ولاية
تطاوين
عروس الصحراء
ولاية تطاوين هي
إحدى ولايات الجمهورية التونسية الـ24. تقع الولاية في أقصى الجنوب التونسي حيث تحدها
كل من الجزائر غربا وليبيا شرقا كما تحدها من شمال ولايات مدنين، قابس وقبلي شمالا.
وهي
من أعرق المساحات التي أكتشف مؤخرا فيها آثار وبقايا الديناصورات بأنواع مختلفة بجهة
غمراسن والمناطق الجبلية على إثر الدراسات الجيولوجية والأركيولوجية المعاصرة .وهي
مدينة حيثة التكوين من حيث المدنية والتنمية أي أنها أحدثت كولاية سنة 1981 في عهد
الرئيس الحبيب بورقيبة ثم نالت حظها من التنمية الشاملة في عهد الرئيس زين العابدين
بن علي حيث تكونت نواة جديدة للمدينة وتوسع النمو الحضري والسكاني و الاقتصادي والسياحي
ليبلغ عدد سكانها حسب تعداد 2004 150 ألف ساكن وتضم عديد المؤسسات الاقتصادية كمصنع
الجبس والآجر و آبار البترول بالبرمة والمساحات الشاسعة من الكثبان الرملية التي تحوي
مائدة مائية ثرية بالإضافة إلى البينية السياحية كشنني و الدوريات و غمراسن وقصر أولاد
دباب والمهرجانات الثقافية كمهرجان القصور الصحراوية ومؤسسات الشباب كدار الشباب بتطاوين
التي تعنى بالأنشطة الشبابية والترفيهية كالإعلامية و الأنترنات والسينما والمسرح والموسيقى
والرحلات .
لمحة عن تاريخ تطاوين
عرفت ولاية تطاوين
والجنوب الشرقي عموما الحضور البشري منذ أقدم العصور ويتجلي ذلك فيما تم أكتشافه خلال
السنوات الأآخيرة من محطات ما قبل تاريخية متمتيزة فبالأضافة الي المؤشرات العديدة
الدالة علي أن الصحراء في الجنوب الشرقي كانت عامرة بالسكان في العصور الغابرة كما
يؤكد ذلك وجود لرؤوس سهام و بعض الأدوات الحجرية المتنوعة حول محطة "تيارات"
وفي عمق الصحراء تشير الدراسات الي وجود محطات ما قبل تاريخية في كل من وادي
"عين دكوك" وفي منطقة "جرجر" و "الدويرات" علي أن أهم
الأكتشافات في هذا المجال هي 3محطات ما قبل تاريخية متميزة في عمق شعاب غمراسن وهي
محطة "أنسفري"و "طاقة حامد" و" شعبة المعرك" بين
1987 و1995 وهذه المحطات عبارة عن كهوف صخرية تحمل علي جدرانها و سقوفها رسوما جدارية
يرجع تاريخها الي ما قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد وتحتوي علي مشاهد من الحياة اليومية
و المعتقدات السائدة في ذلك الزمن عند متساكني هذه الجهة
كما عرفت ولاية تطاوين
الحضارة الرومانية بصفتها جهة حدودية بين مجال سيطرة السيطرة الرومانية ومجال القبائل
البربرية المستقلة في أطراف الصحراء وتبعا لذلك أنشأ الرومان في هذه الجهة عدة منشاءات
ذات صبغة دفاعية مثل الحصون كحصن "تلالت" وحصن "رمادة" وفي نفس
الوقت أنشأالرومان عدة منشآت زراعية كالسواقي و السدود ماتزال آثارها الي اليوم. وعرفت
ولاية تطاوين الفتح الاسلامي الذي تم عبر الجادة الكبري أو سهل جفارة وذلك مع آواسط
القرن السابع ميلادي وفي ملرحلة أولي دفع هذا الفتح بالقبائل البربرية مثل"رفجومة"
و"لواته" و"مطغرة" و"رتاتة" و"هوارة" الي
الأحتماء بالحصون في أعالي الجبال وترك السهل للفاتحين ونتج عن ذلك تشييد قري جبلية
وقلاع في قمم الجبال مثل "شنني"و"قرماسة"و"الدويرات"
وبحكم تواصل الفتح الأسلامي وتدفق العنصر العربي وخاصة بعد الحركة الهلالية و استقراربعض
القبائل العربية في الجنوب الشرقي مثل "أولاد دياب" و "المحاميد"
تفاعلت هذه القبائل البربرية مع الفاتحين فأنصهر العنصرين البربري والعربي وتخلي العنصر
العربي عن حياة الترحال وأنشأت في مرحلة أولي القصور الجبلية ثم القصور السهلية وهي
عبارة عن معاقل للأحتماء والتحصن في بداية أمرها ثم تحولت الي مواضع لتخزين المنتوجات
الفلاحية بأنواعها وفي العصور الحديثة اصبحت نواة للحياة الحضرية حيث نشأت حولها مدن
كتطاوين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire