أعلان الهيدر

الرئيسية الزحف الصحراوى فى الوطن العربي-العوامل المؤدية للتصحر-آثار التصحر-سبل مكافحة التصحر

الزحف الصحراوى فى الوطن العربي-العوامل المؤدية للتصحر-آثار التصحر-سبل مكافحة التصحر


الزحف الصحراوى فى الوطن   العربي

الزحف الصحراوى فى الوطن   العربي
    توافقان معى على أن مشكلة الزحف الصحراوى، تعتبر أهم المشاكل التى تعانى منها معظم البلاد العربية، حيث تزحف الصحراء سنوياً بفعل العوامل المناخية والبشرية على مساحات كبيرة من الأراضى الخضراء المجاورة لتلك الصحارى، الأمر الذى يدفع بأعداد كبيرة من السكان للهجرة هرباً من القحط، وبحثاً عن مصادر جيدة للمياه والأراضى الخصبة، لكن.
1- ما المقصود بالتصحر؟
    يُعرف التصحر بأنه " تردى الأراضى فى المناطق الجافة وشبة الجافة ، والجافة شبة الرطبة ، الناتج عن فعل عوامل متعددة تتضمن الإختلافات المناخية والأنشطة البشرية.
لكن ماذا يعنى تردى الأراضى؟
         يعنى تردى الأراضى، ما يحدث فى المناطق الجافة وشبه الجافة، والجافة شبة الرطبة، من إنخفاض وفقدان للإنتاجية والتنوع الحيوى لأراضى المحاصيل البعلية والمروية أو المراعى والغابات، نتيجة للظروف المناخية ولإستخدامات الأراضى، أو للعمليات الناجمة عن الأنشطة البشرية وأنماط السكن ومن أهم مظاهره:
§         تعرية التربة بفعل الرياح أو المياه.
§         تدهور الخواص الفيزيائية والكيميائية أو الإقتصادية للتربة.
§         فقدان الغطاء النباتى الطبيعى.
    وتؤدى هذه الظاهرة إلى إنتشار التدهور فى النظام البيئى، فى الوقت الذى يجب أن تزداد فيه الإنتاجية، لسد الفجوة الغذائية للإعداد المتزايدة من السكان فى الوطن العربى.
    وهناك فرق بين التصحر والصحراء، فالأخيرة نظام بيئي طبيعي نشأ تحت ظروف مرتبطة بالنظام الكوني وبعضها ذات منشأ جيولوجي (كالصحراء الكبرى، والربع الخالي). أما التصحر فكما ذكرنا سابقاً ويٌقصد به تدهور الأراضي ونقص انتاجيتها بسبب عوامل متعددة أهمها الاستغلال غير المرشد للموارد الطبيعية وإلى حد أقل التغيرات المناخية. 
2- حجم مشكلة التصحر على المستوى العالمى والعربى؟
2-1 على المستوى العالمي:
    تبلغ مساحة الأراضى الجافة فى العالم حوالى 54 مليون كيلو متر مربع أى حوالى 64.1 % من مساحة العالم، وهى الجهات المعرضة للتصحر بدرجة كبيرة، ووُجد أن حوالى 5.169 . مليون كيلو متر مربع من الأراضى فى العالم مهددة بالتصحر كل عام، وأن هذا التهديد منتشر فى أكثر من ثلثى دول العالم (حوالى 150 دولة) منها دول الوطن العربى، وحتى فى أمريكا الجنوبية المعروفة بغاباتها الممطرة فإن حوالى 516 مليون هكتار، أى حوالى ثلث مساحة الأرض تقع فى المناطق الجافة، كذلك الحال فى آسيا حيث أن 1672 مليون هكتار، أى3.9 % من مساحتها الكلية أراضى جافة وشبة جافة، تقع معظمها فى وسط أسيا وغرب الصين، وتبلغ مساحة الأراضى الجافة فى أفريقيا 1286 مليون هكتار أى حوالى 43 % من المساحة الكلية، أما المناطق شديدة الجفاف والتى إستثنيت من المناطق الجافة فتمثل 9.9 % من المساحة الكلية للأراضى فى العالم.
    سجل تراجع الموارد الأرضية بأفريقيا أعلى نسبة فى العالم ( 73 % من الأراضى المنزرعة متدهورة كلياً أو جزئياً ) ولهذه الظاهرة عواقب وخيمة على إقتصاديات العديد من دول القارة، وتقدر الخسارة التى يسببها التصحر على المستوى العالمى، بحوالى 42 مليار دولار سنوياً.
2-2 على المستوى العربي:
    يتسم النظام البيئي في الوطن العربي بالهشاشة، ويعانى من ظاهرة تراجع الموارد الطبيعية بصورة تبعث على القلق ،   وتبلغ إجمالي المساحات المتصحرة في الوطن العربى 9076 مليون كيلو متر مربع حوالي 68.4 % من مساحة الوطن العربي، تتركز معظمها فى شبه الجزيرة العربية إذ تمثل حوالي 89.6 % من إجمالي المساحة، بينما تقل نوعاً لتصل إلى 77.7 % في المغرب العربي، وإلى 44.5 % في حوض النيل والقرن الأفريقي، وتبلغ أدناها في المشرق العربي حيث تمثل 35.6% من مساحة الإقليم
    تشغل المناطق الجافة وشبة الجافة فى الوطن العربى ما يقارب من 60 % من مساحة الوطن العربى، بينما تشغل الصحارى ثلثى هذه المساحة، وتقدر المساحة المهددة بالتصحر بنحو 20 % من جملة المساحة الكلية للوطن العربى، ويقع معظمها فى إقليم المشرق العربى (48.56%) وإقليم حوض النيل والقرن الأفريقى (28.6%) ثم المغرب العربي (16.5%) وأخيراً شبه الجزيرة العربية (9%) (48).
3- ما العوامل المؤدية للتصحر ؟
3-1 العوامل المناخية ممثلة فى تذبذب كمية وفصلية سقوط المطر .
3-2 سوء إستغلال الموارد البيئية وغياب ضوابط صيانة وحماية التربة، التى ينتج عنها إنحسار فى الغطاء النباتى، مع إنجراف هوائى ومائى.
3-3 الرعى الجائر وإزالة الغابات وإنتشار الزراعة الآلية خاصة فى المناطق الهامشية.
3-4 الرى الزائد الذى يؤدى إلى تملح الأراضى الزراعية، حيث أن الأراضى المتأثرة بالملوحة فى الوطن العربى تصل إلى 50 % من مساحة الأراضى المروية، وهذه المشكلة آخذه فى التفاقم نظراً للتوسع فى رقعة الأراضى المروية فى الوطن العربى.
4- آثار التصحر:
لكن ، ما آثار التصحر؟
    ينتج عن التصحر مجموعة من الآثار البيئية والإقتصادية والإجتماعية، تؤثر بشكل مباشر على الإنسان وتغير من نمط حياته ومستوى معيشته ومنها:-
4-1- إنخفاض إنتاجية الأنظمة البيئية المتصحرة، أو التى فى طريقها للتصحر سواء أكانت مراعى طبيعية أو غابات أو أراضى زراعية.
4-2- يؤدى التصحر إلى تسارع هجرة سكان الريف والرعاة والبدو طلباً للرزق ورغبة فى حياة أفضل، بعد أن انخفض إنتاج أراضيهم وتحول جزء منها إلى صحراء أو شبة صحراء، وينتج عن هذه الهجرة ضغط متسارع على المدن وعلى مواردها بشكل أكبر مما تتحمله.
4-3- يؤدى التصحر إلى انخفاض حجم الموارد الزراعية وخسارة في الأراضي القابلة للزراعة وتقلصها، ويؤثر على الإقتصاد القومي، نظراً للضرر الذى يصيب أحد الموارد الطبيعية الأساسية وهو الأرض.
4-4- كما يؤدى التصحر إلى تقلص رقعة أراضى الغابات والمراعى الطبيعية، ويؤثر ذلك على الدخل القومي للبلدان العربية نظراً لإنخفاض العوائد المادية من منتجات الغابات والمراعى الطبيعية، كذلك الحال بالنسبة للدول التي تعتمد على قطاع السياحة، حيث تقل أماكن الترفيه والإستجمام.
4-5- يؤدى التصحر إلى مجموعة من الآثار البيئية الضارة المحيطة بالإنسان، حيث تشكل الكثبان الرملية وما ينتج عنها من زحف الرمال، من طمر للمناطق السكنية والمزارع والطرقات وسكك الحديد للقطارات وتلوث الجو بالغبار والأتربة، كذلك تقلص التنوع الحيوى بالإضافة إلى تغير في   المناخ المحلى على المدى البعيد.
5- سبل مكافحة التصحر :
والآن بعد معرفة أسباب التصحر وآثاره كيف تتم ....مكافحة التصحر هناك عدة إجراءات منها:
5-1- توفير قاعدة المعلومات اللازمة لتحديد طرق المكافحة ( معلومات مناخية- معلومات عن الغطاء النباتي- معلومات عن التربة- معلومات عن الإنتاج الزراعي والحيوانى- معلومات عن الممارسات البشرية- معلومات عن التغيرات الإجتماعية والإقتصادية).
5-2- المحافظة على الموارد المائية التقليدية وحمايتها من التلوث، وتنمية المصادر غير التقليدية مثل حصاد مياه الأمطار، وتحلية مياه البحار، وإستخدام المياه العادمة ( مياه الصرف الصحي).
5-3- فى مجال الغابات، محاربة القطع الجائر للغابات، إنشاء المحميات الطبيعية، استزراع الغابات في المناطق المتدهورة، إنشاء الغابات الشعبية، إعادة تعمير بعض الغابات ذات الأنواع الهامة كالصمغ العربي، وسن التشريعات والقوانين لحماية الغابات والمراعى.
5-4- في مجال التربة، الحفاظ على التربة من التعرية الهوائية والمائية وتثبيت الكثبان الرملية، محاربة تملح وتغدق التربة بواسطة برامج لترشيد إستخدام المياه في الري، مكافحة تلوث التربة الناتج عن الاستخدام غير الرشيد للأسمدة والمبيدات الكيماوية وغير ذلك من الوسائل لتحسين بناء التربة وتحسين ظروف الأراضي.
5-5- تعزيز التشريعات والقوانين التى تساهم فى مكافحة التصحر وترشيد إستخدام الأراضي .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.