مكانة الفرد في أنظمة الحكم
تختلف مكانة الفرد باختلاف الأنظمة السياسية فهو من ناحية لا يتمتع بأي
حق أو دور و من ناحية أخرى فإنه يمثل محور السلطة و أساسها
.
- تعريف النظام السياسي :
النظام السياسي هو مجموع المؤسسات التي تسهر على إدارة شؤون الحكم في
الدولة و تتفرع هذه الأنظمة السياسية إلى شكلين
:
نظام جمهوري : الحاكم فيه رئيس الدولة و يقع انتخابه
من قبل الشعب .
نظام ملكي : الحاكم فيه الملك و ينتقل الحكم فيه عن
طريق الوراثة .
باختلاف أدوار الأفراد في هذه الأنظمة تختلف مكانتهم .
|- الفرد في أنظمة حكم تقوم على إدماج السلط
:
1) الفرد و السلطة :
أ / تعريف الفرد :
هو ذات مادية غير قابلة للتجزئة و هو كائن معنوي مستقل بذاته تربطه مع
المجتمع علاقات تمكنه من تلبية حاجياته
.
ب / تعريف السلط
:
هي هيئات مؤسسة في نص الدستور تقوم بممارسة وظيفة سياسية في الدولة و
توجد ثلاثة سلطات : سلطة تشريعية تضع القوانين و سلطة تنفيذية تطبق القوانين و سلطة
قضائية تفض النزاعات بين الأفراد .
2) إدماج السلط
:
أن تجمع هيئة أو شخص واحد جميع السلط ( التشريعية , التنفيذية , القضائية
) أي بيدها تشريع القوانين و تنفيذها و الحكم فيها و تجمع بين الدين و السياسة .
تتخذ هذه النظرية شكلين
:
- الملك المتأله : يعتبر الملك نفسه إله مثل فرعون .
- الحكم بحق إلهي : أي يعتبر الملك نفسه خليفة الله في الأرض فيتكلم باسمه
و يتمتع بسلطات يعتقد أنها تشبهه فهو مفوض من الله تفويضا مطلقا مثل لويس الخامس عشر
و مثل أبو جعفر المنصور ( سند 6 ص 39
)
من خصائص هذا الجمع بين السلطات
:
- فقدان الحريات كحرية التعبير عن الرأي و حرية المشاركة في الحياة السياسية .
- الجمع بين السلط الثلاث و السيطرة على الشعب و إنتشار الظلم .
- علاقة عمودية بين الحاكم و المحكوم ( الحاكم يأمر و الراعية تنفذ )
=> إنعدام مكانة الفرد .
||- الفرد في أنظمة حكم تقوم على
تفريق السلط :
1) التعريف :
مبدأ تفريق السلط يقضي بأن لا تتجمع في الدولة كل السلط في يد شخص واحد
أو هيئة واحدة و بأن تكَلَفَ كل سلطة بوظائف خاصة بها ( وظائف تشريعية , تنفيذية و
قضائية ) تتولى إدارتها هياكل مستقلة هيكليا و وظيفيا عن بعضها مع تمكين كل منها من
مراقبة و ردع السلطة الأخرى .
- الفصل نسبي بأن كل سلطة تخضع لرقابة الأخرى .
- السلطة التشريعية تراقب السلطة التنفيذية في مدى تطبيقها للقوانين المشرعة .
- السلطة التنفيذية تراقب السلطة التشريعية من خلال رئيس الدولة و مدى الإلتزام
بالدستور في التشريع .
- السلطة القضائية تقوم بالفصل في الإزاعات بين السلطتين التنفيذية و التشريعية
لتحقيق إحترام القانون الذي شرعته السلطة التشريعية و تنفذه السلطة التنفيذية .
ظهر هذا المبدأ في القرن 18 على يد المفكر الإنقليزي جون لوك و المفكر
الفرنسي مونسكيو .
2) أسباب تفريق السلط :
- لمنع سوء استعمال السلطة
.
- لمنع استبداد الحاكم بالراعية
.
- لمنع ممارسة الحكم بحسب المصالح و الرغبات للمحافظة على الحقوق و الواجبات .
=> يتمتع الفرد في ظل هذا النظام بمكانة هامة و يلعب دورا أساسيا في إنتخاب
نوابه فالشعب هو مصدر السلطة .
3) مقارنة بين النظامين :
- مدة الحكم بنظام الدمج غير محدودة بينما هي محدودة في نظام تفريق السلط .
- الحاكم مستبد في نظام الدمج و مقيد بالقوانين في نظام تفريق السلط .
- لا يتمتع الفرد بمكانة هامة في نظام الدمج و له مكانة هامة في نظام تفريق
السلط .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire