سقراط
حياته:
ولد سقراط في أثينا من أب
نحَّات وأمٍّ قابلة؛ وقد مارس في البداية مهنة والده، مكتفيًا بالعيش عيشة بسيطة
برفقة كسانتيبي، زوجته التي لا تطاق، حتى وقع ذلك الحدث الذي أيقظ موهبته
الفلسفية، حين أخبرت البيثيا، كاهنة هيكل ذلفُس، أحدَ أصدقائه ذات يوم بأن سقراط
هو أكثر البشر حكمةً الأمر الذي دفع به، وقد بدا مشكِّكًا في ذلك بادئ الأمر، لأن
يندفع في محاولة تلمُّس أبعاد تلك الكلمات التي حدَّدتْ مسار حياته. وهكذا بدأ
مسيرته، متلمسًا طريقه من خلال مواطنيه، محاولاً استكشاف مكامن تفوُّقه المفترَض ذلك المسار الذي أوصله إلى تلك النتيجة التي
مفادها أن "كل ما أعرفه هو أني لا أعرف شيئًا، بينما يعتقد الآخرون أنهم
يعرفون ما لا يعلمون". تلك الحقيقة التي جعلت من فكره الثاقب أمرًا مزعجًا،
حينما يقارَن بالامتثالية الفكرية للكثير من معاصريه. فقد كانت نقاشاته التي لا
تنتهي تلقى اهتمامًا كبيرًا من قبل الشبيبة، مما أثار قلق أولياء الأمور، الذين
سرعان ما اتَّهموه بالإلحاد وبالتجديف وبإفساد أبنائهم؛ الأمر الذي أدى في نهاية
المطاف إلى محاكمته والحكم عليه بالموت تلك المحاكمة الشهيرة التي حاول سقراط عبثًا
الدفاع عن نفسه خلالها (راجع دفاع سقراط لأفلاطون(.
فلسفته :
كان سقراط يعلم الناس في الشوارع
والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم
يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد
الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم
لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة
الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي
الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية. ومنهجه التهكم والتوليد حيث كان يطرح أسئلة
على خصومه متسلسلا إلى أن يحرجهم وتمتاز عادة اسئلته بالسخرية ، وقد خاض سقراط
جدلا قويا مع السفسطائيين الذين كانوا يتقاضون الأجر لتعليمهم. ولم يهتم بالطبيعة
ولكنه اهتم بالعقل والإنسان وقد خدم كثيرا فلسفة الأخلاق من آراءه أن الفضيلة هي
المعرفة والجهل هو سبب الرذيلة وأن المعرفة الحقيقية تأتي من الداخل . وقد قدم
اسهامات جيدة للمنطق ومبحث المعرفة ، وقد إعتبرت طريقته في وضع الأسئلة بداية
لطريقة الفرض العلمي
.
موته :
لمح إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من
أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم.
وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت
التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه بإلإعدام.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire