أعلان الهيدر

الرئيسية لـمحة عن التصوّف بتونس، من كتاب الحامة تاريخ و حضارة للأستاذ الهادي بن وناس زريبي

لـمحة عن التصوّف بتونس، من كتاب الحامة تاريخ و حضارة للأستاذ الهادي بن وناس زريبي

لـمحة عن التصوّف بتونس
من كتاب الحامة تاريخ و حضارة للأستاذ الهادي بن وناس زريبي
لـمحة عن التصوّف بتونس
إنطلقت هذه الحركة من المغرب الأقصى في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، في عهد الموحدين.وكان من أشهر هؤلاء المتصوفة الرائد القطب سيدي أبي مدين شعيب، الذي إستقرّ في بجاية في عهد الخليفة الموحدي المنصور. وهو أصيل بلاد الأندلس، زاول دراسته الأولى بالمغرب الأقصى. ثمّ سافر إلى بلاد المشرق للأخذ عن العلماء والزهاد هناك. فدرس على الإمام الغزالي والقشيري وعبد القادر الجيلاني المتوفي سنة 594 هـ 1197 م. أما وفاة أبي مدين فكانت في تلمسان في نفس الفترة.
أما إنطلاق الحركة الصوفية بتونس فكانت في أواخر القرن الثاني عشر. ومن أبرز المشهورين في هذه الفترة سيدي أبي علي السنّي النفطي المتوفي سنة  595هـ -1200م وأبو سعيد الباجي الذي توفي سنة 620 هـ 1231 م . ثم إنتشرت هذه الظاهرة في كامل البلاد التونسية من أوائل القرن الثالث عشر ميلادي. وقد برز في هذا العصر سيدي أبي الحسن الشادلي الذي قدم من المغرب الأقصى. وكان ميلاده حوالي 593 هـ 1197 م. يقول عنه روبار " إنه من قبيلة غمارة البربرية، وقد تتلمذ على أبي سعيد الباجي، ثم تحول إلى مصر والحجاز ثم عاد إلى تونس، وبعد فترة رجع إلى مصر حيث وافاه الاجل بها سنة 656هـ – 1252 م"4. وتعدّ الفترة التي قضّاها بتونس من أبرز فترات حياته وأخصبها، فقد تتلمذ عليه كثيرون من المتصوفة، وأصبح له مريدون من الخاصة والعامة، فشاع صيته وعلا نجمه، وإنتشر خبره في تونس وغيرها. ويقال أنه هو الذي أدخل القهوة إلى تونس من بلاد المشرق. ومازال أسمها بالعاصمة يشير إلى ذلك حيث يسموّنها شدلية نسبة لإبي حسن الشادلي، ويقسمون بها لعلاقتها بهذا الولي الصالح الذي كان مدمنا عليها فهي تساعده على السّهر للذكر وقيام الليل. وتعتبر السيدة المنوبية التي توفيت سنة 665 هـ-1267 م في مقدّمة تلاميذه ومريديه.
وهناك مجموعة أخرى من الأولياء نهجت نهجا مختلفا عن أبي الحسن الشادلي الذي إقتصر نشاطه على المغالاة في العبادة والذكر. أما المجموعة الثانية فقد آمنت بالعمل والجهاد ومقاومة الإستعمار في مقدمتهم سالم القديدي وعرفة الشابي وعمر الزريبي القيرواني. وساهم هؤلاء وأمثالهم في مقاومة حملة الصليبين، كحملة لويس التاسع، وحملة الأسبان على تونس في العهد الحفصي.

وقد عاصر هذه الفترة بالجنوب التونسي سيدي سلام وهو زاهد من أصل بربري شأنه شأن أبي الحسن الشادلي، ويوجد مقامه بزريق جنوب قابس. ولهذا فإن الصلاح لم يقتصر على من هم  من أصول عربية، كما لم يقتصر على المسلمين فقط ، فهناك صلحاء من اليهود والمسحيين أيضا.  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.