السياحة في مدينة توزر التونسية
تونس من الدّول العريقة التي تزخر بمعالم الحضارات القديمة التي
سكنتها؛ حيث ساعد موقعها الجغرافيّ المشرف على سواحل البحر الأبيض المتوسّط على
استقرار الحضارات فيها، وتتميّز بمدنها الجميلة ومنها مدينة توزر، وهي عبارة عن
مدينة وواحة صحراويّة، وتقع تحديداً في الجنوب الغربيّ لتونس بالقرب من الحدود
الجزائريّة، على بعد 430كم من العاصمة تونس، وتحدّها من الشمال مدينة الحامة، ومن
الغرب نفطة، ومن الشرق الدقاش، ومن الجنوب شط الجريد.
وصف المدينة
توزر تتميّز توزر بأنّها من أجمل الواحات في العالم؛ فقد عرفها
الرّومان وأقاموا فيها، وسمّوها باسم توزر أو توزروس؛ أي: مدينة الأحلام وجوهرة
الصحراء، كما تتميّز بوجود غابات النخيل المنتشرة على مساحة تفوق ألف هكتار؛ حيث
تبلغ أعداد النخيل فيها أكثر من مليون نخلة، ويشتهر نخيلها بجودة التمور، كما يروي
الواحة أكثر من مئتي نبع ماء.
تورز مقصد سياحيّ مميز؛ وهي المكان الأنسب للتمتع بجوّ الصحراء،
لجمال رمالها الذهبية، وطقسها المعتدل على مدار السنة، وتتعدّد فيها الرحلات
السياحية من زيارة الواحات، والجبال، والصحراء، والآثار التاريخيّة، وملاعب
الجولف، والمقاهي، والمطاعم، وأسواقها، والمسارح الثّقافية، ودور السّينما،
ومشاهدة بيوتها المصنوعة من الآجر الأصفر الصّحراوي.
معالم مدينة توزر الآثار التّاريخيّة يوجد في المدينة بعض الآثار
الرومانيّة القديمة؛ فالرومان قديماً لم يفرّطوا بهذه الواحة الجميلة، فاحتلّوها
عام 33ق.م وسمّوها أفريقيا الجديدة، حيث بنوا القلاع فيها، ومن آثارهم فيها: سدّ
واد الصابون في منطقة الهوادف، ومدينة كستيليا، والبئر المربّع الشكل المبنيّ من
الصناديق الحجريّة الكبيرة، وهو موجود في ساحة الجامع الكبير في بلد الحضر، وكذلك
المنازل المبنيّة من الرّخام والصناديق الرّومانية، وهناك تمثال مقطوع الرأس،
ويُعرَض في المتحف المحلي للمدينة، وقنوات بحر عباس المبنيّة من الحجارة
الرومانية، وكذلك كنيسة توزر. من الآثار الإسلامية في توزر المدينة العتيقة التي
بناها المسلمون الجامع الكبير الموجود في بلاد الحضر، وكان يُعرَف بجامع القصر؛
حيث أمّه علماء المشرق والمغرب وأدباؤهم، أمثال: الشيخ رمضان، وابن الشباط،
والطولقي، وأبي محمد بن عبد الله بن يعقوب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire