أعلان الهيدر

خصائص أسلوب الجاحظ


خصائص أسلوب الجاحظ
خصائص أسلوب الجاحظ
يعد الأسلوب أحد المميزات الكبرى التي يمتع بها الجاحظ، فهو سهل واضح فيه عذوبة ,فكاهة و استطراد بلا ملل، وفيه موسوعية ونظر ثاقب وإيمان بالعقل لا يتزعزع.
عرف أسلوبه بإيقاعيته وقصر عباراته واستطراداته، مع روح ساخرة، سخرت من كل أشكال القبح في عصره حسِّيًا كان أو معنويًا. وأوتي مقدرة بيانية مكَّنته من مدح الشيء وذمِّه.
و يعتبر كتاب البخلاء أحد الكتب التي انتقد فيها شريحةً من مجتمعه، فصوّر فيه البخلاء وتصوراتهم وما تنطوي عليه من سخرية لاذعةٍ بسلوكهم. واتخذ من القصص وصناعة الأخبار وسيلة في هذا الكتاب، متهكما بالبخلاء وبفلسفاتهم. ووفر لهذه القصص معالم توهم بواقعيتها ممثلاً في أشكال الإسناد وتحديد أسماء لشخصيات واقعية، وأسماء مدن وقرى وطوائف كانت معروفة في عصره، بالإضافة إلى استعمال اللغة المحكية في حوار شخصياته.
- لقد اعتمد الجاحظ في كتاب البخلاء أسلوبا مميزا عذبا هزليا و فيه استطراد بدون ملل فأسلوبه يشكل سهلا منيعا يصعب على القارئ اختراقه.
مظاهر الهزل والإضحاك:
تنوعت مظاهر الهزل والإضحاك والسخرية في نوادر الجاحظ ، وهي تهدف إلى مقاصد مختلفة، ففي المقام الأول يتحقق بها النقد الاجتماعي لما تقوم عليه النادرة من تصوير انحرافات اجتماعية وسلوك شاذ نتج عن فئة حافظت على طابعها وقيمها الموروثة التي تاثرت بمتغيرات الواقع الاقتصادي في عصرها ، وفي المقام الثاني تحمل النادرة القارئ على تبني سلوك الكرم والسخاء وهو قيمة عربية أصيلة. وإضافة إلى ذلك تحقق إعادة تركيب منظومة القيم والمعايير على نحو يستجيب لمقومات العادات العربية ، وفي الأخير لا تخلو النادرة رغم ما تنطوي عليه من مقاصد نقدية من الترويح عن المتلقي وتسليته واستهداف الجمالية.
كتاب البخلاء
كتاب البخلاء، وهو كتاب أدب وعلم وفكاهة. وهو من أنفس الكتب التي يتنافس فيها الأدباء والمؤرخون. فلا نعرف كتابا يفوقه للجاحظ، ظهرت فيه روحه الخفيفة تهز الأرواح، وتجتذب النفوس. ولا نعرف كتابا يفوقه للجاحظ، تجلى فيه أسلوبه الفياض، وبيانه الجزل الرصين، وقدرته النادرة، على الصياغة النادرة، في أوضح بيان، وأدق تعبير، وأبرع وصف. ولا نعرف كتابا غيره للجاحظ أو لغيره، وصف الحياة الاجتماعية في صدر الدولة العباسية كما وصف: فقد أطلعنا على أسرار الأسر، ودخائل المنازل، وأسمعنا حديث القوم في شؤونهم الخاصة والعامة، وكشف لنا عن كثير من عاداتهم وصفاتهم وأحوالهم.
وقد كان الذي يغلب على الظن أن يكون الجاحظ قد كتب (كتاب البخلاء) وهو في سن الشباب، وإبان الفتوة، لأن هذه السن في الغالب سن العبث والسخرية، والتندر والدعابة، والتفكه بعيوب الناس. ولكننا نقرأ في كتاب البخلاء من الأخبار ما يحملنا على أنه كتب الكتاب أو جمعه وهو هرم، يحمل فوق كتفيه أعباء السنين.
والجاحظ يشير في طليعة كتاب البخلاء أنه قدمه إلى عظيم من عظماء الدولة، ولكنه لم يبح باسمه. وإننا نرجح أن يكون الكتاب كتب لواحد من ثلاثة، هم: محمد بن عبد الملك الزيات، وزير المعتصم والواثق، لما كان بينه وبين الجاحظ من وثيق الصلة، والفتح بن خاقان وزير المتوكل، لما أثر عن الفتح من الإعجاب بكتب الجاحظ، وحثه على التأليف في مختلف الشؤون، وابن المدبر، وقد كان للجاحظ صديقا حميما.
وقد صور الجاحظ في كتابه البخلاء الذين قابلهم وتعرفهم في بيئته الخاصة خاصة في بلدة مرو عاصمة خراسان، وقد صور الجاحظ البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم وأطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا. قصص الكتاب مواقف هزلية تربوية قصيرة والكتاب دراسة اجتماعية تربوية نفسية اقتصادية لهذا الصنف من الناس وهم البخلاء.
لكتاب البخلاء أهمية علمية حيث يكشف لنا عن نفوس البشر وطبائعهم وسلوكهم علاوة على احتوائه على العديد من أسماء الأعلام والمشاهير والمغمورين وكذلك أسماء البلدان والأماكن وصفات أهلها والعديد من أبيات الشعر والأحاديث والآثار فالكتاب موسوعة علمية أدبية اجتماعية جغرافية تاريخية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.