فضل صيام شهر رجب كله أو شيء منه
وفيه خمسة عشر حديثاً
عن انس أن النبي
قال:" من صام ثلاثة
أيام منكل شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتب الله له عبادة تسع مائة سنة".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية( )، والخلال في
فضائل رجب( ) وابن حجر في تبيين العجب( ) وابن رجب في اللطائف( ) من طرق عن يعقوب
بن موسى عن مسلمة بن راشد عن راشد الحماني عن انس مرفوعاً، وهذا إسناد معلول ففه
يعقوب بن موسى ضعفه ابن الجوزي( )، فيه مسلمة بن راشد قال عنه أبو حاتم مضطرب( )
وراشد الحماني لم أجد له ترجمة قال الحافظ بن حجر في التبيين( ): في إسناده مجاهيل
وضعفاء فالحديث ضعيف والله أعلم.
عن علي رضي الله عنه أن النبي
قال:" أن رجب شهر عظيم
من صام منه يوما كتب الله له صوم ألف سنه ومن صام يومين كتب الله له صيام آلفي
سنه... الحديث".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات( ) والسيوطي( ) في
اللآئي ووافقهم ابن عراق في تنزيه الشريعة( ) وأخرجه الحافظ بن حجر في التبيين( )،
والشوكاني( ) في الفوائد من طرق عن إسحاق ابن إبراهيم الختلي عن الحسين بن علي بن
يزيد الصدائي عن أبيه عن هارون ابن عنترة عن أبيه عن علي مرفوعاً، وفي هذا الإسناد
علل: ففيه إسحاق بن إبراهيم وقد اتهمه ابن حجر بالوضع( ) وقال: وهو حديث موضوع
لاشك فيه والمتهم به الختلي1.هـ وفي إسناده أيضاً علي بن يزيد الصدائي ضعفه ابن
الجوزي( ) وذكره ابن حبان( ) في المجروحين وفيه هارون بن عنترة قال عنه الحافظ ابن
حبان : منكر الحديث جداً وقال أيضاً : لا يجوز الاحتجاج بهارون يروي المناكير
الكثيرة حتى يسبق قلب المستمع لها انه المتعمد( ) لها، وقال الدارقطني: ( ) متروك،
وعلى هذا فالحديث موضوع كما قرر الأئمة المتقدمين في الذكر وآفته من هؤلاء الثلاثة
الختلي والصدائي وهارون بن عنترة.
عن أبي ذر أن النبي
قال:" من صام يوما من
رجب عدل صيام شهر ومن صام سبعة أيام غلقت عنه أبواب الجحيم السبعة ومن صام منه
ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية ومن صام منه عشرة أيام بدل الله سيئاته
حسنات ومن صام منه ثمانية عشرة ناداه مناد أن قد غفر لك ما مضى فاستأنف العمل".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات( ) والسيوطي في
اللآلئ( ) والحافظ ابن حجر في تبيين العجب( ) والشوكاني في الفوائد المجموعة( ) من
طرق عن رشدين بن سعد عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن أبي ذر مرفوعاً وفي
هذا الإسناد علل: ففيه رشدين بن سعد فال الدارقطني: ضعيف،( ) وقال النسائي( ) :
متروك، قال ابن حبان ( ): يقلب المناكير في أخباره على مستقيم حديثه وقال عنه
الحافظ( ) بعد سياقه للخبر متروك، والعلة الأخرى انه في إسناده الفرات ابن السائب
قال البخاري( ): تركوه منكر الحديث وقال النسائي( ) متروك الحديث وقال ابن حبان (
): يروي الموضوعات عن الإثبات، وذكره سبط ابن العجمي( ) في الكشف الحثيث وقال عنه
الحافظ ابن حجر( ) ضعيف بعد سياقه للخبر، قال ابن الجوزي رحمه الله: هذا حديث لا
يصح، يريد انه موضوع.
عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله :" رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر آمتي فمن صام رجبا إيمانا
واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر واسكنه الفردوس الأعلى ومن صام من رجب يوميين فله
من الأجر ضعفين ...ثم ذكر حديثا طويلاً جداً فيه أجور صيام رجب يوماً.." وفي
لفظ :"رجب شهر الله الأصم المنبتر الذي افرده الله تعالى لنفسه فمن صام يوما
إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر..الحديث".
هذا الحديث أخرجه باللفظ الأول ابن الجوزي في الموضوعات( )
والخطيب البغدادي( ) في ترجمة النقاش في تاريخ بغداد والحافظ في تبيين العجيب( )
وابن عراق في تنزيه الشريعة( ) كلهم من طريق النقاش بسنده إلى احمد بن العباس
الطبري عن الكسائي عن أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن أبي سعيد
مرفوعاً، وأخرجه باللفظ الثاني ابن عراق في تنزيه الشريعة وعزاه للحاكم( ) والحافظ
في تبيين العجب( ) والشوكاني في الفوائد المجموعة( ) من طريق عصام بن طليعة عن أبي
هارون العبدي به، أما اللفظ الأول ففي إسناده علل: الأولى: أن فيه أبو بكر النقاش
قال فيه الجورقاني( ): في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة، وذكره سبط( ) ابن العجمي
في الكشف الحثيث ونقل الخطيب في تاريخ بغداد( ) قول البرقاني: كل حديثه منكر وقول
طلعه بن محمد الحافظ: كان النقاش يكذب. قال ابن الجوزي( ):" هذا الحديث موضوع
على رسول الله والكسائي لا يعرف والنقاش متهم"
وقال ابن حجر( ): هذا حديث موضوع على رسول الله
والنقاش هذا هو مؤلف كتاب
شفاء الصدور وقد ملأ أكثره بالكذب والزور ولا يعرف لعلقمة سماع من أبي سعيد 1.هـ
قال الخطيب( )- عن كتاب النقاش- بل هو شفاء الصدور واللفظ المتقدم معلول فوق هذا
بعدم ثبوت سماع علقمة( ) من أبي سعيد كما تقدم في كلام الحافظ أما اللفظ الثاني
فمعلول أيضاً فيه عصام بن طليعة قال فيه ابن حبان: كان ممن يأتي بالمعضلات على
أقوام ثقاة، وقد ضعفه ابن الجوزي( )، وهذا الإسناد معلول أيضاً بأبي هارون العبدي
قال الحافظ في التقريب( ): متروك، فالحديث باللفظيين المتقدمين: موضوع كما قرره
الأئمة ابن الجوزي، والحافظ ابن حجر، وقال ابن عراق ابعد سياقه للخبر باللفظ
الثاني: "لعل الآفة أبو هارون فقد كذبوه حتى قالوا اكذب من فرعون( )".
وممن عده من الموضوعات أيضاً السيوطي في اللآلئ( ) والحوت في اسنى المطالب( )
والملا علي القاري في الأسرار المرفوعة( ) والألباني في ضعيف الجامع الصغير( ).
وقال ابن دحية( ) :وقد صبغ في هذا الحديث الكسائي ولا يعرفه أحد من خلق الله
وكلمات رسول الله منزهة عن هذا التخليط والتجازيف في
الجزاء على الأعمال من غير تقدير يشهد به الكتاب العزيز والسنة الثابتة.
عن أبي هريرة قال: من صام السابع والعشرين من رجب
كتب الله له صيام ستين شهراً وهو أول يوم نزل جبريل على محمد
بالرسالة".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل شهر رجب( ) والخطيب في تاريخ
بغداد( ) وابن دحية في أداء ما وجب( ) وابن حجر في تبيين العجيب( ) كلهم من طرق عن
علي بن سعيد الرملي عن ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب عن مطر الوراق عن شهر بن حوشب عن
أبى هريرة موقوفاً وفي هذا الإسناد علل: فقه علي بن سعيد الرملي قال الذهبي في
الديوان( ) : لم أعرفه وقال في المغنى( ): كأنه صدوق، وفيه مطر الوراق قال
النسائي( ): ليس بالقوي وقال الذهبي( ): تابعي صدوق، وفيه شهر بن حوشب قال عنه
الإمام مسلم في مقدمة صحيحة( ) أن شهراً نزكوه ونقل عن شعبة قوله( ): لقيت شهراً
فلم اعتد به، وقال الجرجاني: شهر لا يحتج بحديثه( )، وقال ابن حبان( ):" أن
شهرا كان يروى عن الثقات المعضلات وعن الإثبات المقلوبات وانه عادل عباد بن منصور
في الحج فسرق عيبته" واخرج هذه القصة أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق( )، وقال
الذهبي في السير( ) بعد أن ذكره :" فما ادري ما أقول".
قال ابن حجر بعد سياقه للخبر( ): وهو موقوف ضعيف الإسناد وهو
امثل ما ورد في هذا المعنى( ).1.هـ.
عن أبي هريرة أن النبي
"لم يتم صوم شهر بعد رمضان
إلا رجب وشعبان".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل شهر رجب( ) والطبراني في
الأوسط( ) والبيهقي في شعب الإيمان( ) وابن عساكر في جزئه( ) والحافظ ابن حجر في
تبيين العجب( ) والشجري في اماليه( ) كلهم من طرق عن يوسف بن عطية الصغار عن هشام
القردوسي عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة موقوفاً وقد جاء عند ابن عساكر بلفظ آخر
مع اللفظ المتقدم ولكن اللفظ الآخر جاء مرفوعاً عن النبي
:" لا آمر بصوم شهر بعد شهر
رمضان إلا برجب وشعبان" ولكن رفعه جاء عن أحد الرواة عن يوسف بن عطية الصفار
به ولم من أجد رفعه الاعد ابن عساكر ولكن مدار الار على يوسف بن عطية الصفار
ولافرق بين وقفه ورفعه ما دام جاء من طريق هذا الآفة، قال البخاري: منكر الحديث( )
وقال ابن حبان( ): كان ممن يقلب الأسانيد ويلزق المتون الموضوعة بالأحاديث الصحيحة
وقال الذهبي في المغنى( ): مجمع على تركه.
قال الحافظ ابن حجر بعد سياقه للخبر( ) :" هو حديث منكر من
اجل يوسف بن عطية فإنه ضعيف جداً".
عن عبدالعزيز بن سعيد( ) عن أبيه( ) قال: قال رسول الله :أن رجب شهر عظيم تضاعف فيه الحسنات فمن صام يوما من رجب كان
كصيام سنة ومن صام سبعة أيام اغلق عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام ثمانية أيام فتحت
له أبواب الجنة ومن صام عشرة أيام لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ومن صام خمسة
عشر يوما نادى منادي من السماء أن قد غفر لك ما قد سلف فاستأنف العمل وقد بدلت
بالسيئات الحسنات".
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان( ) وفي فضائل الأوقات(
) والخلال في فضائل شهر رجب( ) والطبراني في الكبير( ) والحافظ ابن حجر في
التبيين( ) كلهم من طرق عن عثمان بن مطر عن عبدالغفور أبو الصباح عن عبدالعزيز بن
سعيد عن أبيه مرفوعاً، وفي هذا الإسناد علل ففيه عثمان بن مطر قال عنه البخاري:
منكر الحديث، وقال ابن أبي حاتم: ضعيف منكر الحديث( ) وقال ابن حبان: كان ممن يروي
الموضوعات( ) وقال الحافظ :ضعيف( )، والعلة الأخرى أن فيه عبدالغفور بن سعيد أبو
الصباح، قال فيه البخاري( ): تركوه، منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان ممن يضع
الحديث على الثقاة( )، وقال النسائي( ) : متروك الحديث وقال ابن عدي( ): منكر
الحديث ضعيف، وفي ترجمة عبدالعزيز بن سعيد في ثقات ابن حبان( ) قال:ط عبدالغفور بن
عبدالعزيز الواسطي عندنا عنه نسخة بهذا الإسناد- يعني عبدالغفور عن عبدالعزيز بن
سعيد عن أبيه عن النبي -وفيها ما لا يصح البلية فيها من أبي
الصباح لانه كان يخطئ ويتهم"، فالحديث إسناده ضعيف لحال عثمان وعبدالغفور
والله المستعان.
عن انس أن النبي
قال:" أن في الجنة
نهرا يقال له رجب ماؤه اشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل من صام من رجب يوما
واحدا سقاه الله من ذلك النهر".
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان( ) وفي فضائل الأوقات(
) والخلال في فضائل( ) شهر رجب وابن الجوزي في العلل المتناهية( ) والحافظ ابن حجر
في تبيين العجيب( ) كلهم من طرق عن منصور بن زيد عن موسى بن عمران قال سمعت أنساً
وذكر الحديث، وقد وقع عند ابن حجر موسى بن عبدالله- الانصاري –وقال بعد سياقه
للخبر( ): أما موسى بن عبدالله الانصاري فإنه رجل ثقة معروف اخرج له مسلم وغيره
أما موسى بن عمران فلا يدري من هو وقد جاء منسوباً مجرداً في الرواية التي سقناها
واظن أن موسى يكنى أبا عمران واظن أن في رواية البيهقي وغيره عن موسى أبي عمران
فصحفها بعض الرواة عن موسى بن عمران ومثل هذا يقع كثيراً، ومنصور –وهو الصواب وليس
منصور بن يزيد فالثاني وهم وقد تضافرت الروايات بذكر(زيد) دون ياء في البداية كما
قرر هذا الحافظ عند كلامه على الخبر- لم اقف للمتقدمين فيه على جرح ولا تعديل 1.هـ
وفي إسناد ابن حجر محمد بن المغيرة عن منصور به قال ابن عدي- عن محمد بن المغيرة-:
أن يسرق الحديث وهو عندي ممن يضع الحديث( )، وقد حكم الائمةببطلان هذا الخبر، قال
ابن الجوزي: هذا لا يصح وفيه مجاهيل لا ندري من هم( ) وقال الذهبي في ترجمة منصور
بن زيد( ): حدث عن محمد بن المغيرة في فضل رجب، لا يعرف والخبر باطل وقد ضعفه
السيوطي في فيض القدير( ) وعده من الموضوعات ابن دحيه في أداء ما وجب( ) وضعف
إسناده الألباني في السلسة الضعيفة( ).
عن أبي سعيد الخدري
أن النبي قال:" رجب من اشهر الحرم وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة فإذا
صام الرجل منه يوماً وجرد صومه لتقوى الله نطق الباب ونطق اليوم قالا: يارب اغفر
له وإذا لم يتم صومه بتقوى الله قال أو قيل خدعتك نفسك".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل شهر رجب( ) وابن حجر في تبين
العجب( ) وقال أخرجه أيضا الاصبهاني النقاش، كلاهما من طرق عن إسماعيل يحيي بن
عبدالله التيمي عن مسعد بن كرام عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً وقد
غراه ابن عراق في تنزيه الشريعة( ) إلى ابن شاهين والديلمي ولم يذكر له سندا، وفي
سند الخلال وابن حجر المتقدم علقان: الأولى أن فيه إسماعيل بن يحيي التيمي فقد
ضعفه ابن الجوزي( ) وقال عنه ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقاة( ) وقال
الدار قطني : متروك كذاب( )، والعلة الثانية: أن في الإسناد عطية العوفي قال عنه
الحافظ ابن حجر في التقريب( ): صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً وقال النسائي:
ضعيف( )، وقد نبه الحافظ في التبيين( ) على أن هذا الحديث من الموضوعات وذكره ابن
عراق في التنزيه( ) على انه موضوع.
عن أنس أن النبي
قال:" من صام ثلاثة
أيام من رجب كتب الله له صيام شهر ومن صام سبعة أيام من رجب اغلق الله عنه أبواب
جهنم السبعة ومن صام ثمانية أيام فتح له أبواب الجنة الثمانية ومن صام نصف رجب كتب
الله له رضوانه ومن كتب الله له رضوانه لم يعذبه ومن صام رجب كله حاسبه الله
حساباً يسيراً".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات( ) وابن دحية في جزئه
الموسوم بأداء ما وجب( ) وابن حجر في تبيين العجب( ) كلهم من طرق عن عمرو بن
الأزهر عن أبان بن أبي عياش عن أنس مرفوعاً، وذكره السيوطي في اللآلئ( )، وابن
عراق في تنزيه الشريعة( )، والشوكاني في الفوائد المجموعة( ) وفي الإسناد المتقدم
علتان؛ الأولى: أن فيه عمرو بن الأزهر، قال عنه البخاري : يرمي بالكذب( ) وقال
النسائي: متروك( )، وقال الدارقطني: كذاب عن البصريين( )، وقال ابن حبان: كان ممن
يضع الحديث على الثقات ويأتي بالموضوعات عن الإثبات لا يحل ذكره إلا بالقدح فيه(
)، والعلة الثانية أن هذا الإسناد أبان أبي عياش وهو أسوء حالاً من عمرو قال شعبة
:" لأن أزني احب إلى من أن احدث عن أبان بن أبي عياش"، وقال الدارقطني:
متروك، وقال النسائي أيضاً: متروك، وقال الجوزقاني: ساقط، وضعفه ابن الجوزي وذكره ابن حبان في المجروحين لحافظ في التقريب: متروك، وهكذا
فقد أسقطه الأئمة، وقد حكم الأئمة على هذا الحديث بالوضع، قال ابن الجوزي: هذا
حديث لا يصح ففي صدره أبان1.هـ يريد انه موضوع وقد ذكره السيوطي وابن عراق
والشوكاني كما تقدم ووافقوا ابن الجوزي على الحكم بوضعه.
عن سلمان الفارسي أن النبي
قال:" في رجب يوم وليلة، ومن صام
ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمن صام مائة سنة وهو لثلاث بقين من
رجب وذلك اليوم الذي بعث الله عز وجل فيه محمداً.
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان
وفي فضائل
الأوقات وابن عساكر في جزئه وابن حجر في تبيين العجيب كلهم من طرق عن خالد بن الهياج عن أبيه عن سليمان التيمي عن أبي
عثمان عبدالرحمن بن مل عن سلمان مرفوعاً، وخالد بن الهياج وأبوه ضعيفان لذا قال
البيهقي :"ومن المناكير التي رويت في هذا الباب..." ثم ذكر حديث سلمان
هذا، وقال ابن حجر عقب سياقه للخبر:" هذا حديث منكر إلى الغاية وهياج هو ابن
بطام التميمي الهروي روى عن جماعة من التابعين وضعفه ابن معين وقال أبو داود :
تركوه وقال جرزه: الهياج منكر الحديث". وقال في التقريب :ضعيف روى عنه ابنه خال منكرات شديدة.
عن أنس أن النبي قال:ط في رجب": ومن
صام يوما كتب الله له به صيام سنة ومن خزن فيه لسانه لقنه الله عز وجل حجته عند
مسائلة منكر ونكيرو"
هذا الحديث موضوع كما قرره الأئمة وهو جزء من حديث انس الطويل
تقدم تخريجه.
عن أبي الدرداء قال:" من صام منه يوما تطوعاً يحتسب به ثواب الله ويبتغي
به وجه الله مخلصا أطفأ صومه ذلك غضب الله ...وذكر حديثا طويلاً جداً".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل رجب وابن حجر في التبيين كلاهما من طرق عد داود بن المحبر عن سليمان بن الحكم عن العلاء
بن خالد عن محكول أن رجلا سأل أبا الدرداء عن صيام رجب فقال: سألت عن شهر كانت
الجاهلية تعظمه ......ثم ذكر الحديث الطويل مرفوعاً، وهذا الإسناد فيه علل: أولها
أن فيه داود بن المحبر قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات وذكره سبط ابن
العجمي في
الكشف الحثيث وضعفه أبو نعيم الاصبهاني
وابن الجوزي وثانيها : إن في هذا الإسناد سليمان بن الحكم قال فيه النسائي:
متروك، وقال الذهبي في الميزان: ضعفه ابن الجوزي
وفيه أيضاً
العلاء بن خالد اتهمه الحافظ ابن حجر بالوضع وفيه أن مكحولاً لم يدرك أبا الدرداء،
فالحديث ساقط الإسناد مردود، قال الحافظ ابن حجر: وهذا حديث موضوع ظاهر الوضع قبح
الله من وضعه فوالله لقد وقف شعري من قراءته في حال كتابته فقبح الله من وضعه ما
أجرأه على الله ورسوله والمتهم به عندي :داود بن المحبر أو العلاء بن خالد كلاهما
قد كُذب ومكحول لم يدرك أبا الدرداء ولا والله ما حدث به مكحولاً قط.
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي
قال:ط من صام يومان من رجب وصلى أربع
ركعات يقرأ في أول كل ركعة مئة مرة آية الكرسي وفي الثانية مئة مرة قل هو الله أحد
لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات والسيوطي في اللآلئ وابن
عراق في تنزيه الشريعة واللكنوي في الآثار المرفوعة
وابن حجر من
طريق ابن الجوزي في تبين العجب والشوكاني في الفوائد المجموعة، كلهم عن حجر بن
هاشم عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً، وهذا الخبر آفته عثمان بن
عطاء قال البخاري في التاريخ : ليس بذاك وضعفه ابن معين، وقال ابن حبان: تكثر
روايته عن أبيه وأبوه لا يجوز الاحتجاج بروايته لما فيها من المقلوبات التي وهم
فيها ولا ادري البلية في تلك الأخبار منه أو من أبيه".
وفي الإسناد أيضاً والد عثمان واسمه عطاء بن 1.2 مسلم الخراساني
قال عنه الحافظ في التقريب: صدوق يهم كثيرا ويرسل ويدلس، وبهذا يتبين ضعف الإسناد
بل قال ابن الجوزي : هذا موضوع على رسول الله
واكثر رواته
مجاهيل وعثمان متروك عند المحدثين 1.هـ وذكر هذا الحديث ابن القيم في المنار المنيف بعد قوله: وكل حديث في ذكر صوم رجب وصلاة
بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى.
عن أبن عباس رضي الله عنهما أن النبي
قال:ط صوم أول من رجب كفارة
ثلاث سنين والثاني كفارة سنتين والثالث كفارة سنة ثم كل يوم شهر".
هذا الحديث أخرجه الخلال في فضائل شهر
رجب من طريق محمد بن بشر عن العقيلاني عن عمران
بن أبان- مولى عثمان – عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعاً، وفي هذا الإسناد من لم اقف
له على ترجمة كمحمد بن بشر والعقيلاني، قال في حاشية
كتاب فضائل شهر رجب للخلال:" وإسناده ضعيف
جداً فيه من لم اقف له على ترجمة كالعقيلاني وابن بشر وآخرون ثم كيف يروى حمران عن
عكرمة وحمران أعلى طبقة"، قلت: ولا يخفى نكارة لفظه وما فيه من المجازفة في
الأجور التي لم تنقل بأسانيد مرضيّة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire