ما الذي يسبب الزلازل
تعتبر حرارة باطن الأرض من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تكوين تيارات الحمل في
باطن الأرض ( تحت القشرة الأرضية) التي يتراوح سمكها ما بين 30 إلى 35 كم في
اليابسة ( القارات) وحاولي 5 -8 كم في المحيطات , وتعتبر صخور القشرة الأرضية صلدة
نسبيا بالمقارنة بالصخور التي تشكل الطبقة التحتية للغلاف الأرضي والتي تتصرف تحت
وطأة الضغط والحرارة ككتلة من البلاستيك والجزء المركزي من طبقات الأرض المؤلف من
مواد مصهورة , ويشبه سمك القشرة الأرضية( 35 كم) بقشرة برتقال إذا ما قورن بنصف
قطر الأرض (6000كم) , لذا فان حدوث التغيرات في التدفق الحراري الداخلي للأرض يسبب
حدوث تيارا الحمل داخل الأرض وينتج عنها إحضار المواد المصهورة في باطن الأرض
ويقذف بها كحمم بركانية وتسبب اهتزاز الأرض (زلازل ) ويتم في الوقت نفسه استرجاع
بعض الترسبات الباردة وتحريكها إلى الأسفل نحو باطن الأرض.
تبين من الدراسات العلمية أن الترسبات التي تنقل
إلى البحار والمحيطات تعادل ما لا يقل عن عشرة إضعاف تلك التي
تترسب على اليابسة ( البراكين ) , هذا التقييم يساعدنا على تصور الفرق الهائل بين
الرسوبيات التي تنقل سنويا من اليابسة إلى المحيطات وبين التي تقذف على اليابسة ,
هذه العملية المستمرة منذ ملايين السنين أدت وسيؤدي إلى الخلل في التوازن وبالتالي
سيؤدي إلى إعادة التوازن بين الجزئين ( القارات والمحيطات) ويسبب بدورها الحركة
المستمرة للصفائح التي تفصل بينهما فوالق عميقة تصل جذور اغلبها إلى طبقة المانتال
العليا التي تقع تحت القشرة الأرضية , وتكون مناطق إجهاد يتراكم عبر السنين وبعد أن
يصل مقدار الإجهاد إلى نقطة لا تتحملها القوة التي تبقى
جانبي الفالق مستقرين , تحدث حركة للوصول بطرفي الفالق إلى نقطة الاستقرار ,وهذه
الحركة هي التي ندعوها بالزلزال الذي يختلف شدته حسب مقدار ونوعية الحركة ومقدار
الجهد المتراكم ونوعية الصخور على جانبي الفالق وعوامل كثير أخرى.
وضع العالم( تشارليس ريختر) في عام 1935 أساس قياس شدة( قوة الزلازل) التي
تمثل مقدار الدمار الذي تحدثه الزلازل, وهي مقسمة إلى درجات اقلها 1 وأكبرها غير
محددة. الدرجة 2 وما تحتها لا يمكن التحسس بها الأ بالأجهزة
السيزمية المتخصصة للقياس الزلزالي, الفرق بين درجة والدرجة التي تليها بالشدة ليس
بنفس المقدار ويزيد بطريقة لوغاريتمية وقرب من (31 ضعفا(
لقد تمكن مراكز الرصد الزلزالي المنشرة في مختلف أنحاء العالم على تقييم
معدل الهزات أرضية خلال القرن الماضي, وتم تقسيمها أو تصنيفها حسب قوة( شدة) الزلزال
, حيث تزيد الهزات أرضية بقوة (2- 3 درجة) على مقياس ريختر على أكثر من 1000 هزة أرضية
في اليوم, وتصل معدل الزلازل التي قوتها يتراوح مابين (3-3,9 درجة) إلى حوالي
49000 زلزال خلال قرن , والتي قوتها ما بين (4-4و9 درجة)( هزات خفيفة) تصل عددها إلى
حوالي 6200 هزة أرضية , وتقل عددها التي بقوة ما بين ( 5-5,9 درجة )(هزات متوسطة)
الى حوالي 800 هزة أرضية, أما (الهزات القوية) التي تتراوح قوتها ما بين (6-6,9
درجة) تصل إلى حوالي 120 زلزال قوي, بينما تصل عدد (الزلازل الكبيرة )(7-7,9 درجة)
إلى حوالي( 18 زلزال كبير) ,والزلازل التي بقوة أكثر من 8 درجات فأنها نادرة لم
يتعدى (1-2 زلزال ) في العالم خلال القرن الماضي.
يمكننا أن نستوعب أكثر مدى تأثير الزلازل حسب معرفة قوة الزلزال, فالزلزال
الذي قوتها 4,4 درجة على مقياس ريختر تعادل قوة( 10 طن من مادة تي.ئين. تي) ,
والزلزال الذي بقوة 5,5 درجة تعادل ( 1000 طن من مادة تي,ئين.تي) , وبدرجة 6 تعادل
( 6000 طن من مادة تي. ئين .تي ) , وبقوة 8 درجات تعادل قوة انفجار اكثر من (400
قنبلة نووية ) , وهي القوة القادرة على حركة الصفائح على جانبي وعلى امتداد
الفوالق العميقة.
اختلف مؤخرا خبراء الزلازل حول مصداقية مقياس ريختر الذي يحدد قوة
الزلازل,وان العلماء يستخدمون حاليا مقياس ريختر حين يتحدثون إلى وسائل الأعلام أو
عامة الشعب لأنه مقياس معروف بالنسبة لهم , قال ( لوسي جونز) من معهد التكنولوجيا
في كاليفورنيا, بأن خبراء الزلازل لم يعودوا يتحدثون في مناقشاتهم العلمية عن
مقياس ريختر حين يناقشون قوة الزلازل, حيث يستخدمون وسائل أخرى أكثر تحديدا تعكس
التطور التكنولوجي في تحديد قوة الزلازل والطاقة الكامنة التي تحدث نتيجة الزلازل
شرخا في القشرة الأرضية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire