فضل الصلاة في شهر رجب
وفيه ستة أحاديث
عن انس أن النبي
قال:" لا تغفلوا عن
أول ليلة من رجب فإنها ليلة تسميها الملائكة الرغائب....الحديث" وهو حديث
طويل يعرف بحديث صلاة الرغائب وصفتها كما يزعم واضعها أن يصلي في أو ليله من رجب
وورد في أول جمعة بين المغرب والعشاء أثنى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب
وسورة القدر ثلاث مرات والإخلاص اثنتي عشرة مرة.... إلى آخر هيئتها.
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات( )، والسيوطي( ) في
اللآلئ، وابن دحية في أداء ما وجب( )، والحافظ ابن حجر في تبيين( ) العجب، وابن
رجب في الطائف المعارف( )، كلهم عن محمد بن إسحاق بن منده عن أبي الحسن علي بن
عبدالله ابن جهضم عن علي بن محمد بن سعيد عن خلف بن عبيدالله عن حميد الطويل عن
انس مرفوعاً، وهذا الإسناد معلول وعلته علي بن عبدالله بن جهضم، وهو متهم عند
الأئمة بوضع الحديث، قال عنه الذهبي في الميزان:متهم بوضع الحديث( )، وقال ابن حجر
في اللسان( ): اتهموه بوضع صلاة الرغائب، وذكر له سبط ابن العجمي ترجمة في الكشف(
) الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، قال ابن الجوزي( ) : هذا حديث موضوع على رسول الله وقد تعموا به ابن جهضم ونسبوه إلى الكذب وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ
يقول: رجاله مجهولون وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم 1.هـ قال الذهبي( ): بل
لعلهم لم يخلوا، وقال ابن دحية( ): واما صلاة الرغائب فالمتهم بوضعها علي بن
عبدالله بن جهضم وضعها على رجال مجهولين لم يوجدوا في جميع الكتب، وقد بين( ) ابن
رجب إن هذه الصلاة بدعة وسمى بعض الإعلام الذين قالوا بذلك، قال ابن حجر( ):
والمتهم بها عندي هو علي بن عبدالله بن جهضم.
عن علي رضي الله عنه إن النبي
قال:" من أحيا ليلة من
رجب وصام يومها أطعمه الله من ثمار الجنة إلا من فعل ثلاثا من قتل نفساً أو سمع
مستغيثا يستغيث بليل أو نهار فلم يغثه أو شكى إليه أخوه حاجه فلم يفرج عنه".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات( ) والخلال في فضائل
رجب( ) وابن عراق في تنزيه الشريعة( ) والسيوطي في اللآلئ( ) والشوكاني في
الفوائد( ) كلهم من طرق عن حصين بن مخارق عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عن
أبيه عن جده مرفوعاً، وفي إسناد هذا الخبر علل : أولها: أن فيه حصين بن مخارق قال
الدارقطني( ) : متروك وذكره الذهبي في الميزان وضعفه( ) وثانيها: ان فيه أبو حمزة
الثمالي واسمه ثابت ابن أبي صفية الثمالي، قال ابن معين( ) : ليس بسئ، وقال
الذهبي( ) : متفق على ضعفه، وقال الحافظ ابن حجر في التقريب( ) :ضعيف رافضي، وبهذا
يتبين أن الحديث موضوع قال ابن الجوزي( ): هذا حديث موضوع على رسول الله والمتهم به حصين وقال الشوكاني( ) في إسناده وضاع.
عن انس أن النبي
قال:" في رجب ليله
يكتب للعامل فيها حسنات مئة سنة وذلك لثلاث بقين من رجب فمن صلى فيها اثنتي عشرة
ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرأن يتشهد في كل ركعتين ويسلم في
أخرهن ثم يقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر مئة مرة ويستغفر
مئة مرة ويصلي على النبي مئة مرة ويدعو لنفسه بما شاء من أمر
دنياه وأخرته ويصبح صائما فان الله يستجيب دعاه كله إلا أن يدعو في معصية".
هذا الحديث أخرجه البيهقي في شعب الإيمان( ) وفي فضائل الأوقات(
) وأخرجه ابن عساكر( ) في جزئه وابن حجر في تبيين العجيب( ) وابن عراق في تنزيه
الشريعة( )، كلهم من طرق عن عيسى ابن غنجار عن محمد بن الفضل عن أبان بن 1.2 عياش
عن انس مرفوعاً وفي هذا الإسناد علل فعيسى بن غنجار ضعفه ابن الجوزي( ) وقال عنه
الحافظ: صدوق ربما اخطأ( )، وفي هذا الإسناد أيضاً محمد بن الفضل قال النسائي :
متروك الحديث( ) وقال ابن حاتم( ): ذاهب الحديث ترك حديثه وقال الحافظ في التقريب:
كذبوه( )، وفيه ابان بن أبي عياش وهذا قد أسقطه الأئمة وتركوا حديثه( )، وبهذا
يتبين ضعف هذا الإسناد وقد حكم الأئمة على هذا الخبر بالوضع فقد عدّه عراق من
الموضوعات كما في تنزيه الشريعة( ) وقال: وفيه متهمان محمد بن الفضل وابان بن أبي
عياش.
عن انس قال: خطبن رسول الله قبل رجب بجمعة فقال: أيها الناس انه قد أظلكم شهر عظيم، شهر رجب شهر الله
الأصم تضاعف فيه الحسنات وتستجاب فيه الدعوات ويفرج فيه عن الكربات ..." وذكر
حديثا طويلا جدا فيه ذكر أجور لمن صلّى فيه ولمن صام، أو تصدق، أو قرأ القرأن، أو
وصل لرحمه، أو عاد مريضاً ...وغيرها وسيأتي ضمن الأبواب، ومن فضل الصلاة في هذا
الخبر قوله :" فمن صلى فيه خمسين صلاة يقرأ في كل ركعة ما تيسر من القران
أعطاه الله عز وجل من الحسنات بعدد الشفع والوتر وبعدد الشعر والوبر، ومن صلى فيه
على جنازة فكأنما أحيا مؤودة..".
هذا الحديث أخرجه ابن عراق في تنزيه الشريعة( ) وابن حجر في
تبين العجب( ) وابن عساكر في جزئه( ) والشوكاني في الفوائد المجموعة( ) كلهم من
طرق عن محمد بن عمرو الأنصاري عن مالك بن دينار وابان بن أبي عياش عن انس مرفوعاً
وفي هذا الإسناد ابان بن أبي عياش وهو عالم قد أسقطه الأئمة( )، وفي سند ابن عساكر
علي بن يعقوب البلاذري قال عنه الذهبي في الميزان( ) "حدث بعد السبعين
والثلاث مئة بخبر باطل" يسير إلى هذا الخبر فقد حدث به سنة 374هـ كما ذكر ابن
عساكر في إسناده، واخرج ابن عساكر هذا الخبر فيترجمة البلاذري في تاريخ دمشق( )
وأشار إلى أن فيه انقطاعاً بين البلاذري هذا ومن روى عنه وقال:" هذا حديث
منكر بمرة لم اكتبه الأمن هذا الوجه"، وقال الحافظ ابن حجر عقب سياقه للخبر:
هذا حديث موضوع بمرة وإسناده مجهول"، وحكم بنكارته أيضاً الفتني في تذكرة
الموضوعات( )، والشوكاني في الفوائد المجموعة( ).
عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي
قال:" من صلى ليلة سبع
وعشرين من رجب اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل منها بفاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغ من
صلاته قرأ فاتحة الكتاب سبع مرات وهو جالس ثم يقول سبحان الله والحمد لله ولا اله
إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله أربع مرات ثم اصبح صائما حط الله
عنه ذنوبه ستين سنة وهي الليلة التي بعث فيها محمد
".
هذا الحديث أخرجه ابن عراق في تنزيه الشريعة( ) والحافظ في تبين
العجب( ) كلاهما بطرق عن محمد بن زياد ليشكري عن ميمون بن مهران عن ابن عباس
مرفوعاً، وهذا الإسناد معلول بمحمد بن زياد قال البخاري : متروك الحديث( )، وقال
الدارقطني( ) يكذب، وقال ابن حيان( ): كان ممن يضع الحديث على الثقاة وقال الحافظ(
) في التقريب: كذبوه. وقد عده عراق من الموضوعات وأورده ابن حجر في التبيين مقراً
وضعه عن انس أن النبي
قال:" من صلى ليلة
النصف من رجب أربع عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد مره وقل هو الله أحد عشرين مره
وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات فإذا فرغ من صلاته
صلّى علي عشر مرات ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مره بعث الله أليه
ألف ملك..........الحديث طويل".
هذا الحديث أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات( ) والسيوطي في
اللآلي( ) ووافقهما ابن عراق في التنزيه( ) وأخرجه ابن حجر في التبيين عن طريق ابن
الجوزي( ) واللكنوي في الآثار المرفوعة( ) عن الحسين بن إبراهيم بإسناده إلى محمد
بن يحيي عن أبيه عن انس مرفوعاً، قال ابن الجوزي( ):" وهذا موضوع ورواته مجهولون
ولا يخفى تركيب إسناده وجهالة رجاله والظاهر انه من عمل الحسين بن إبراهيم"
ووجه هذا ابن حجر بقوله( ):" هو الجوزقاني وهو صدوق أمين وله أوهام فلعل هذا
منها أو انه أخطأ في إسناده فادخل عليه إسناد آخر فوقع الخطأ او انه أورده في
الأباطيل والمو ضوعات"1.هـ قلت: وفي لفظ الحديث من المجازفة والنكارة ما يشعر
بوضعه ولكن الله اعلم من المتهم به لاسيما إن اكثر رواته مجاهيل.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire