الكثير من التساؤلات
تطرح حول الدواعي الحقيقية وراء انسحاب دولة الإمارات العربية المتحدة من التحالف الدولي
ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". قرار جاء على خلفية قضية الطيار الأردني معاذ
الكساسبة.
قرار الإمارات الانسحاب
من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"
كان مفاجئا بالنسبة للرأي العام الدولي، خاصة وأن هذا البلد العربي كان الداعم الأول
للطيران الأمريكي في غاراته على التنظيم في سوريا والعراق.
وكشفت صحيفة
"نيويورك تايمز" أن سبب انسحاب الإمارات كان مباشرة بعد الإعلان عن اختطاف
الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي قتل حرقا على أيدي هذا التنظيم الإرهابي.
ونقلت صحيفة
"مصريون" تغريدة لمستشار ولي عهد أبو ظبي قال فيها "إن الإمارات حاولت
إنقاذ الطيار الأردني معاذ الكساسبة عند سقوط طائرته الحربية إلا أن أمريكا خذلت الإمارات
والأردن"، بحسبه.
وانتقد بشدة الإعلام
الإماراتي لتغييبه النقاش الذي دار بين بلاده وواشنطن بشأن هذه الأزمة، معتبرا أن
"إعلام الإمارات منشغل بأخبار تضخيم الذات وأبعد ما يكون عن قضايا الساعة الساخنة".
الإمارات تطالب بتعزيز
جهود البحث والإنقاذ
ذكرت صحيفة
"نيويورك تايمز" أن الإمارات العربية تطالب البنتاغون الأمريكي بتعزيز جهود
البحث والإنقاذ باستخدام مروحيات "في-22 أوسبري" الحربية في شمال العراق
قرب مواقع العمليات.
وأوردت الصحيفة،
نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن الإمارات علقت مشاركتها في التحالف بسبب قلقها حيال سلامة
طياريها بعد خطف الطيار الأردني معاذ الكساسبة.
وقال مسؤول عسكري
أمريكي إن التنظيم خطف الطيار في ظرف دقائق معدودة بعد سقوط طائرته فيما لم تتمكن فرق
البحث والإنقاذ من الوصول إليه.
وقلل المتحدث باسم
البيت الأبيض، جون آرنست، من أهمية هذه الخطوة الإماراتية، مؤكدا التزام الإمارات ودول
عربية أخرى في المنطقة بدعم التحالف.
"ضربة موجعة" لدول التحالف
اعتبر الإعلامي والمحلل
السياسي مصطفى الطوسة التبرير الذي قدمته الإمارات لانسحابها من التحالف الدولي ضد
تنظيم "الدولة الإسلامية" غير مقنع، وأنه كان على هذا البلد تكثيف جهوده
في محاربة هذا التنظيم عوض الانسحاب.
وأوضح الطوسة أن
هذا القرار يعد "ضربة موجعة" لكل الدول التي جندت قواها لمحاربة تنظيم
"الدولة الإسلامية"، مؤكدا أن هذا الانسحاب يمكن أن يكون له تأثير سلبي على
مواقف باقي دول الخليج المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم.
وأضاف مفسرا أن هذه
الدول الخليجية سوف لن تغير مواقفها بشكل جذري، إلا أن الموقف الإماراتي يضر بها، لاسيما
أن هذا البلد يلعب دورا رياديا في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية".
وخلص طوسة إلى القول
إنه في آخر المطاف المستفيد الأكبر من هكذا قرار هو هذا التنظيم.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire