أعلان الهيدر

الرئيسية فلسطين في العصر الحديث والمعاصر و عملية بعث اليهود

فلسطين في العصر الحديث والمعاصر و عملية بعث اليهود

فلسطين في العصر الحديث والمعاصر و عملية بعث اليهود 
فلسطين في العصر الحديث والمعاصر و عملية بعث اليهود
 
* شهد القرن الخامس عشر تصاعدا في اضطهاد اليهود في كل اوربا حيث كان يتم ترحيلهم من مدينة لاخرى .
* وفي الربع الاول من القرن السادس عشر أعلن المصلح الديني البروتستانتي , "مارتن لوثر كنج" عام 1523 في كتابه "المسيح ولد يهوديا" . تبنيه لفكرة ,ان اليهود هم ابناء الرب, والاخرين هم الغرباء , والتي كانت ايذانا بانطلاق المسيحية الصهيونية .
* بعد انفصال انجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية بأمر الملك هنري الثامن , عام 1538 راجت البروتستانتية, التي انتعشت معها المسيحية اليهودية .
* اعتبرت انجلترا (التي لم تكن تسمح لليهود بالاقامة فيها) بعد ذلك ,نفسها صاحبة مهمة مقدسة, في عملية بعث اليهود ,واعادتهم الى "اورشليم ", كخطوة ,نحو تحقيق عودة المسيح المنتظر, ليحكم العالم الف عام سعيدة. "المللينية " (مروان البحيري , اليهود في اوربا الغربية مابين 750 –م 1850,القضية الفلسطينية , اتحاد الجامعات ).
* كما راجت هذه الفكرة , في الاوساط الادبية, و الفلسفية والسياسية , خلال القرنين السابع والثامن عشر.
لاشك ان الدافع الديني, كان احد العوامل التي وقفت وراء دعم. اقامة كيان يهودي, ولكن هناك العديد من العوامل الاخرى ,كانت هي الاقوى والمحرك الاساسي نحو تحقيق هذه الغايةونقصد بها "المصالح والاطماع الامبريالية " .
* فإثر احتلال فرنسا لمصر,عام 1799, استشعرت بريطانيا المخاطر التي تهدد مصالحها, خاصة بعد ظهور اعلان في جريدة الشعب الفرنسي الرسمية , يدعو يهود اسيا وافريقيا الانضمام الى نابليون ومساعدته في "استرجاع "القدس القديمة"!!! .
كان نابليون قد احتل غزة ويافا لكنه عجز عن فتح عكا , وسواء كانت دعوته بهدف نيل دعم اليهود له, في ظل ظروفه القائمة , او لاقامة محمية يهودية في فلسطين تحت الرعاية الفرنسية .
* فان فكرته لم تحظى, بدعم اليهود, في حينها , وان راقت للبعض منهم , من الذين أدركوا في تلك الفترة المبكرة, أهمية الاستفادة, من ثروات اليهود الضخمة, في بناء كيان يجمعهم, كما ألهبت خيال البعض الاخر بحلم اقامة هذا الكيان .
سعت انجلترا بعدها الى تشكيل جمعية فلسطين فى لندن في عام 1804.
* بيد ان توسعات محمد علي والي مصر وسيطرته على بلاد الشام كانت وراء استشعار بريطانيا, للخطر الكبير, الذي يتهدد مصالحها الإمبراطورية ,باعتبار بلاد الشام على طريق مستعمراتها في الهند.
* ولأسباب استعمارية اخرى, اندفعت بريطانيا بكل قوتها, للاستئثار بمشروع توطين اليهود في فلسطين, انطلاقا من قناعتها التامة, بأن من شأن مثل هذا المشروع ,ان يشكل حاجزاً بشرياً في وجه توسعات محمد على، كما سيكون ضماناً لأمن مواصلات الطرق الى مستعمراتها الشرقية ، باعتبار أن اليهود, سيكونون أداة مخلصة لها في المشرق العربي.
* وكان وراء دفع بريطانيا لتحقيق هذا المشروع, الاستعماري , التقاء المصالح بين كل من موسى مونتفيوري, اليهودي البريطاني, واللورد شافستسبري , واللورد بالمرستون ,وزير الخارجية البريطاني آنذاك, وغيرهم .
* حتى ان بالمرستون,- ودون الانتظار لموافقة الدولة العثمانية المنشغلة في نزاعها مع محمد علي،- قام بإنشاء أول قنصلية بريطانية في القدس, عام 1839 لأسبابه الاستعمارية البحتة.
* وكانت إحدى مهام القنصلية, رعاية شؤون اليهود وترتيب إقامتهم, بدعوى حماية الأقليات في فلسطين .
في 11اغسطس عام 1840 كتب بالمرستون الى السفير البريطاني في القسطنطينية يحثه على اقناع السلطان بتشجيع اليهود على العودة والتوطن في فلسطين .
* وذكرت صحيفة التايمز اللندنية ,في17 اغسطس من العام نفسه حول ارجاع اليهود ,مايلي:"لم يعد اقتراح وضع الشعب اليهودي في ارض آبائه بحماية الدول الخمس مجرد فكرة بل اعتبارا سياسيا جادا".
* وقد تأسست اول اسقفية انجليكانية بروتستانتية في القدس عام 1841
,يرأسها" ميشيل اسكندر" الذي كان قد تحول من اليهودية الى المسيحية , وكان خبيرا بالنشاط التبشيري بين اليهود.
ان دبلوماسية الارساليات التبشيرية كثيرا ماتقاربت مع توجها ت الامبراطورية خلال القرن التاسع عشر.
* ففي عام 1844ترأس الكاهن" ت .كرايبس" جمعية بريطانية, مكرسة لتأسيس دولة يهودية" من الفرات الى النيل, ومن البحر الابيض المتوسط, الى الصحراء".مبررا أهمية المشروع ,بانه يقوي الامبراطورية ,بحراسة الطريق البري الى الهند .
* وفي نفس العام اقترح الكاهن "براد شو" ان يخصص البرلمان اربعة ملايين جنيه لمساعدة اعادة اليهود الى فلسطين شرط ان تجمع من الكنائس.
* جدير بالذكر , ان هناك العديد ,من مشاريع اسكان اليهود في فلسطين وضعها ساسة ,ورجال دين, بريطانيين , في تلك الفترة .من امثال "تشرشل", و"منتوفيوري", و"جولر", وغيرهم .
* وفرنسيين ايضا نذكر منهم ,"جوزيف سلفادور", الفرنسي اليهودي , الذي دعا الى تأسيس "دولة يهودية", لتصبح صلة وصل بين العالم الغربي والشرقي,لتحقيق وحدة الكرة الارضية بأسرها, لتصبح معه القدس ,العاصمة العالمية ,للتكتلين موحدي الشرق والغرب!!!!.
* ولتحقيق هذه الغاية, نصح اليهود ,باعتناق المسحية اولا , كي يصبحوا اقدر فيما بعد, على تحويل المسيحيين,الى اليهودية .
* و في عام 1847 اعلن بالمرستون انه بامكان اي يهودي في اوربا يعاني من اي اضطهاد ,طلب الحماية من القنصل البريطاني في فلسطين.
* اثر هزيمة محمد علي, و بعد حرب القرم, زادت الديون الخارجية على الدولة العثمانية , (الامر الذي شكل بداية نهايتها) حين اخذ النفوذ الاجنبي في الدولة العثمانية وولاياتهاالعربية بالانتشار و الازدياد .
* كما ازداد تنافس الدول الاستعمارية الكبرى مابين 1860 -1880 , مثل فرنسا, وايطاليا, والنمسا, وروسيا القيصرية, للاستيلاء على مزيد من المستعمرات .
من خلال الحصول على, امتيازات, في ولايات الدولة العثمانية ,وشراء اراضي ,واقامة قنصليات , ومؤسسات, دينية, و ثقافية, وصحية, وخدمات اخرى مغلفة بثوب ديني.
* الا ان انجلترا هي التي فازت في هذا السباق المحموم, لانشاء كيان لليهود في فلسطين .
* الامر الذي عرض مستقبل فلسطين للخطر الداهم , بسبب تفرد نوع الغزوة الانجلو- صهيونية , وأهدافها الاحتلالية الاجلائية الاستيطانية العنصرية .
فبرغم كل صنوف الغزوات والغازين على فلسطين , عبر العصور الا انها لم تؤثر عليها بشكل جوهري سواء على ارضها او شعبها ,كما فعلت هذه الغزوة.
* تجدر الاشارة هنا الى بروز مشكلة الفائض البشري اليهودي في اوربا ,اثر تغير نمط الانتاج من زراعي, الى صناعي, مع بداية القرن التاسع عشر, بعد التحول من النظام الاقطاعي ,الى النظام الرأسمالي , ,و الذي ساهم في تهميش دور اليهود التاريخي, القائم على اعمال الوساطة, والتجارةو والربا , فتدهورت اوضاعهم بعنف .
* مادفع بموجات كبيرة من المهاجرين الى اوربا الغربية, التي كانت تشهد فترة رواج اقتصادي , دفع اليهود المقيمين فيها للاندماج في مجتمعاتهم (عن طريق التزاوج الذي بلغت نسبته نحو 50%). ومما ساعد على الاندماج ايضا, رواج الافكار التحررية, التي سادت بعد الثورة الفرنسية , والاستقلال الامريكي, فضلا عن بروز, تيار اصلاحي جديد ,لتطهير الدين اليهودي من محتواه العنصري والقومي.
* وعلى هذا النحو ,اضحت هجرة يهود شرق اوربا, وبالا على يهود اوربا الغربية, لما نجم عنها من ضغوط اقتصادية, كان لها انعكاسات سلبية على المجتمعات الغربية بكاملها, عادت معها فكرة معادات السامية من جديد.
وقد اصبحت هذه الفكرة منذ الان فصاعدا , احدى الدعامات الهامة في دفع اليهود نحو التوجه الصهيوني كفكر استعماري ,لحل مشكلة اقتصادية,اجتماعية , بالتوازي مع حركة التوسع الاستعماري الغربي .
* و قد كانت جهود مؤسس الفكر الصهيوني, اللورد" شافتسبري" - الذي كان يطالب بحل المسالة اليهودية, والتخلص من الفائض البشري اليهودي عن طريق ايجاد قاعدة للاستعمار, والحضارة الغربية, في قلب الدولة العثمانية ,- قد كللت بالنجاح, حين أسس صندوق اكتشاف فلسطين عام 1838. وافتتح القنصلية البريطانية بالقدس عام 1839 .
* وهكذا استغلت البرجوازية والراسمالية الغربية اليهودية و البريطانية , الفكر الديني ,ووظفته بما يخدم مصالحها ,فقام منظروها بتغليف الاهداف ,الامبريالية الاستيطانية الاحلالية الاجلائية لليهود, بأفكار دينية وعملوا على احياء فكرة "أرض الميعاد" , وروجوا, للخلاص اليهودي ,و للفوائد الجمة التي سيجنيها اليهود, وفرص العمل الكبيرة ,والاستثمارات الضخمة, فيما اذا اصبح لهم وطن خاص بهم .
* لعبت القنصلية , البريطانية دورا كبيرا في تثبيت اقدام اليهود في فلسطين , بواسطة تجميعهم, ومنحهم فرص عمل في مزارعها , ثم في منحهم, جوازات سفر بريطانية, لتسهيل تملكهم للاراضي . عبر الالتفاف حول القوانين العثمانية القاضية ,بحظر إقامتهم ،أوامتلاكهم للاراضي في فلسطين .
* ولكنهم ,كانوا يحصلون على أراضي الدولة, بواسطة, دفع رشاوى للولاة العثمانيين .
* وقد توجت مساعي ,شافتسبري, و بالمرستون ,ومنتفيوري, باصدار اعلان ,مسئولية بريطانيا,عن تحقيق مشروع اسكان لليهود فى فلسطين فى 17 فبراير 1841, بما يمكن اعتباره مسودة لصك بالفور عام 1917 اللاحق..
* وكان دافيد جوردن (1826 -1886 ) قد نادى بما اسماه "دين العمل" و"العمل اليدوي " مشددا على اهمية استعمار اليهود لفلسطين لتحويل اليهود الى أمة كغيرها من الامم.
* واستجابة لهذه الدعوة تأسست عام 1861 " المؤسسة العبرية اللندنية لاستعمار الاراضي المقدسة ".
* وفي عام 1861 تأسس " التحالف الاسرائيلي العالمي في فرنسا بقصد حماية اليهود وتحسين احوالهم في العالم بشكل عام وفي الاراضي الاسلامية بشكل خاص .!!
* وقد حصل هذا التحالف عام 1870 من الدولة العثمانية على 2600 دونم من الاراضي, وأنشا عليها مدرسة "ميكفا اسرائيل" (بمعنى امل اسرائيل ) بهدف تدريب اليهود على الاعمال الزراعية, وتوطينهم في فلسطين على نطاق واسع .
* كما تأسس عام 1865 صندوق استكشاف فلسطين , وبرغم واجهة" التنقيب الاثري" , التي توارى خلفها الا ان أ هدافه الاستعمارية كانت واضحة , فقد أعلن رئيسه "ان فلسطين ملك لنا وهي ارضنا التي نتوجه اليها كأساس لكل امالنا ".
* وتشي طبيعة من تولوا القيام بالمهمة في هذا الصندوق بأهدافه فمعظمهم , من ضباط وزارة الحربية, وسلاح الهندسة الملكية,ورجال المخابرات.
* والذين أصبح لهم شأن في الاستعمار البريطاني , لفلسطين ومصر لاحقا , ومنهم ,لورنس اوليفانت ,كوندرو, وكتشنر.
* ولورنس هذا هو الذي وضع عام 1880 , مشروعا للاستيطان , في منطقة واسعة, ذات استقلال ذاتي , ضمن محمية بريطانية في منطقة سوريا الجنوبية , وأطلق عليها اسم "أرض جلعاد".
* وطالب بانشاء خط سكة حديد يربطها مع حيفا ودمشق ومصر 0 وحظي مشروع اوليفنت على موافقة وزير خارجية بريطانيا, آنذاك, اللورد" سالزبوري" , وعلى موافقة رئيس الوزراء البريطاني , اليهودي" دزرائيلي " وكان يشار الى أوليفنت, بأنه "الماشيح" او "قورش الثاني".
* في حين ان كتشنر, كان يرى, ان فلسطين ارضا تخص اليهود
* اما كوندرو, فقد كان لمقالاته, وابحاثه, اثرا كبيرا في تزايد هجرة اليهود الى فلسطين .
* جدير بالملاحظة, ان عمليات الاستيطان في فلسطين كانت بالنسبة لاوليفنت, وروتشيلد, ومنتوفيوري, وغيرهم, عملا استعماريا, سيعود بفوائد اقتصادية, وسياسية, بعضها فوري, والاخر طويل المدى.
* وفي عام 1868 اسست جماعة استيطانية مسيحية صهيونية, تدعى " فرسان الهيكل" سبع مستوطنات, في فلسطين .
* كما أسست بريطانيا ,في نفس العام , صندوقا لمسح سيناء, والقيام بالأعمال الطبوغرافية الأخرى ، لتكون كبديل, لاسكان اليهود فيها, فى حالة عدم تمكنهم من فلسطين.
* وكإجراء عملي، أرسلت انجلترا عام 1871 لجنة فنية متخصصة إلى فلسطين لمسح أراضيها من تل القاضي, في أقصى الشمال, إلى بئر السبع, في أقصى الجنوب, واستغرق عملها ست سنوات كاملة . وكان ذلك بهدف تحديد تخوم مشروع الإسكان اليهودي ليحظى بأخصب الأراضي وأهمها استراتيجية وقرباً من مصادر المياه.
* وفي 30 ديسمبر من عام 1881 نوقش في مؤتمر" فوكساني" في رومانيا موضوع هجرة اليهود واستيطانهم في فلسطين , قام بالتحضير لهذا المؤتمر "لورنس اوليفنت" المشار اليه انفا .
* في عام 1882 تدفق يهود شرق اوربا, الى كل انحاء العالم, حتى بلغ عدد من هاجروا نحو 30 مليون يهودي استقر نحو 80% منهم في الولايات المتحدة الامريكية , واطلق على هذه الهجرة ,بالهجرة اليهودية الكبرى.
في نفس هذا العام تأسست جماعة" احباء صهيون" في روسيا .وبدأت عمليات هجرة جماعية الى فلسطين,( الهجرة الاولى ) قامت بها جماعة البيلو.
وكانت موجات العداء لليهود في وسط اوربا قد تصاعدت مابين 1879-1881 .
ومع ازدياد النشاط الاستعماري البريطاني ,- منذ تولى دزرائيلي, البريطاني الصهيوني , رئاسة الوزارة للمرة الثانية عام 1874- ثم ما تبعه, من احتلال بريطانيا لمصر عام 1882 وتوطد أقدامها في المشرق العربي. انتعشت امال الصهيونية , في دفع بريطانيا باتجاه توطينهم, في وادى عربة, فى جنوب فلسطين ما بين عام 1883-1884.
وبالفعل قدمت الحكومة البريطانية في مصر كل التسهيلات , لانجاز تلك المهمة , ولكن لاسباب متعددة لم ينجح المشروع .
وفي عام 1883 تبنى البارون" ادموند روتشل" الثري اليهودي , قضية الاستيطان الصهيوني في فلسطين.
في عام 1884 اقيمت مستوطنة ريشون ليزيون . وتم انشاء 19 مستوطنة اخرى , حتى عام 1900 .
ومع تزايد هجرة اليهود من روسيا وبولونيا الى الاحياء الشرقية من لندن , وازدياد المعارضة والتخوف من ازدياد موجة العداء للسامية.
في عام 1902 شكلت بريطانيا لجنة تحقيق, بسبب المشكلة اليهودية , شهد هرتزل امامها, بأن اليهود, يحملون معهم اللاسامية ,اينما حلوا, واقترح على الساسة الانجليز ,اقامة مستعمرة يهودية, خاضعة للتاج البريطاني, في شبه جزيرة سيناء, او قبرص, كقاعدة انطلاق لاحتلال فلسطين ,متى سنحت الفرصة.
اثر ذلك اصدرت بريطانيا عام 1902 قرارا باغلاق حدودها في وجه المهاجرين اليهود .
كما حاول هرتزل مع السلطان العثماني عبد الحميد,عدة محاولات لدفعه لقبول استيطان يهودي في فلسطين, ولانشاء جامعة عبرية ,ملوحا بالفوائد الجمة التي ستعود على الدولة العثمانية , في حالة الموافقة . ولكن جهوده, باءت جميعها بالفشل .
مما قد يفسر اسباب الاطاحة بالسلطان عبد الحميد لاحقا , اثر قيام الانقلاب العثماني عام 1908, ,على يد جمعية "الاتحاد والترقي" , التي كان معظم اعضائها من يهود" الدونمة ",( الذين تظاهروا بانهم مسلمون خشية التعرض للاذى, في الدولة العثمانية ) والماسونيين, فضلا عن تأثر العديد من اعضاءها بالصهيونية .
وبهدف دفع بريطانيا بقوة نحو إنجاز مشروع الاستعمارالاستيطاني الصهيوني, في فلسطين، أعلن هرتزل عام 1902 عن مدى أهمية مثل هذا المشروع لبريطانيا, لما ستؤمنه الدولة اليهودية في خدمة مصالحها .
حين ستشكل رأس حربة لأوربا, وجزءاً من استحكاماتها كموقع أمامي للحضارة, في مواجهة البرابرة، يكون ذلك , مقابل ضمان تأمين وحماية أوربا لهذه الدولة .( كان هرتزل قد عرض مشروعه هذا على القيصر الالماني ويلهيلم الثاني في القدس ايضا )!!.
الا ان التفاف المصالح الإمبريالية البريطانية مع مصالح حركة الاستعمار الصهيوني , اتت اكلها, و بلورها مؤتمر بال عام 1897 الذي ارسيت خلاله, اسس " الدولة اليهودية " وفق تعبير " هرتزل " .
الذي كان شديد الحرص على الحصول على " براءة " لاستيطان فلسطين,وماحولها,بهدف السيطرة عليها سيطرة تامة .
من خلال تأسيس, جيش ,واسطول بحري, وفرض الجندية الاجبارية على اليهود حصرا , بدعوى ضمان حماية حدود فلسطين وسورية ,والدفاع عن الولايات العثمانية, في اسيا ضد اي هجوم, وتهجير عرب فلسطين اصحاب البلاد الاصليين .
ويعتبر نهج هرتزل هذا , استمرارا للنهج الاستعماري الغربي الذي ظل يمارس, منذ قرون وكانت اهم ادواته "البراءات" التي كانت تمنح للشركات الاستيطانية والاستثمارية , فى اسيا وافريقيا من قبل الدول الاستعمارية الكبرىوخاصة , بريطانيا.
كتلك البراءة التي حصل عليها "سيسل رودس" عام 1889 لاستعمار, ما وراء نهر الزامبيزي في افريقيا .اذ كان رودس, يرى, ان الاستعمار الاستيطاني, هو الحل الامثل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية في اوربا .
• .وقد كان لهرتزل, مااراد فقامت "الشركة اليهودية" التي جسدتها مجموعة مؤسسات رسمية خطيرة, منها ":
الصندوق اليهودى القومى"( عام 1901 ). الذي توضح اول مادة من اهدافه , المخطط الصهيوني الاجلائي الاحتلالي, الاستيطاني, العنصري :" ان الشركة ستعمل على استملاك الاراضي( وردت كلمة استملاك في نصوص القوانين البريطانية بمعنى مصادرة او الاستيلاء )في تركيا الاسيوية ,وشبه جزيرة سيناء ,او اي جزء منها بهدف توطين اليهود, في تلك الاراضي . وتعتبر هذه الاراضي, التي بحوزة الصندوق ,ملكا ابديا لليهود, واية حقوق فيها, في المنطقة التي تضم, فلسطين, وسوريا وأية اجزاء اخرى منها, لايجوز بيعها او التصرف فيها, الا عن طريق تأجيرها لليهود".
في عام 1906 تأسست المدرسة اليهودية العليا في يافا .
كما أنشات شركة تطوير فلسطين ( عام 1908 ) .
و كذا مكتب فلسطين , في يافا , في نفس العام ,وهو وكالة مركزية للاستيطان اليهودي تحت ادارة ارثر روبين.( سجلت كلها فى لندن كشركات مساهمة محدودة ) وقد أخذت على عاتقها, مهمة تنفيذ اقامة الكيان الصهيونى فى فلسطين .
في 1909 قررالصهيونيين العمليين في هامبورج انشاء المستوطنات التعاونية الكيبوتز والموشاف .التي اشرف عليها روبين, انف الذكر والتي اصبحت, رأس حربة الاستيطان في فلسطين .
انشات ايضا في نفس العام مدينة تل ابيب.
كما تشكلت في عام 1908 اول مجموعة يهودية عمالية مسلحة باسم" هاشومير" بمعنى, الحارس ,لحراسة المستوطنات وفرض عمليات الاستيطان.
وتميزت هذه المرحلة بظهور تنظيم عمالي حزبي بين صفوف مهاجري الموجة الثانية .
في عام 1912 تأسس حزب اجودات اسرئيل (وحدة اسرائيل )في بولندا ويدعو هذا الحزب لحل المشكلة اليهودية وفقا للتعاليم التوراتية .
وعلى هذا النحو , اصبحت الصهيونية, منذ الآن فاصاعدا حركة سياسية ,استعمارية, عنصرية متطرفة," لا تشغلها الأفكار الدينية ,والتراث, إلا بمقدار ما تخدم الاستيطان الإمبريالي, الذي ترمي اليه", طبقا لتعريفات "هرتزل ".
شهد عام 1904 تدفق موجات الهجرة الثانية الى فلسطين والتي استمرت حتى عام 1914 .
وفي عام 1906 اعادت بريطانيا محاولة ثانية لتوطين اليهود في سيناء ذات القداسة ,بالنسبة لهم , حيث ارسلت لجنة فنية علمية ,متخصصة ,لمسح, اراضي سيناء, ولكن لم تكلل جهودها بالنجاح.
فسعت بريطانيا عام 1906 لترسيم حدود فلسطين مع مصر جنوباً , تمهيدا لتحديد التخوم المزمع انتزاعها لتصبح "الوطن القومي " لليهود في فلسطين.
خاصة وان هذا العام شهد اتصالات مكثفة بين ارثر بالفور, وحاييم وايزمان .
ولذا عملت بريطانيا بهمة ونشاط , على تحقيق , انشاء كيان لليهود في فلسطين ,خاصة وان اللجنة الفنية لعام 1871,حددت افضل المواقع في فلسطين, ليتم انشاء هذا الكيان عليها .
كما ان بريطانيا مارست ضغوطا قوية منذ عام 1858 لتغيير العديد من قوانين الاراضي, والشركات العثمانية, لتصب في خانة تمكين اليهود, من السيطرة على اراضي فلسطين , وعلى مواردها الاقتصادية .
وهكذا, تكتل الصهيونيين , مع الاستعمار الامبريالي الغربي لحل المشاكل المشتركة بينهم , لتحقيق اهدافهم التوسعية ,الاجلائية ,الاحلالية ,العنصرية , على حساب العرب .
وعلى هذا النحو نلاحظ بأن نتائج اعمال كل المؤسسات سابقة الذكر, سواء, الاستكشافية , أوبعثات التنقيب عن الاثار التوراتية , والمؤسسات الدينية التبشيرية , و المراكز الثقافية , والصحية , والمؤسسات السياسية, و الاقتصادية, و المالية والعسكرية, والبعثات الفنية , والمدارس الزراعية , على اختلاف مشاربها, صبت , في خانة خدمة الصهيونية والاستيطان اليهودي في فلسطين وعلى حساب انتزاع أراضيها واقتلاع شعبها لمصلحة اليهود, والصهيونية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.