أعلان الهيدر

الرئيسية نشأة الأخلاق - المدرسة القورينائية

نشأة الأخلاق - المدرسة القورينائية


نشأة الأخلاق - المدرسة القورينائية
نشأة الأخلاق - المدرسة القورينائية
أسس المذهب القورينائي أرستيبوس (435-366 ق.م) الذي ولد في مدينة قورينا (شحات) في شمال شرق ليبيا عام 435 ق.م ، ويبدو أن أرستيبوس قد تتلمذ في سبابه علي يد السوفسطائيين أولا ، واستلهم منهم النزعة الحسية في مجال السعادة ، ثم تتلمذ علي يد سقراط ، وأخذ عنه الكثير في مجال الحكمة ، لكنه نحا بها نحو التطرف. فقد كان سقراط يدعو إلي أن الحكمة خير ما يملك الإنسان ، وقد اتفقت جميع المذاهب السقراطية معه في ذلك ، لكنها اختلفت في مفهوم الحكمة والسعادة.
وكان أرستيبوس قد راقته فكرة السعادة في مذهب أستاذه سقراط ، فأقام عليها مذهبه ، غير أنه اتجه نحو التطرف ، فقد وحد بين المنفعة واللذة والسعادة ، واستند غلي القول بأن الغاية الوحيدة للفضيلة هي المنفعة ، وجاهر بالدعوة إلي اللذة كغاية قصوى لحياة الإنسان. وكان هذا التطرف قد وقع عليه أيضا من تأثير بروتاجوراس وغيره من السوفسطائيين. وعندئذ انتهى إلي إقامة الأخلاق علي وجدان اللذة.
مذهب أرستيبوس يقوم علي أن اللذة هي الخير الأقصى ، وهي غاية الحياة ومعيار القيم ، ومقياس الأحكام الخلقية. وصرح بأنها نداء الطبيعة فمن الضلال أن نستحي من إروائها أو نتردد في إرضائها. وإذا كان العرف الاجتماعي لا يبيح المجاهرة بإشباعها ، وجب احتقار العرف والاستخفاف بالأوضاع الاجتماعية المألوفة. "وهكذا أنكر القورينائية لذات العقل والروح ، واقتصروا علي القول بأن اللذة الحسية العاجلة خير أقصى ، وما عاق إرواءها شر"  ، ولما كان هذا الأمر لا يتم إلا بكبح الشهوة التي ينتج عنها فقدان الحياة لبهجتها ، أجاز المذهب القورينائي الخلاص من الحياة بالانتحار ، الأمر الذي أدى بالفعل إلي انتشار هذه الظاهرة في قورينا ، مما دفع بالملك بطليموس نفي خلفاء أرستيبوس وإغلاق مدرستهم. الأمر الذي أدى بأتباع المدرسة برفع شعار "السعادة هي اللذة التي لا يعقبها ألم" والقول : إن الحكيم هو من يضحي بنفسه من أجل أصدقائه وأفراد أسرته.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.