وسائل المواصلات الحديثة
المقدمة :
تمثل المواصلات في زمننا المعاصر حركة الوصل بين العالم حيث لا
يمكن للبشر الإستغناء عنها لانها تبقيه في إتصال دائم بين الناس وعملهم و تؤثر في
إقتصاد ل دولة من حيث إنجاز الأعمال في وقتها المناسب و هكذا و سوف نتناول جزئية
بسيطة لهذا الموضوع تبين فيها مدى أهمية المواصلات و أنها تشكل همزة الوصل بين
العالم.
العرض :
تمثـل طرق ووسائل المواصلات الحديثة والمتطورة ضرورة حيوية
للدولة سواء لاعتبارات تنموية اقتصادية واجتماعية أو لاعتبارات استراتيجية. ومن ثم
اعطت حكومة صاحب الجلالة اهتماما خاصاً لانشاء شبكة من الطرق الحديثة وبأحدث
المواصفات في الداخل من ناحية، وتطوير الموانيء والمطارات العمانية على نحو يواكب
حركة التطور الضخمة في مجال النقل البحري والجوي ويتواكب مع متطلبات التطور
الاقتصادي والاجتماعي الضخم والمتواصل في السلطنة من ناحية ثانية ولتكون جسورا
ومنافذ خير للتواصل مع الاشقاء والاصدقاء والتفاعل مع المتغيرات الجارية اقليميا
ودوليا .
وعلى امتداد سنوات مسيرة النهضة العمانية المعاصرة منذ عام 1970
وحتى الآن حدثت طفرة هائلة في مختلف قطاعات المواصلات وعلى نحو لا يمكن مقارنته
على اي نحو مع ما كان قائما حتى عام 1970. ومن ثم تتيح هذه القطاعات فرصا
وامكانيات كبيرة للاسهام في جهود التنمية الوطنية تشجع الحكومة دوماً على
الاستفادة منها من جانب القطاع الخاص.
قطاع الموانيء :
ميناء صلالة يدشـن إنجازا اقتصاديا جديدا متميـزا ليسجل قفـزة
اخرى للمشاريع المدروسة بعناية في بناء التنمية. ترتكز خطة تطوير قطاع الموانيء في
السلطنة، والتي تمثـل جزءاً هاماً من المشروعات العملاقة، على محورين أساسيين هما
استغلال الموقع الاستراتيجي المتميز للسلطنة على خطوط الملاحة الدولية بين المنطقة
ومختلف مناطق العالم من ناحية، وتطوير قدرات وإمكانيات النقل البحري والتخزين
والخدمات في موانىء السلطنة لتتجاوب مع احتياجات التنمية وتحويل السلطنة إلى مركز
حيوي على خريطة النقل البحري بالمنطقة من ناحية ثانية. وفي هذا المجال تمتلك
السلطنة خبرة بحرية عريقة وعلاقات وثيقة مع العديد من الدول والشعوب الشقيقة
والصديقة وهو ما يعزز الجهود الوطنية هذه .
في هذا الاطار تم الانتهاء من تطوير وتحديث ميناء السلطان قابوس
بمطرح وهو الميناء الرئيسي بالسلطنة من حيث التصدير والاستيراد حيث اصبح قادرا على
استـقبال السفن ذات الغاطس الكبير وسفن الحاويات من الجيل الثالث، مع زيادة طاقة
التشغيل والتخزين، وزيادة سرعة وكفاءة اعمال الشحن والتفريغ والمناولة وتبسيط
الاجراءات وزيادة امتيازات السفن والناقلات وهو ما وجد صدى ايجابيا انعكس في
الزيادة المضطردة في اعداد شركات الملاحة الدولية التي تستخدم الميناء .
وفي اطار المشروعات العملاقة تم في الاول من ديسمبر 1998م
افتتاح المرحلة الاولى من مشروع تطوير ميناء صلالة. ويتميز ميناء صلاله المطل على
المحيط الهندي ليس فقط بموقعه الاستراتيجي ولكن ايضا بقابليته للاتساع وزيادة
الطاقة الاستيعابية في مراحل التطوير التالية والتي وضعت في الاعتبار ضمن الخطة
التطويرية للمشروع . فميناء صلاله يقع على المسار التجاري بين الشرق والغرب نحو
150 ميلا فقط والذي يصل بين اوروبا وآسيا وهو من المسارات الرئيسية والاسرع تطورا
من الناحية التجارية في العالم، ومن ثم فإن الميناء يخدم حركة التجارة الاقليمية
والدولية مع شرق افريقيا واوروبا ومع جنوب وشرق آسيا والامريكتين وبالطبع من والى
منطقة الخليج. وسيتم تشغيل وادارة محطة الحاويات الدولية بواسطة شركة صلالة لخدمات
الموانيء وهي شركة مساهمة عمانية تمتلك فيها شركة سي لاند 15 % وشركة مارسك 15% من
اسهمها وهما الشركتان اللتان تمتـلكان حوالي ثـلث إجمالي اسطول الحاويات في
العالم. كما تعتمد شركة صلالة لخدمات الموانيء على الخبرة الطويلة لشركة سي لاند
العالمية في عمليات الادارة والتشغيل، ومعروف ان شركة سي لاند تقوم بتشغيل وإدارة
28 ميناء من موانيء الحاويات على امتداد العالم ومن ثم يمثـل ميناء صلاله اضافة ضخمة
على طريق تحويل السلطنة إلى مركز إقليمي نشط لحركة النقل البحري من جهة وعلى
الصعيد الاقتصادي في محافظة ظفار والاقتصاد العماني ككل من جهة ثانية، كما أنه
يعكس الثـقة الدولية في خطط واستراتيجيات السلطنة الحالية والمستـقبلية حيث يساهم
القطاع الخاص العماني والدولي بدور حيوي في خطط تطوير الموانيء العمانية .
تجدر الاشارة إلى ان مساحة الميناء تصل إلى 550 ألف متر مربع -
ويبلغ عمق ميناء الحاويات 15 متراً قابلة للتعميق إلى 16 متر وأربعة أرصفة أجمالي
طولها 1260 متر وطول كل منها 310 متر ودائرة الدوران 500 متر في القطر. وفي حين
تصل الطاقة الاستيعابية للرصيف الأول من رصيفين المرحلة الأولى 900 ألف حاوية
نمطية، فإن هذه الطاقة ترتفع إلى 2 مليون حاوية نمطية للارصفة الأربعة في المرحلة
الثانية في حين كانت الطاقة الاستيعابية لساحة التخزين 33 ألف حاوية نمطية في
المرحلة الأولى ترتفع إلى 46 ألف حاوية نمطية في المرحلة الثانية. كما يصل معدل
المناولة إلى 120حاوية في الساعة للسفينة، 40 حاوية للرافعة الواحدة في الساعة
وبالتالي فإن أقصى فترة يمكن ان تستغرقها أكبر سفينة في الميناء هي 24 ساعة. كما
يقدم ميناء الحاويات خدمات أخرى كخدمات الاصلاح والصيانة واعادة تنظيم البضائع
داخل الحاويات وخدمات التموين والتزود بالوقود وخدمات الملاحة ومن ثم فان ميناء
صلاله يعتبر ميناءً رئيسيا للشحن والتفريغ في المنطقة يتكامل مع الموانيء الأخرى
بها خاصة وانه تمت انشاء منطقة للتجارة الحرة به .
ومع استكمال العمل في المرحلة الثانية لميناء صلالة، تم اتخاذ
خطوات عملية عديدة لوضع مشروع ميناء صحار 240 كيلومتر الى الغرب من مسقط على ساحل
الباطنة موضع التنفيذ ليكون ميناء كبيرا قادرا على خدمة النشاط الصناعي المتزايد
في صحار من جهة وتنشيط التجارة والاقتصاد في ساحل الباطنة وفي السلطنة ككل من
ناحية ثانية. لذا فان تصميم ميناء صحار روعي فيه خدمة المنطقة الصناعية في صحار
التي تمثل منطقة الصناعات الثقيلة في السلطنة حيث تضم صناعات الحديد والكيماويات ،
والألمونيوم والنحاس. وقد تم التوقيع على اتفاقية انشاء كاسر الامواج للميناء في 6/6/1999م.
وبينما تصل مساحة الميناء الى نحو 40 كيلومتر مربع فان الميناء سيشمل 9 ارصفة،
منها رصيفان للبضائع العامة السائبة بطول 315 مترا ورصيف للحاويات بطول 285 مترا
واخر للبضائع الثقيلة بطول 150 مترا ورصيف للسفن الحكومية بطول 200 مترا ورصيف
لشحن الالمونيوم السائب بطول 250 مترا واخر لشحن البضائع السائلة ورصيف اخر لشحن
البتروكيماويات. وسيتم انشاء المشروع على مراحل بتمويل من القطاع الخاص العماني
والاجنبيي .
وفي اقصى شمال السلطنة بمحافظة مسندم تم انشاء رصيف عائم اضافي
بميناء خصب لمقابلة زيادة الحركة التجارية و لخدمة قوارب الصيد، كما يجري الاعداد
لتحسين مرافق الميناء. وبالنسبة لميناء دبا تم انشاء رصيفين عائمين وتمديد حاجز
الامواج الشرقي بطول 70 مترا وانشاء مزلق إضافي لانزال القوارب. كما يجري الإعداد
لإنشاء مبنى الإدارة، وتنظيف حوض الميناء من الترسبات الداخلية. يذكر ان الخطط
المستقبلية لقطاع المواني تشمل العديد من المشروعات الى جانب تحديث القوانين
البحرية. ومن أبرز المشروعات في ميناء السلطان قابوس انشاء برج للمراقبة و ورشة
حديثة لاصلاح المركبات والاليات وصالات لاستقبال الركاب ومخازن تبريد بالميناء.
قطاع الطيران :
يمثل قطاع الطيران والنقل الجوي في السلطنة واحداً من القطاعات
التي حققت تطوراً ضخماً ومستمراً سواء في مطار السيب الدولي أو في مطار صلالة
المدني أو غيره من المطارات الداخلية بالسلطنة. ومن أجل استيعاب الزيادة الكبيرة
في حركة السفر والسياحة واتساع النشاط الاقتصادي، تم تطوير مطار السيب الدولي
وتوسيع طاقته الاستيعابية لمقابلة الزيادة المضطردة في عدد المسافرين عبر المطار .
كما تم استكمال مشروع تحسين أنوار المدرج بمطار السيب الدولي
وفقا لمقاييس المنظمة العالمية للطيران المدني -ايكاو-وذلك في منتصف عام 1999م،
كما يجري انشاء اضافة لمبنى الاطفاء بمطار السيب الدولي لتعزيز عمليات السلامة
والانقاذ والاستجابة الفورية عند حدوث اية اعطال طارئة. وتجدر الاشارة الى ان
السنوات الاخيرة شهدت عمليات تحديث كاملة لادوات وأجهزة المطار والحواسب الآلية
وشبكات الرادار به. وتجري دراسة خصخصة المطار في اطار برنامج التخصيص في السلطنة
مع احتفاظ الحكومة بالسيطرة على جوانب محددة متصلة بالامن وعمليات الدخول
والمغادرة .
من جانب اخر تزداد أهمية ودور المطارات الأخرى،حيث يقوم مطار
صلالة المدني بدور حيوي بالنسبة لحركة التجارة والسياحة بمحافظة ظفار ليس فقط خلال
موسم الخريف ولكن ايضا على مدار العام.وقد تم تطوير خدمات الملاحة الجوية
والاتصلاات بمطار صلالة المدني، مع تحسين نظام توزيع الأقمار الصناعية وخدمات
الإطفاء والإنقاذ والأرصاد الجوية بالمطار حيث تقوم الكوادر العمانية وبنسبة
تتراوح بين 95% و100% بأعمال المراقبة الجوية وتوجيه حركة الطيران في السلطنة .
وفي حين تتواكب عملية تطوير مطار صلالة المدني مع الحركة
التجارية ومع حركة السفر من والى محافظة ظفار حيث تقوم الشركة العمانية لخدمات
الطيران -الطيران العماني -بالعمل على خط مسقط/صلالة/مسقط، توجد خطط لتطوير
المطارات الداخلية خاصة في خصب ودبا وصور ومصيرة مع الاعداد لانشاء مطار مدني في
صحار لمواكبة الحركة التجارية المتزايدة فيها .
جدير بالذكر ان الشركة العمانية لخدمات الطيران - الطيران
العماني - تحقق زيادة كبيرة وسريعة في أنشطتها ونجاحاً ملموساً في أدائها. ففي حين
انشئت دائرة النقل الجوي للمرة الأولى منذ تأسيس المديرية العامة للطيران المدني
والارصاد الجوية في اوائل السبعينات، تم التوقيع على عدد من اتفاقيات تنظيم خدمات
النقل الدولي بين السلطنة وعدد من الدول الأخرى. كما تم افتتاح اربعة خطوط جديدة
في عام 1997 إلى أبوظبي والدوحة والقاهرة ومدراس لتضاف إلى خطوط الطيران العماني
إلى كل من دبي، الكوي ، كراتشي، ترافندروم، مومباي، وكولومبو ودكا. ويجري الآن
اعادة تنظيم الهيكل التنظيمي للشركة لتكون مواكبة لتطورات شركات الطيران المدني
وتنظيم وتسهيل إجراءات المسافرين .
وفي الوقت الذي تجرى فيه عمليات تدريب متخصصة ومتقدمة للكوادر
الوطنية في مختلف المجالات ذات الصلة بالطيران سواء في الداخل أو في الخارج، وتجدر
الإشارة إلى ان نسبة التعمين في الشركة العمانية لخدمات الطيران - الطيران العماني
- تصل إلى 70 % .
قطاع الطرق :
تشكل شبكة الطرق في السلطنة التي أصبحت خلال سنوات النهضة واحدة
من احدث شبكات الطرق في المنطقة، عنصراً بالغ الأهمية في مجال التنمية الاقتصادية
والاجتماعية. وقد بذلت حكومة صاحب الجلالة السلطان المعظم جهوداً ضخمة لتشييد شبكة
واسعة من الطرق تمتد الان وعلى أعلى المواصفات العالمية في التصميم والإنشاء إلى
مختلف مناطق السلطنة برغم الامتداد الجغرافي الواسع والتضاريس الصعبة، و تـقوم
وزارة المواصلات بعمليات ترميم واعادة تأهيل مستمره للطرق وصيانة الجسور، كما عهد
للقطاع الخاص بالقيام بذلك في بعض المناطق في اطار اجتذاب القطاع الخاص للعمل بشكل
أكبر في المجالات الخدمية .
وقد وصل اجمالي اطوال الطرق في السلطنة المرصوفة والحصوية
والجبلية والترابية في نهاية عام 1998م ما يقرب من 20500 كيلومترا مقابل 1710
كيلومترا فقط في عام 1970 .وقد بلغت اطوال الطرق الاسفلتية 6329 كيلومترا ،والطرق
الحصوية 1047 كيلومترا والطرق الترابية 12941 كيلومترا. وخلال عام 1998م تم
الانتهاء من 11 مشروعا منها على سبيل المثال طريق وادي بني خالد بالمنطقة الشرقية،
والمرحلة الاولى من طريق خصب الساحلي بمحافظة مسندم -من بخا حتى تيبات -وطريق سناو
/محوت بطول 192 كيلومترا ،واعادة تاهيل طريق الباطنة القديم ،الى جانب الطرق الداخلية
بعبري، وبدبد، وفنجا،ومشروع تاهيل طريق نزوى/ثمريت المرحلة الاولى، وخلال عام
1999م جرى العمل في عشرة مشروعات منها على سبيل المثال مشروع ازدواجية طريق
الرسيل/نزوى -المرحلة الثانية -باجزائها الاول والثاني والثالث.ومشروع الطرق
الداخلية بولاية المضيبي وسمد الشأن ونيابة سناو. وقد تم الانتهاء بالفعل خلال عام
1999م من مشروع الطرق الداخلية الاضافية بعبري 22,75 كيلومترا، والطرق الداخلية
بالجبل الأخضر بطول 34,4 كيلومترا، وكذلك الطرق الداخلية بولايتي جعلان بني بوحسن
وجعلان بني بوعلي بالمنطقة الشرقية بطول 30 كيلومترا، والطريق الدائر يبولاية صحم.
كما تجري دراسة مجموعة أخرى من المشروعات في مختلف مناطق وولايات السلطنة .
وبال نسبة لمشروع الغيظة/حات/شحن الذي يربط بين المناطق
الحدودية في السلطنة والجمهورية اليمنية ويبلغ طوله 245كيلومترا وتنفذه السلطنة
فانه تم الانتهاء منه ليكون شريانا حيويا يعزز حركة التجارة والتواصل بين الدولتين
والشعبين الشقيقين. وتجدر الاشارة الى أن القطاع الخاص يقوم بدور حيوي في مجال
خدمات الطرق وكذلك في عمليات صيانتها حيث تتوالصل المشروعات التي تحظى فيها
المنطقة الوسطى والجبل الأخضر والمنطقة الشرقية بنصيب كبير الى جانب مناطق السلطنة
الأخرى .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire