شهد التصوير الضوئي منذ منتصف القرن
العشرين قفزات كبيرة في تقنياته وأساليبه وأدواته، وصار الإحساس بالقيم الشكلية
موضع عناية أكثر من العمل الغرافيكي. واحتل التصوير الملون مكانته المرموقة بفضل
تقدم تقانات التظهير والطبع وشرائح العرض. وصار لصالات العرض والمتاحف أثر إضافي
يتمثل في إضفاء معان فنية خاصة أكثر عمقاً وتوثيقاً، وازداد الطلب على الصور
الضوئية الملونة التي تخدم الأغراض العامة والخاصة، واستغلت دور النشر هذه الميزة
لإصدار الكتب والصحف والنشرات الملونة العلمية والفنية ومجلات الأزياء والزخرفة
(الديكور) وفي الدعاية والإعلان. غير أن التصوير بالأسود والأبيض ظل يحتل مكانته
رمزاً للتصوير الضوئي الفني الأصيل. وتعددت طرائق التصوير واتجاهاته باستخدام
تقانات مبتكرة، وبرع المصورون في استنباط أساليب خلاقة واستخدام المرشحات اللونية
والعدسات الخاصة لتصوير لوحات فنية مثل تكرر المنظر في الصورة الواحدة واللصق
collage والتشميس
والضبابية flouage وغير
ذلك، وازدادت أبعاد الصور حتى شاعت صناعة اللوحات الجدارية والصور التكوينية
والتجريدية البعيدة عن المفهومات التقليدية.
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire