أعلان الهيدر

الرئيسية أسرار صلاة الجماعة ومردوداتها على الفرد

أسرار صلاة الجماعة ومردوداتها على الفرد


أسرار صلاة الجماعة ومردوداتها على الفرد
أسرار صلاة الجماعة ومردوداتها على الفرد
صلاة الجماعة تضفي على القلب الطمأنينة، وتجلب الراحة من مكابدة الحياة ومشاق العمل، حيث يتوجه الفرد بقلبه وعقله وجسده إلى ربه ومولاه راجياً عفوه طامعاً في رضاه، منشغلاً بذكره ومناجاته، طارحاً همومه ومتاعبه، فتتغاشاه السكينة وتنزل عليه الرحمة ويشعر بالراحة والهدوء، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل خلق الله قاطبة، يقول لبلال مؤذنه: «أرحنا بها يا بلال» (رواه: أبو داود، وأحمد، والبغوي، والطبراني، وصححه الألباني في المشكاة)، أي أقم الصلاة لتجلب لنا الراحة من التعب والهناء والشفاء.
وقد فرض الله الصلوات الخمس في أوقات مختلفة، لا يجوز أدائها في غير هذه الأوقات إلا لذو عذر، وقد ناسب سبحانه هذه الأوقات ونوعها لتتناسب وتتكيف مع حركة ونشاط الإنسان في اليوم والليلة، فالصبح من بداية اليوم، والظهر مع ذروة العمل، والعصر يتوسط النهار، والمغرب في نهاية اليوم، والعشاء استعداداً للنوم، ولذا فإن أداء هذه الصلوات في جماعة تعين المسلم على مشاق الحياة والتكيف معها والتعامل مع كل أوقات اليوم والليلة، فتضفي هذه الصلوات على الفرد في تلك الأوقات مع أدائها وسط إخوانه إستقراراً نفسياً وثباتاً انفاعلياً، تجعله مهيئاً نفسياً وجسدياً للتعامل مع الحياة ومع كل
وقت بما يناسبه، فلا يصاب المسلم بالقلق والتوتر، ولا يغشاه فتور العمل ورتابة الروتين اليومي.
يقف المسلم في صلاة الجماعة بجوار أخيه المسلم في صفوف متساوية خلف إمام واحد هو أعلمهم، لا فرق بين بعضهم البعض أكتافهم متلاحمه وأقدامهم متلاصقه، ووجوههم متجة إلى الله بالذل والخشوع إليه، وهنا تبدو لنا حكمة الله البالغة من هذه الجماعة، عندما يشعر كل إمرؤ بأنه عند ربه مثل بقية إخوانه لا فرق بينهم ولا فضل لأحد على أحد، الحاكم بجوار المحكوم والقائد بجوار المقود، والغني إلى جانب الفقير والخادم مع المخدوم، الكل في هذا الموقف أمام الله سواء، الكل يرجو عفو ربه ويطمع في رضاه، وإن تفاوتت بينهم الحظوظ في الحياة فهي من قبيل الابتلاء وليس التفضيل، فيشعر كل فرد بالرضا والقناعة والتوافق النفسي والاجتماعي.
ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد ديانات تساوي بين معتنقيها في شعيرة من الشعائر على هذا الوضع وبهذا العدد في اليوم والليلة إلا في الإسلام، الذي لا يعرف العنصرية والتعصب، ومن الثابت كذلك غلبة السلوك الجماعي على السلوك الفردي، فالسلوك أو الاتجاه العام للجماعة يجذب أفراده للإيمان به والامتثال إليه، فحينما يتواجد الفرد بصفة مستمرة في جماعة خلقها الصدق وذم الكذب، فلا بد ستكون هذه صفته كذلك، وإن كان على غيرها فمع مرور الوقت سيتأثر بها حتى تصير صفته مثل جماعته، كذلك فإن التجمع لأداء الصلوات والالتزام بسننها وآدابها، يجعل كل فرد يكتسب مجموعة من القيم والأخلاق الفاضلة وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، أما الأفراد الذين لا تقام فيهم الصلوات، فإنهم بذلك يكونون في حوذة الشيطان عرضة لنهبه وإفساده، لأنهم لم يتحصنوا بها عليه، كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم في قوله: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية» (رواه أحمد، وأبو داود والنسائي، وحسنه الألباني في المشكاة).

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.