المادة و علاقتها بالفن التشكيلي

المادة و علاقتها بالفن التشكيلي

    نالت المادة اهتمام كبيرا في الفن الحديث، فأصبحت مجال تغوص فيه التجارب التشكيلية من ذلك تجربة الفنان التشكيلي الذي أصبحت لديه المادة شريكا في العملية التشكيلية حيث يقول "إن ما يهمني هو مجال المادة" و الخطاب العفوي للمادة و إمكانيات المادة فقد كانت تجربة سيزار تهتم بالامتداد و التمطيط كما ظهرت في تاريخ الفن اتجاهات حاولت تبيان القدرات التعبيرية للمادة من ذلك الفن "الخام" "Art brut ".

هذه الخامة موضع بحث أي فنان، فهي التي تحقق فكرته ماديا أثناء الممارسات الفنية يتجه الفنان إلى الحجارة في النحت أو إلى الألوان في التصوير و كل ما تقع عليه عيناه في محيطه فهو يدرس خصائص و إمكانيات الخامة ليصل إلى فهم اكبر يعينه على تطويعها لإنشاء عمله الفني و تمثل فكرته.

ما هي أهم المواد التي تعامل معها الفنان التشكيلي؟

استخدم الفنانون العديد من المواد المختلفة في اختصاصات متنوعة مثل النحت الذي يتم فيه استعمال الطين لاستخراج القالب حيث تثبت على سطح المادة أثناء عملية الحرق الثانية في الفرن إلى مادة البرونز و التي تتميز بالقدرة على التماسك و الثني و عدم التشقق أو الكسر و يظهر تطبيق هذه الخاصية بوضوح في أعمال التماثيل التي بها انحناءات أو حركة من الخامات التي تم استخدامها من قبل الفنانون بكثرة النحاس بألوان الأصفر و الأحمر و هو يقاوم التآكل عند تعرضه للصهر أو عملية الإذابة مثل البرونز.

لاجراند فيتيس (ماكيت متوسط 1:5) ، فبداية من الستينيات من القرن الماضي ، استخدم كالدر خبراته الهندسية في ابتكار أعمال فنية جماهيرية ضخمة مصنوعة من أطباق وأقفال الصلب الصناعية الكبيرة كما لو كان قد تم تجميعها لصناعة سفينة. (الصورة من متحف لي أوم سامسونج للفنون.

لم يقتصر الفنانون النحاتون على هذه الخامات فقط بل إستعمل الحديد و يتم تشكيله بواسطة جهاز اللحام للحصول على أشكال لها طابع خيالي، و هناك أنواع أخرى مثل الحجارة التي تتميز بالقوة و الصلابة و تتجاوب مع التيار المعماري و خير مثال على ذلك تلك التماثيل و المعابد المنحوتة من الحجر، Basalte أو Granite في الحضارة الفرعونية القديمة التي ظلت صامدة.

إن أهمية المادة في الفنون التشكيلية لا تقتصر على اختصاص النحت فقط و إنما كان لها طابعها الخاص فالخزف مصطلح يستعمل بشكل عام لوصف كل أنواع المنتجات المعالجة حراريا و المصنوعة أساسا من الطين و يستخدم في صنع الأواني الفخارية و التماثيل الزخرفة و يأخذ اللون الأبيض و يمكن مزجه بمواد مختلفة و ملونة فتركيبة الفخاريات تتألف من مواد مختلفة (الطين، Feldspath ، رمل، أكسيد الحديد و Ammoniac و الكوارتزو) في هذا السياق تستوقفنا تجارب عربية متعددة نبدأها بالخزف المصري سعيد الصدر و من بين الفنانين اللذين اشتهر بأعمالهم الخزفية الحديثة طارق إبراهيم من العراق و محمد عبد الوهاب الشعراوي من مصر و محمد اليانقي و خالد بن سليمان من توني تجارب أوروبية و اكبر مثال عليها تجربة "بيكاسو" حيث تعامل مع الفراغ كقيمة فنية.

1-      تبرير الاختيار:

اتخذت من المادة الطينية في معمل الآجر مادة أولية لعملي اخترت أن أنجز قطع خزفية ذات دور تزويقي وظيفي في المطبخ.

بعد اختيار هذا الطين الرطب و الرّمل و التحصل على نتيجة ايجابية لعملية إنتاج عناصر خزفية.

كيف يمكن أن تكون المرجعيات الفنية مدعمة لهذا الاختيار؟

و لما كانت التجارب الفنية التشكيلية هي الدعامة الأساسية لأي عمل فني فردي أو خاص فقد عدت إلى بعض الفنانين فهي من الخامات و التقنيات الجديدة الغير المألوفة و الغاية منها إظهار دورها في تشكيل محتوى العمل الخزفي فمن خلال هذا الزخاء الفني نستطيع استغلال الخصائص المختلفة لأغلب التجارب الفنية وفق احتياج العمل الفني و اخترت أعمال الفنان Mondrian كمرجع لبحثي الخطي.