أعلان الهيدر

فضل شهر رجب


فضل شهر رجب
فضل شهر رجب
توطئة في شهر رجب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، اخرج الشيخان من حديث أبى بكر رضي الله عنه أن النبي  قال:" أن الزمان استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو العقدة وذو الحجة ومحرم ورجب حضر الذي بين جمادى وشعبان ...الحديث".
فرجب من الأشهر الحرم وقد أضافه النبي إلى مضر لانهم كانوا من أشد الجاهلية تمسكا بتعظيمه أشير في هذه التوطئة بإيجاز إلى أسماء رجب والتي يتعلق كثير منها بأمور الجاهلية وقد جاء الإسلام مقرا لأن يكون رجب من الحرم ولكن أغنانا ربنا عز وجل بشريعة الإسلام أن نقلد أفعال الجاهلية أو أن نتتبع أهواء الوضاعين وهذا بيانه "رجب " وجمعه ارجاب يقال رجب ورجبان ورجبانات وأرجبة وأرجب وأراجيب( )، وأسماءه( ):-
1- رجب: لانه كان يرجب في الجاهلية أي يعظم.
2- الأصم: لانه لم يكن يسمع فيه صوت السلاح.
3- الأصب: لانه يقال أن الرحمة تنصب فيه صبّاً بزعمهم.
4- رجم: لانه ترجم فيه الشياطين بزعمهم.
5- الشهر الحرام: كانوا يخصونه دون الحرم الأخرى تعظيما له.
6- الهرم: لان حرمته قديمة.
7- المقيم: لان حرمته ثابتة لم تنسخ.
8- الفرد: وهذا له مستند شرعي فالأشهر الحرم متتالية ورجب فرد من دونها.
9- منصل الآسنة: في صحيح البخاري 8/90 مع الفتح: فإذا دخل رجب قلنا منصل الأسنة.
10- شهر العتيرة: وهي من أسماء الجاهلية.
11- منزع الأسنة: لانه ينزع فيه السلاح.
12- شهر الله: من وضع الوضاعين.
13- المبرئ : لانهم كانوا يبرؤون من عظمه من الظلم.
ما جاء في فضل شهر رجب مطلقا
وفيه سبعة أحاديث
عن انس رضي الله عنه أن النبي  قال:" فضل رجب على سائر الشهور كفضل القران على سائر الكلام وفضل شعبان على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء وفضل شهر رمضان كفضل الله على سائر العباد أو- كفضل الله على خلقه-".
هذا الحديث أخرجه الحافظ في تبيين العجب( )وابن عراق في التنزيه( ) عن هبة الله بن المبارك القطي بسنده إلى أنس وذكره أيضاً العجلوني في كشف الخفاء( ) والحوت في أسن المطالب( ) والشوكاني في الفوائد المجموعة( ) والملا علي القاري في الأسرار المرفوعة( ), وهذا الحديث آفته من السقطي قال ابن حجر عقب إخراجه للحديث: وهو آمته وكان مشهوراً بوضع الحديث وتركيب الأسانيد ولم يحدث واحد من رجال الإسناد بهذا الحديث قط. قلت: والسقطي أيضاً ضعفه ابن الجوزي( )، وقد أورد الأئمة هذا الخبر في مصنفاتهم على انه موضوع.
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله  :" إن رجب شهر الله ويدعى الأمم وكان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها فكان الناس يأمنون وتأمن السبل ولا يخافون بعضهم بعضاً حتى ينقضي".
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الأيمان( ) وفي فضائل الأوقات( ) وابن عساكر في جزئه( ) وابن حجر في التبيين( )ووسمه بالبطلان والسيوطي في الدر المنثور( ) وعزاه للبيهقي كلهم من طرق عن عيسى بن غنجار عن ابين بن سفيان عن غالب بن عبيدالله عن عطاء عن عائشة مرفوعاً، وفي هذا الحديث علل: الأولى: أنَّ في إسناده عيسى بن غنجار فقد ضعفه ابن الجوزي( ) وقال عنه الحافظ: صدوق ربما أخطأ( )، والعلة الثانية أن في هذا الإسناد أبين ابن سفيان، قال الدارقطني: ضعيف له مناكير وقال الذهبي ضعيف وذكر ابن عدي ابن عدي عن البخاري انه قال: لا يكتب حديثه( )، والعلة الثالثة، أن في هذا الإسناد غالب بن عبيدالله قال فيه البخاري( ): منكر الحديث، وقال النسائي( ): متروك الحديث وقال أبو حاتم( ): متروك الحديث منكر الحديث وذكره ابن حبان( ) في المجروحين، وابن عدي في الكامل( )، فهذا إسناد ضعيف جداً قال ابن حجر عقب سياقه للخبر:" وهذا وان كان معناه صحيحاً( ) فإنه لا يصح عن رسول الله رواه عيسى غنجار عن ابين ابن سفيان عن غالب بن عبيدالله عن عطاء عن عائشة وابين وغالب معروفان بوضع الحديث".1.هـ.
عن قيس بن عباد قال:" في قوله تعالى:" أن عدة الشهور عندالله اثنا عشر شهر"( ): هذه اشهر الحرم كلها في يوم عاشر منها أمر..." أما رجب فاليوم العاشر منه يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب".
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الأيمان( ) والخلال في فضائل شهر رجب( ) وابن عساكر في جزئه( ) وابن جرير في تفسيره عند آية الرعد "( ) يمحو الله ما يشاء ويثبت ....الآية"( ) كلهم من طرق عبدالعزيز بن أبان بسنده إلى قيس موقوفا وعبدالعزيز هو آفته وعلته، قال البخاري( ): تركوه، وذكره الداقطني في الضعفاء( )، وذكره سبط ابن العجمي في الكشف الحثيث( )، وقال ابن حبان : كان يسرق الحديث( )، وضعفه ابن الجوزي( )، ورواية عن قيس هو عبيدالله بن النضم عن أبيه عن قيس والنضر والد عبيدالله مجهول كما قال الحافظ في التقريب( )، وذكره ابن أبي حاتم( ) في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلاً فالحديث في إسناده متهم متروك ومجهول ولا يخفى شدة ضعفه لذلك والله اعلم، لا سيما مع تشكيك الحافظ في صحبة قيس بن عباد بل عد من ذكره من الصحابة واهماً فقال: ثفة من الثانية، مخضرم وهم من عده في الصحابة( ) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال:" إنما سمي رجب لأن الملائكة ترجب فيه بالتسبيح والتحميد والتمجيد للجبار عز وجل".
اخرج هذا الحديث الخلال في فضائل شهر رجب( ) وابن عساكر في جزئه( ) كلاهما من طرق عن عثمان بن عبدالله عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عروة عن عبدالله بن عمرو موقوفاً من كلامه رضي الله عنه وهذا الحديث معلول بعثمان بن عبدالله فقد رماه ابن عدي( ) بالوضع وضعفه ابن الجوزي( ) وقال عنه الذهبي( ): متهم واه، قال ابن حيان في المجروحين( ):" يروى عن الليث وابن سعد ومالك وابن لهيعة ويضع عليهم الحديث". وهذا أثر موضوع كما قرر الخلال وابن عساكر والمتهم به عثمان بن عبدالله.
عن انس أن النبي قال:" خيرة الله من الشهور شهر رجب وهو شهر الله عز وجل من عظم رجب فقد عظم أمر الله ومن عظم أمر الله ادخله جنات النعيم وأوجب له رضوانه الأكبر ... الحديث".
هذا الحديث أخرجه البهيقي في شعب الإيمان( ) وفي فضائل الأوقات( ) وابن حجر في التبيين( ) وعزاه للبيهقي في الفضائل والسيوطي في الآلي( ) وعزاه للبيهقي في الشعب من طريق نوح بن أبي مريم عن زيد العمي عن يزيد الرقاشي عن انس مرفوعاً وهذا الحديث في إسناده علل: نوح بن أبي مريم كذبه( ) الأئمة، وزيد العمي( ) كذلك قد ضعفه الأئمة، وثالثهم يزيد الرقاشي ضعفوه( )، قال ابن حجر عقب سياقه للخبر: قال البيهقي هذا حديث منكر بمرة قلت- (أي حجر)-: بل هو موضوع ظاهر الوضع من وضع نوح الجامع وهو الذي كانوا يقولون فيه نوح الجامع جمع كل شيء إلا الصدق.
عن انس أن النبي سئل :" يا رسول الله لم سمي رجب قال:" لانه يترجب فيه خير كثير لشعبان ورمضان".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل شهر رجب( ) من طريق عبدالعزيز بن حاتم عن الحارث بن مسلم عن زياد بن ميمون الثقيفي عن انس مرفوعاً، وفي إسناد هذا الحديث علة وآفة وهو زياد بن ميمون، ضعفه الأئمة ورموه بالوضع، فقد ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال( ) ونقل قول ابن معين :" زياد ليس يسوى قليلا ولا كثيرا"، وقول أبي داود:" آتيته فقال استغفر الله وضعت هذه الأحاديث"، قال الدارقطني( ): ضعيف، وقال النسائي( ) : متروك الحديث وقد عده الخلال من الموضوعات.
عن ابن عباس إن يهوديا أتاه فقال:" يا ابن عباس أني أريد أن أسألك عن أشياء إن أنت أخبرتني بتأويلها فأنت ابن عباس، قال ما هي، قال : عن رجب لم سمي رجب وعن شعبان لم سمي شعبان قال: أما رجب فإنه يترجب فيه خير كثير لشعبان وسمي أصم لأن الملائكة تصم آذانها شدة ارتفاع أصواتها بالتسبيح والتقديس".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل شهر( ) رجب والشجري( ) في أماليه كلاهما من طريق محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس موقوفا من كلامه، وآفة هذا الإسناد الرافضي الكذاب محمد بن السائب، قال ابن حبان( ) :" كان الكلبي سبائيا من أولئك الذين يقولون إن عليا لم يمت وانه راجع إلى الدنيا ويملؤها عدلا كما ملئت جورا وان رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيا"1.هـ وقال:" لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به" وقال البخاري( ) في التاريخ : تركه ابن مهدي وابن معين، وقال الحافظ( )في التقريب: متهم بالكذب ورمي بالرفض وذكره ابن الجوزي في ضعفاءه( )، وانعيم الاصبهاني( ) في ضعفاء أيضا وابن عدي( ) في الكامل.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.