلما زاد عدد البيكسلات كلما زادت دقة الصورة وكلما زاد حجمها وتقاس بالميجا بيكسل و كلما كبرت الميجا بيكسل كلما استطعنا طباعة الصورة بحجم أكبر أو تكبيرها ببرامج عرض الصور بالكمبيوتر دون أن يحدث تشويش "تحبب " بالصورة
 
نشأة التصوير الصحفي وتطوره:
إن الفوتوغرافية عالم شخصي فنحن نصور لكي نلبي الإحساس الذي يحيط بنا و بصفة عامة إحساسنا بكل العالم الذي نعيش فيه فالإبداعات الفنية سواء كانت أدبية, موسيقية أو صورية تتمحور حول ما نحتاج إليه من إحساس و كغاية كبيرة من أجل الوصول إلى النتائج الني نريدها فما هي ردود الأفعال حول الصورة الجيدة؟
إن الآراء تختلف حول موضوع الصورة ولكن كل المصورين الكبار اجمعوا على أن قيمة الصورة الجيدة تكمن في الفائدة التي تحتوي عليها انطلاقا من هذا فإن الصورة تعكس نظرتنا في هذا الوجود فكيف نوجه هذه النظرة في شكل مادي وملموس وماذا نعني بالصورة الناجحة؟
إذا كانت الصورة لا تعبر عن نظرتنا فربما لم تكن لدنا الفكرة الواضحة التي كنا نتمناها ولم نستطع تحقيقها في الفيلم. تتطلب الفوتوغرافية الكثير من المثابرة واستعمال الرؤيا أي الكيفية الجيدة لالتقاط صورة ما ومن جهة أخرى امتلاك التقنية الجيدة لتحقيق ذلك, فتعلم النظر إلى الصورة هو الشرط الأساسي لمعرفة كيفية التقاطها إن التقاط الصورة الجيدة يتطلب منا التمرين على النظرة الفوتوغرافية والتعرف على الأشياء القاعدية التي تحتوي عليها الصورة الذهنية الشكل والخطوط و غيرها ونحلل بعد ذلك تأثيرها على الإدراك الحسي للصورة التي في مخيلتنا وبعد ذلك تتحول إلى العناصر اللازمة لالتقاطها من تحكم في آلة التصوير وتحديد المعالم والهوامش وزاوية الرؤيا وهذا ما يساعدنا للوصول إلى الطريقة الحية للفكرة التي نحاول بلوغها. وأخيرا الضوء الذي يعتبر مسجل النظرة الذهنية للصورة الملتقطة ممتحنا بذلك تأثيرها ونجاحها و انتشارها. و تشكل الصورة الفوتوغرافية أكبر نسبة في إظهار أهمية الجريدة أو المجلة كما يساعد في ذلك التقدم التكنولوجي في هذا المجال.
تاريخ الصورة الفوتوغرافية:
كانت الصورة هي أهم شيء يلجأ إليه الإنسان البدائي للتعبير عن نفسه وأفكار هو الدليل على ذلك أن أول الحروف الهجائية في اللغة الإنسانية الأولى اتخذ تشكل صور الأشياء والطيور والحيوانات المحيطة بالإنسان وهكذا استمر الإنسان في استخدام الصورة في التعبير فظهر فنانون عمالقة تميزوا بقدرات فائقة على التعبير بصورة رسما باليد وحتى أوائل القرن 18 كانت الصورة ترسم يدويا بالقلم أو بالفرشاة على الورق والجدران وألواح الخشب والقماش وقبل اختراع الصورة الفوتوغرافية كان الفنانون هم من يقومون بعمل التصوير اليدوي و ذلك بالانتقال إلى مكان الحادث ورسم صورة تخطيطية له ثم تنقل إلى الخشب الذي يعد للحفر ثم الطبع, وعرفت الصحف تلك الطريقة في القرن الماضي حيث كانت الصور على شكل خطوط تحفر في كتل خشبية ثم توضع في الحبر ثم يتم الضغط على الصفحات إلى جانب المتن أو النص وهذا ما كان يحدث في طباعة الكتب منذ اختراع آلة الطباعة في القرن 15 على يد هوتنبورغ الألماني ولكن من الواضح أن هذه الطريقة بطيئة فلم تظهر آلة التصوير إلا بمجيء الثورة الصناعية فأصبح من السهل على من لا يجيد الرسم أن يسجل الواقع على لوح فوتوغرافي فيوقت قصير وبتكاليف قليلة إذا ما قورنت بالتصوير قبل اختراع آلة التصوير لذلك كان اكتشاف آلة التصوير حدثا خطير أحدث انقلابا في تاريخ الصحافة و تطور فن التصوير الصحفي الفوتوغرافي وأصبح له قواعد وأساليب في التعبير و اكتشفت إمكانية تسجيل أو تكبير المناظر الطبيعية بطريقة قد تعجز حواس الإنسان عن إدراكها فأمكن على سبيل المثال تجميد الحوادث السريعة مما جعلا لصورة الصحفية الفوتوغرافية تحتل مكانا بين الفنون وأدوات التعبير وأصبحت تؤدي دورا في الاتصال لا يقل أهمية عن دور المكتوب بل وربما أكثر تعبير من المكتوب أحيانا
التصوير الصحفي:
كفن شهد تطورات كبيرة نقلته من المرحلة الجمالية حيث لا يعتمد فيه الفنان إلا بالشكل والتكون إلى المرحلة الإعلامية كفن تطبيقي وظيفي يهتم بالقيم الإخبارية والصحفية وتم الإعلان في باريس عن اختراع جديد من كرف العالم لويس والمتمثل في الحصول على صورة في عرفة سوداء بواسطة حركة الضوء ووضع هذا العالم عتاد خاص للتصوير الحساس الذي باستطاعته تصوير الصورة مباشرة وبما أن هذا الاختراع كان أولي فكان يستلزم عرض الهدف على الفيلم لمدة تزيد عن نصف ساعة هذا الاختراع ترك إعجابا كبيرا لدى الجمهور بحيث أصبح في إمكانية كل شخص أن يلتقط صور الطبيعة أو الأفراد انطلاقا من 1839 وكان عينا انتظار 40 سنة حتى تطبع الصور على صفحات الجرائد والمجلات والأفلام السينمائية حيث أصبحت الصورة جزء من حياتنا اليومية كما أن تطور فن التصوير الصحفي خلال نصف القرن الأخير كان له جوانب عديدة تظهر فيما يلي:
1) التطور في محتوى الجريدة:حتى وقت قريب لم تكن الجريدة تحمل صور في صفحاتها الداخلية وكانت الصور جامدة أي من موضوعات ساكنة, أو صور لأشخاص, وشمل التطور عدد الصور وحجمها و طبيعتها.
2) زيادة في عدد الصور: أصبحت الكثير من الصحف تستخدم استعراض صورة لكل صفحة وأحيانا تخصص صفحات بكاملها لاستعراض الصور و يمكن أن تكون هذه الصحف يومية أو أقسام مخصصة لحدث ما
3) زيادة في حجم الصورة: هو اتساع الصفحات في مساحتها الخاصة , الصفحات الداخلية حيث تنشر الصور بعرض عمودين أو ثلاث, ويتفاوت حجم الصور من قسم وآخر, وهي تكبر و تصغر وفق مقتضيات الإخراج أو الشكل الفني للصحيفة.
4)         التغيير في كميعة الصورة: حيث أصبح بإمكان الصحف استخدام صور للموضوعات الحية.
5)         ظهور تيار صحفي جديد: تجسد في ظهور بعض الصحف أو ما يطلق عليه بالصحافة البصرية أو الصحافة المصورة,
إن هذا التطور له أسبابه وعوامل نجاحه تجلت خاصة في الرغبة في التصوير كهواية وتطور أنواع الطباعة والورق الذي يطبع فيه من حيث درجة الحساسية وظهور أجهزة أكثر حداثة مما كانت عله سابقا.
مكانة التصوير الصحفي ضمن العلوم الأخرى:
آلة التصوير ضرورية من الناحية العلمية لأنها تسجل لنا الأحداث الخاطفة في جزء من الثانية كما تستطيع أن تقلص من حركة الحدث وبصفة عامة تدون آلة التصوير اللحظات السريعة التي ليس من قدرة العين البشرية حفظها أو تسجيلها كما أنها تتناسب مع العديد من الآلات البصرية حيث يتمكن علماء الفضاء من جذب صور لكواكب تبعد عنا ملايين السنوات الضوئية فيمنحنا المصور معلومات جديدة و يقدم لنا خرائط لتلك الكواكب المجهولة كما يستعمل الجغرافيون و خبراء الأرصاد الجوية آلة التصوير للحصول على تنبؤات جوية تكون بدقة اكبر مما كانت عليه سابقا وتسمح الصور الجوية للخبراء معرفة ما تختزنه الأرض في أعماقها من ثروات وذلك لدراسة الطبقات الجيولوجية غير المرئية على سطح الأرض كما أن إلحاق آلة التصوير بمجهر بصري أو الكتروني تسمح لنا برؤية العالم الغير مرئي للكائنات الصغيرة وذلك بتكبيرها إلى أكثر من 50 مرة أو أكثر
ويسمح ميدان التصوير الصحفي بفتح المجال أمام الباحثين وذلك بطبع الصور على صفحات الجرائد والكتب والمجلات حتى يتمكن العامة من الناس التعرف على ما هو غبر مرئي بسهولة تامة,ويمكننا التصوير الصحفي من إيصال تجربتنا للآخرين عبر آلة التصوير التي تسافر بنا إلى قمم الجبال و المغارات و أعماق الأرض على مئات الكيلومترات ليس باستطاعتنا الحصول عليها إلا باعتمادنا على هذه الآلة
التصوير في ميدان القانون والتحقيقات: تعتبر الصورة أداة حقيقة تعبر عن الواقع المعاش في كافة الميادين فهي تعد أداه شرعية في ميدان القضاء باعتبارها معصومة من الخطأ وهي تعبر بكل صدق ودون أدنى شك عن واقعية الحدث في الزمان والمكان, وذلك بترجمة المشاهد بما تحمله من أثر وإحساس.
أما في ميدان التوثيق يستلزم أن تحمل الصورة الشيء المراد التكلم عنه بما في ذلك مواكبتنا للحدث, ومهمة الصورة الوثائقية تتمثل في نقل المعلومات الخاصة لحدث ما إلى الآخرين بموضوعية وبطريقة خاصة من التزييف مثل: الصور الملتقطة في الثورة التحريرية. أما إذا كان غير ممكن فالصورة باستطاعتها الإفادة بكل المعلومات التي تساعد المصور على اتخاذ القرار.
التصوير في ميدان التاريخ: إن الصورة تجمد الوقت الذي مضى كما أن واقعية تأريخ الماضي بواسطة الصور تعيد إلى الأذهان المعلومات بكل تفاصيلها عن الأحداث التاريخية الكبرى وعن الحياة اليومية في تلك الفترة وحتى 1839 كانت كل الصور تؤرخ بواسطة صور مرسومة أو نقوش محفورة وتعتبر الملكة فيكتوريا أول شخصية سياسية صورت بتقنية آلة التصوير وابتداء من سنوات الثمانينات تم صنع أول آلة فردية حيث استطعنا التعرف على حياة الناس في فترة تاريخية وأصبحت هذه الصور حاليا أعلى بكثير من الناحية المادية على تلك الفترة.
وهناك العديد من المجالات التي تلتقي الصورة الصحفية معها كالطب والفلك.....الخ
وظائف الصورة الصحفية:
1.وظيفتها الإخبارية:الصورة الفوتوغرافية هي أنجح وأهم وسيلة إعلامية في الجريدة بأكملها فبإمكانها أن تعطي المضمون أو الهدف بصورة أسرع من حيث الإطلاع وبصورة أفضل من التعبير اللفظي وهي تعطى كذلك لحظات خاصة من لحظات النبأ بشكل بياني ومفصل.
والتصوير الفوتوغرافي الصحفي بدقته المتناهية يمكن أن يعطى تفاصيل أكثر دقة من مشاهدة الحدث الواقع فعلاً و القارئ الحديث لا يستطيع أن يقتنع بمجرد وصف لفظي لحادث أو لاجتماع أو لموقف ما وإنما أن يرى هذه الأشياء أمام عينيه وعيون القراء في هذا العصر تلك العدسات المركبة في آلات التصوير التي يوجهها المصورون الصحفيون كل يوم لالتقاط الأخبار وتسجيل الأنباء وعرضها على القراء في أسرع وقت وكلنا يعلم أن العدسة أدق من العين البشرية لأنها موضوعية ولا تلتقط إلا ما تراه بالدقة والتفصيل ، أما الإنسان فتتأثر رؤيته للأشياء بعوامل ذاتية كثيرة متداخلة.
2. وظيفتها السيكولوجية: ترتبط الصورة ارتباطاً وثيق اًبسيكولوجية الإنسان وتحل له بعض المتطلبات النفسية والعقلية. ويمكن شحن ذاكرة القراء الذين ينتمون إلى النوع البصري وتقويتها بإضافة صورة إلى النص الإعلاني أو الإعلامي... وهنا تسيطر عليه أن لم تكن تمتلكه العقلية المصورة.
وبالحديث المستمع يرى .. وعندما نستمع لشكل الأفكار التي وصلتنا ونحولها إلى صورة ذهنية سائقة لدينا. وعندما نقرأ نحاول بشكل لاشعوري تصوير الكلمات والعبارات بشكل مقبول عبر شاشات عقولنا.
وأهمية الصورة في الصحافة كبير جداً حيث يقول الكاتب الروائي (إيفان تور جينيف)في رواياته (آباء وأبناء) أن الصورة الواحدة قد تعرض ما استطاع كتاب أن يقوله في مائة صفحة حيث أن حاسة البصر ذات أهمية كبرى بالنسبة لشعور الإنسان ودرجة فهمه. لذا تنبع أهمية الصورة في العمل الصحفي في أنها تجذب الانتباه وكثير الاهتمام وتقدم وسائل مؤثرة في رواية خبر ما.
وكثيرا تعجز الكلمات عن إيصال المضمون من المقال القارئ عندما تفتقد لوجود الصورة. ومن أهميتها أنها تشبع حاجة القارئ إلى القراءة والإطلاع وتؤثر فيه باستغلال قوى اللفظ والصورة وكذلك تصبغ بعداً أخر على الشخصية التي تستحق أن ينشر عنها شيئاً أو تصورها . فالشخص الذي لابد أن يقرأ المرء عنه يومياً يثير لدى القارئ هذا السؤال ما هو شكله وكيف يبدو.
قيمة جمالية: للصورة قيمته الجمالية من حيث كونها عملاً فنياً يستوقف النظر ويبعث الاهتمام في نفس القارئ فهي تستطيع أن تجعل الصفحة ذات مظهر ملئ بالحيوية والنشاط والتنوع ويصبغ عليها جاذبية قد تجعلها قابلة للمطالعة .والصورة بهذه الصفة تفيد الصحف من الناحية التجارية و التسويقية.. لذل ككثير من الصحف الطبية والمثيرة تستخدم أكبر مساحة من صفحاتها لأجمل الصور الملفتة والمثيرة للانتباه والمطالعة خاصة في غلافها الخارجي لجذب القارئ إليها
أهمية الصورة على الصحافة
تحدثنا كثير خلال ما سبق من حديث عن أهمية الصورة وأثرها على الصحافة ودورها الأساسي في صناعتها إلا أننا نجد أن للصورة الصحفية أهمية قصوى في عمل الصحافة وأن للصورة الفوتوغرافية المعروفة بالصورة الصحفية بعد إلصاقها بمواضيع الصحيفة وتسمى على أثر ذلك بالصحيفة.
وحول هذا الأمر دار جدل طويل وذهب البعض إلى أنها ستحل محلا لكلمة في السنوات المقبلة ولكن لا نتفق مع هذا الوصف في الأهمية ولكن نتصور أن عدد الصور بالصفحات يزداد ويحدث هناك زيادة في حجمها ولكنها لا يمكن أن تلغى قيمة وأهمية الكلمة أيضاً .. لأن الكلمات في مواقع معنية تعتبر ذات أهمية لا يمكن أن يكون المضمون بدونها لذا كان هناك ما يعرف بتعريف الصورة أو (الكابشن) الذي يفسر تاريخ التقاطها وزمنها والموقف الذي التقطت فيه ومن هنا تأتى أيضاً أهمية الكلمة . وبمقدور الإنسان أن يستحيص عن الصورة بالكلمة ولكن العكس لا يمكن قبوله أيضاً تتمثل أهمية الصورة في  أنها تقدم لنا بسرعة خير ما تحمل كما أنها تساعدنا أحياناً على فهم أشياء لا تستطيع الألفاظ أن تعبر عنها سهولة ولأهمية الصور وانتشارها في الصحف و المجلات واحتلال مساحات كبيرة منها دعي ذلك بعض العلماء للتشاؤم و دق الأجراس للإنذار بالخطر من أن الصور سوف تقتل النص ، لأنها توهم بأن النصلا فائدة فيه.
إذ يقول القارئ الحديث ما الفائدة وما الداعي لقراءة كل هذا المقال المكتوب بحروف دقيقة في الحجم وبإمكاني إدراك الموضوع بمجرد نظرة .. فلا زمن للقراءة وهي متعبة خاصة إنسان هذا العصر لازمن له من كثرة العمل والانهماك فيه لأجل حياته التي صارت قاسية ومره. فيصير حاله كالطفل الذي يقُلبَّ الصور واحدة بعد الأخرى دون أن يقف على النص لقراءاته لأنه يجهل القراءة وهكذا الأمي بل ولاحقاً القارئ الحديث الذي تحدثنا عنه سابقاً.
إذاً من وجهة نظر البعض ليس بالقدر الإيجابي لأهمية الصور الفوتوغرافية على عمل الصحافة سوءها وأضرارها وعدم جدواها.
استخدام الصورة الصحفية:
إن المتتبع لتطور الصورة الصحفية يجد أن الاستخدامات الأولى للصورة الفوتوغرافية كانت تفتقر إلى الخبرة وتنحصر في نشر صور لشخصيات جامدة أورسمية وشهدت السنوات الأولى لاستخدام الصور جهدا رائعا من اجل الاستفادة من الوسيلة الجديدة التي ظهرت إلى الوجود, وتطور استخدام الصور الصحفية حتى وصلنا إلى عصر الصحافة المصورة وهي نوع من الصحافة يعتمد بصفة اكبر على الصورة الصحفية, ويعطي الأولوية الكبيرة للمصورين الذين يشكلون غالبية محرريها فأصبحت عدسة المصور تفوق قلم المحرر ويخضع اختيار الصورة الفوتوغرافية إلى عوامل أهمها:
1) الحيوية: إن الصورة الصحفية مفعمة بالحيوية لأنها بوجه عام تعكس مختلف النشاط الإنساني فإذا لم تكن الصورة حية ينتاب القارئ شعور بالركود ويستطيع المصور إضفاء نوع من الحياة على صوره باختيار اللقطات الجيدة واختيار زوايا مبتكرة.
2) وثاقة الصلة بالموضوع : هناك حالات قد تتناول عن حيوية الصورة ولكن في معظمها لابد أن تحتوي الصورة على المعلومة وعادة ما يرتبط هذان العاملان بعضهما بالبعض الآخر,فالصور غير الحية عادة ما تكون غير وثيقة الصلة بموضوعها ولابد أن يصر المخرج الذي يختار الصور على ضرورة ارتباطها بالموضوع.
3)التلقائية: لا ينبغي أن يحس القارئ بأن الصورة التي تنشرها الصحيفة معدة سلفا, لأنه عندئذ يحس بأن الصحيفة تخدعه ولذلك يجب أن ينتبه المصور إلى ضرورة التقاط صور فجائية دون أن يحس الأشخاص الظاهرون فيها وإلا تحولت  الصورة الصحفية إلى مجرد صورة تذكارية.
4) الجانب الإنساني في الصورة:إن اللمسة الإنسانية تزيد من قيمة الصورة فإذا وقع حادث تصادم مثلا والتقطت صورة لسيارة وحدها كانت قليلة الأهمية أما إذا التقطت صورة للسيارة وهل مقلوبة أو معلقة في مكان خطير فإنها تكون أكثر أهمية لقوة تعبيرها عن المأساة وتتضاعف قيمة الصورة إذا وقف شرطي ومعه احد الضحايا فهنا تأتي اللمسة الإنسانية للصورة وتحويلها إلى شيء عظيم القيمة وقوي الدلالة يحرك مشاعر القارئ ويثير اهتمامه ويغنيه عن القراءة و الإطلاع على الخبر, وهذا لا يعني أن يتمادى المخرج الصحفي في عرض صور الضحايا عرضا مثيرا أي ينبغي على المخرج أن يدرك أن الصحيفة تدخل البيوت ويطلع عليها أفراد الأسرة بمختلف أعمارهم فليس من الذوق السليم عرض الصور المثيرة سواء التي تعلقت بالضحايا والمجرمين أو تلك التي تثير الغرائز البشرية الكامنة.
5)المعنى: يمكن تحقيق المعنى إلى أقصى درجة في الصورة الخالية من الأشخاص وذلك قد يتعارض مع المعنى أحيانا ومع الحيوية وتحل الصورة دلالة فيها وراء اللقطة الظاهرة فيها وبذلك فإن الصورة لا تحمل معنى منفرد واحد لأن القراء يخرجون أو يدركون معاني مختلفة في الصورة ذاتها كل حسب ذاكرته و أهواء هو لهذا السبب فإن قيمة هذه الصورة ترجع إلى ما تثيره في نفس القارئ من قيمعقلية وعاطفية و أدبية.
أنواع الصورة الصحفية:
الصورة الشخصية: هي التي شخصية محرر الصورة الصحفية أي الموضوع وترمي هذه الصورة إلى إظهار ملامح شخصية ما سواء كانت هذه الشخصية مهمة أو لا, وينبغي أن تتمتع الصورة الشخصية بالحيوية والحركة فإن تصوير شخصية ما يتطلب أن تسعى إلى التقاط هذه الصورة أثناء قيام هذه الشخصية بحركة أو انفعال وغالبا ما تنشر الصحيفة الصور البشرية على عمود واحد إلا أنها أحيانا تبالغ في المساحة التي تحتلها هذه الصورة لأكثر من عمود في الموضوعات الكبيرة مثل الأحاديث الصحفية التي تدريها الصحيفة مع بعض الشخصيات المهمة وقد تصغر هذه الصور لتحتل نصف عمود في حالة الموضوعات القصيرة وفي بعض الأحيان تنشر أكثر منصورة شخصية في الموضوعات الطويلة وفي هذه الحالة تقوم الصحيفة بترتيبه أبشكل أفقي أو رأسي وأحيانا تراوح في ترتيبها في شكلين وتراعي الصحيفة في هذه الحالة التطبيع في مساحات هذه الصور مما يضفي عليها حركة وتنويع.
الصور الموضوعية: هي التي تجسد موضوعا ويعبر عنه في وقت حدوثه أو بعده توقف القارئ أو تعلمه بوقوع الحدث أو الموضوع وتتفاوت الموضوعات التي تعبر عنها الصور من جريدة إلى أخرى بل من صفحة إلى صفحة أخرى من الجريدة ذاتها وتشمل موضوعات الصور الموضوعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.... وتبرز أهمية الصور الموضوعية في الأزمات مثل حدوث الكوارث الطبيعية إذ ينشد القارئ أن تطلع الجريدة بآثار ما خلفته هذه الكوارث ومن هنا فإن الصورة الموضوعية تعد أكثر الصور أهمية في الصحيفة لما تبرزه من تفاصيل عديدة حولا لموضوعات التي تصاحبها وأحيانا ما تمثل الصورة وكلامها موضوعا مستقلا عنها, يرصدان بتفصيلاتهما حدثا مهما وفي هذه الحالة غالبا ما تشمل الصورة و السطور القليلة المصاحبة لها قصة خبرية متكاملة الجوانب لما قد تكون الصور الموضوعية المصاحبة لموضوع ما توضح زاوية مهمة أو تأكد على حدث معين فإنها قد تكون جمالية أو تعبيرية تركز على التكوينات الجمالية والإبداع اتالفنية للمصورين وتنشر بعض الصحف الصور الجمالية كنوع من الإبداع الفنيلل مصورين فتعتمد على إبداع المصور الفنية أو الجمالية وذلك باختيار هلتكوينات معينة وتوظيفه للغة الشكل في الصورة, فلا تتضمن أي قيمة خبرية و لا تنشر عادة في الصفحات التي يغلب عليها المادة الخبرية إلا عندما يتعلق الأمر بصورة إخبارية فيستخدمها المخرج الصحفي لتجميل الصفحة, و الصور الجمالية لا تزال تجد مكانا لها في مختلف الصحف.
ويمكن تصنيف الصور الفوتوغرافية الصحفية من حيث المضمون، ومن حيث الشكل، الذي تظهر به؛ فمن حيث المضمون تنقسم إلى: .
1.الصورة الخبرية:
تمثلا لصورة حدث وقع في مكان معين وزمن معين مثل (الهجوم على أمريكا بالطائرات)وتعطي القارئ متممات للخبر يجعله يعطي الخبر مصداقية. قد تكون الصورة الخبرية لا تمثل الخبر نفسه. بل تنشأ توضيحا للقارئ كالخرائط والمخططات و الرسوم البيانية.
2. صورة التحقيق الصحفي:
الصور التي تسلط الأضواء على مواضيع حيوية معينة وتأتي ضمن تسلسل منطقي أو منهجي معين والوقت المتاح للمصور في صور التحقيق أكبر من الوقت المتاح لالتقاط الصورة الخبرية.
3. الصورة الشخصية:
وتسمى بورتري أي صورة نصفية لشخص معين. وهي صورة تؤخذ لأشخاص في مقار أعمالهم وهي ليست صور الأستوديو. و يجب أن تكون معبرة و بها حركة عفوية كأن يتحدث الشخص ويعبر بحركة يده.
4. الصور ذات الطابع الفني والجمالي:
كتصوير أعمال فنية وتماثيل جيدة لنحاتين تنشر في صفحات لا تغلب عليها المادة الخبرية.
5. صورة الإعلان:
تتطلب صورة غاية في الدقة الفنية والجمالية. وذلك لأجل تأثيرها في نفسية القارئ و المشاهد والاستعانة بالإضاءة الطبيعية والصناعية لتصوير منتج إعلاني مثلا لشامبو لجمال الشعر أو معجون الأسنان للأسنان النظيفة وموديل جديد لسيارة مثلا.
أخلاقيات التصوير الصحفي:
هي مجموعة المبادئ و القيم الأخلاقية التي تحكم أي مجموعة أو مجال أو مناسبة.
هنا كأخلاقيات لكل مجال من المجالات المهنية، يعني هناك أخلاقيات لمهنة الطب مثلا و أخلاقيات للصحافة    و أخلاقيات للتعليم و غيرها، بالتأكيد.. فإن وسطنا (التصوير) له عدة أخلاقيات تتعلق بكافة مجالاته المختلفة، فهنا كأخلاقيات لمصوري الطبيعة، و أخلاقيات للتصوير الصحفي، و أخلاقيات لتصوير البشر بشكل عام و التصوير الوثائقي و غيرها.
نعم ، جميعنا تربينا وزرعت فينا مجموعة من القيم و المبادئ التي تتيح لنا التعامل مع ما يحيط بنا من بشر و ما نتعرض له من مواقف حياتية مختلفة ، هي جزء مهم من تربيتنا… و بدونها ستتحول حياتنا إلى غابة !
لكن..
المقصود هنا ليس تلك القيم و المبادئ العامة ، بل المقصود هو الأخلاقيات المختصة بممارستنا لمهنتنا أو هوايتنا ، تلك الأخلاقيات ليست شيئا نولد معه.. أو يعلمنا إياه آبائنا و معلمينا (و إن كانت في أغلب الأحيان تتفق معها)، بلهي مبادئ مكتوبة و متعارف عليها و يجب أن يطلع عليها كل مصور و يتحدث عنها كل أستاذ في مجاله
فيما يلي ترجمة لبعض القواعد الأخلاقية المتعلقة بمجالات مختلفة من التصوير نقلا عن بعض الجهات و الجمعيات العالمية ، فقط تذكر بأن هذه القواعد هي نواة لهذا الموضوع ومطلوب منا جميعا أن نناقش وننقح و نعدل و نضيف على هذه القواعد لنخرج بالنهاية بصيغة مرضية لنا ولخصوصية مجتمعنا التصويري.
أخلاقيات تصوير الطبيعة كما وضعتها جمعية تصوير الطبيعة لأمريكا الشمالية :
المبادئ البيئية : معرفة الموضوع و المكان
v     أدرس و تعلم أنماط تصرفات الحيوان، تعلم متى و كيف يجب عليك أن تبتعد عن التأثير على دورة حياة الحيوان
v     احترم حاجات الحيوان الروتينية، تذكر أن هناك غيرك من المصورين سيحاولون تصوير نفس الحيوانات مثلك
v     استخدم العدة المناسبة لتصوير الحيوانات البرية، إن كان الحيوان سيرتعب من وجودك فابتعد عنه        و استخدم عدسة ذات قدرة تقريبية أعلى.
o       كيف نفسك مع هشاشة النظام البيئي و ذلك بالالتزام بالطرق ذات التأثير الأقل عليه.
المبادئ الاجتماعية : معرفة القواعد و القوانين
o       أعلم المسؤولين عن المكان الذي تود التصوير فيه بوجودك و الغرض من زيارتك إن أمكن
o       تعرف على قوانين موقع التصوير و التزم بها
o       في حالة عدم وجود من يدير موقع التصوير فحكم عقلك، تصرف كأنك تحل ضيفا على الكائنات الحية الموجودة بالبيئة
o       كن مستعدا و متجهزا لمواجهة أي ظروف غير متوقعة ، تجنب تعريض نفسك و الآخرين لأي خطر
المبادئ الفردية : الخبرة و المسؤولية
o       عامل الآخرين باحترام، استأذن من الآخرين قبل أن تنظم لهم في تصوير في نفس المنطقة
o       نبه الآخرين بلباقة إن لاحظت أنهم يقومون بتصرفات خطرة أو غير لائقة ، فهم قد لا يكونون مدركين لخطورة ما يقومون به.
o       أبلغ المسؤولين عن أي تصرف خاطئ قد يصدر من الآخرين ، لا تدخل في جدال مع من يبدو بأنه لا يهتم بتنبيهاتك.. اكتف بالإبلاغ عنهم
o       كن قدوة حسنة كمصور و كمواطن صالح، فلتكن تصرفاتك خير معلم للآخرين
 
أخلاقيات التصوير الصحفي كما وضعتها جمعية المصورين الصحفيين الوطنية:
o       فليكن تمثيلك للمواضيع الصحفية دقيقا و شاملا
o       قاوم أي ضغط قد يفرض عليك بإعطائك فرصة لتصوير المشاهد التمثيلية أو المفبركة
o       فليغط تسجيلك للخبر الموضوع بشكل كامل ، تجنب تقديم الصور النمطية السائدة تجاه الأفراد و الجماعات التي تقوم بتصويرها ، تجنب كذلك التحيز لفكرة أو رأي محدد
o       عامل موضوعك باحترام و بشكل يحفظ كرامته ، تعامل باهتمام وتعاطف خاص مع ضعف ضحايا الجرائم و الكوارث ، تجنب التطفل على لحظات الحزنو الأسى الخاصة ما لم يكن هناك مبرر طاغ على ذلك
o       وقت تصوير موضوعك تجنب أن تؤثر أو تغير أو حتى تسعى لتغيير أو التأثير على الأحداث
o       أي تعديلات على الصورة يجب أن تبقي على مصداقيتها و مطابقتها للمضمون والسياق الحقيقي للحدث ، لا تتلاعب بالصورة أو تضيف أو تحذف أي شيء منها بشكل قد يضلل المشاهد أو يظهر الموضوع بشكل غير طبيعي
o       لا تدفع لأي مصادر أو أشخاص أو تقدم لهم مكافأة مادية لقاء المشاركة بالصورة أو تقديم معلومة
o       لا تقبل أي هدية أو معروف أو تعويض من أي شخص أو جهة قد تسعى للتأثير على تغطيتك للحدث
o       لا تتعمد تخريب جهود غيرك من المصورين
نصائح من مركز جيتراباني حول التصوير الوثائقي نقلا عن مركز محو الأمية الإعلامية :
ماذا تصور؟
o       ماذا تصور و كيف تصور هو أمر يحدده غرضك من التصوير و لمن تقوم به
o       عندما تقوم بتصوير الآخرين من البشر فلا تتعامل معهم كأنهم أشياء
o       لا تقم بـ"أخذ" صور الناس ، بل قم بـ"تقديم" صورة عنهم
o       لا تقم أبدا بإظهار الناس على أنهم غير مهمين أو لا قيمة لهم ، ليكن هدفك أن تظهر "الضعف" نفسه و ليس الضعفاء
o       تجنب اقتحام خصوصية الآخرين ما لم يكن هناك داع اجتماعي ملح
o       بذات الوقت.. تعرف على حياة الناس الخاصة بشجاعة، تخيل بأنك تقوم بتصوير جماعة مقربة من أهلك

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.