تدريب
على إنتاج كتابي، أغناء نص سردي بالوصف، السنة
السابعة أساسي
الأرملة وابنها
النص
هجم الليل
المسرع على شمال لبنان مستظهرا على نهار
ابيض تساقطت فيه الثلوج على تلك القرى
المحيطة بالوادي. فبدت الحقول والهضاب صفحة بيضاء ترسم عليها الرياح خطوطا لمحوها
بعد ذلك وتلاعب بها العواصف مازجة الجو الغضوب بالطبيعة الهائلة.
البرد
قارس، والزمهرير هائج والليل اسود مخيف وكل شي بدا ميتا موتا قويا مريعا، وكانت في
منزل منفرد بين تلك القرى امرأة حالمة أمام موقد ملتهب النيران وبقربها طفل ينظر
تارة إلى أشعة النار وطورا إلى وجه أمه الهادئ. هزت الرياح أركان ذلك البيت فذعر
الصبي واقترب من أمه محتميا بحنوها من غصب الطبيعة، فضمته وقبلته ثم أجلسته على
ركبتها وأعلمته بان الطبيعة تريد أن تعظ الإنسان مظهرة عظمتها تجاه صغره، وقوتها
بجانب ضعفه فالطبيعة التي ابتسمت في الربيع وضحكت في الصيف وتأوهت في الخريف تبكي
في الشتاء. و لما غلب النعاس الصبي مددته والدته على فراشه وقبلت جبهته بشفتين
مرتجفتين, ثم رجعت وجلست أمام الموقد تنسج الصوف رداء.
جبران
خليل جبران "دمعة وابتسامة
ص47بتصرف"
.jpg)
.jpg)
%20(2).jpg)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire