أعلان الهيدر

الرئيسية تاريخ التصميم الجرافيكي

تاريخ التصميم الجرافيكي


تاريخ التصميم الجرافيكي

تاريخ التصميم الجرافيكي
المقدمة:
لقد كان الإنسان منذ فجر الوجود قادرًا على البحث والتأمل فيما حوله معتمدًا على ردود فعله وغرائزه تجاه الطبيعة، وحاول أن يستنبط التصورات الأولية حول مفهوم وجوده، فقد نظر إلى الطبيعة من حوله وحاول تفسير ظواهرها اعتمادًا على الخبرة الأولية التي تكونت لديه نتيجة لتكرار ردود فعله تجاه حدث معين، مما حداه إلى تطوير طرق تأثره بهذه الأحداث ومحاول التعبير عنها بشكل عملي غير مكتفي بمجرد ردة الفعل البسيطة التي تعتمد على الغريزة. مع مرور الزمن أصبح لدى الإنسان طرقه الخاصة للتعبير عن ظواهر الطبيعة وتفاعله معها، و ما أن بدأ الإنسان بالسيطرة على هذه الظواهر حتى أصبح بإمكانه الحكم على مقدرته من خلال التجربة التي عبر عنها سلفا؛ لقد تكونت لديه لغة خاصة بالتعبير وعرف أنه يستطيع فرض مزيد من السيطرة على الطبيعة عن طريق ذلك الحوار المعقد بينه وبين مكنونات الطبيعة. مع بدء استيطان الإنسان للطبيعة كان لا بد له من البحث عن طرق جديدة للتعبير عن قوته التي هزمت المطر والسيول والرياح، وكان لا بد من التفكير في أن هناك قوى خفية وراء هذه الظواهر، فيما بعد تطور مفهوم النظرة للطبيعة على أنها موجودة لخدمته في حال أنه تمكن من إرضائها أو التغلب عليها على حد سواء. هل كان السر إذن هو قوة التعبير؟ هل تجيبنا الرسومات الأولية في كهوف العصر الحجري عن هذا السؤال؟ أم تجيبنا قوة التصاميم في بلاد وادي الرافدين ووادي النيل؟ تلك الأقوام التي وصلت مرحلة متقدمة في مناهج التعبير عن الحياة والدين وحتى التعبير عن ما بعد الموت. لقد اتبعوا منهجًا معينًا في تزيين معابدهم وقصورهم وقبورهم بأشكال صممت خصيصًا لمحاكاة أفكارهم حول الظواهر المختلفة، من هنا نستطيع الإقرار بكل جزم أن التصميم ليس وليد النهضة الأوروبية أو الثورة الصناعية بل هو موجود منذ الأزل وسيبقى مستمرًا للأبد طالما أن الإنسان يعيش على هذا الكوكب ويتأثر بالأحداث اليومية ويتفاعل معها. من خلال تلك السطور الفلسفية وبتجريد المنطق الإبداعي لمعاني التعبير عن الذات والطبيعة نستطيع القول بأن التصميم ببساط ة يعني منهج التعبير عن أفكار معينة باستخدام الوسائل البصرية، فهذه العملية أشبه بترجمة الأحاسيس الداخلية لدى الشخص عن طريق استعمال الأشكال المجردة المستقاة من الطبيعة ضمن علاقات معينة مثل (الوحدة، التوازن،والإيقاع...). التصميم يحاكي الرؤية أو بتعبير آخر "الإبصار"، فالمصمم يعي تمامًا أن الفكرة التي يريد إيصالها للناس عن طريق تصميم معين يجب أن يراها الناس، إذن فالتصميم يتعامل مع العين مباشرة، ومن ثم يتكون الإحساس بجماليات الأشكال الموجودة داخل التصميم لدى المشاهد، فنحن لا نستطيع تسمية "الإعلان الإذاعي" تصميمًا، وفي الوقت نفسه يمكننا إطلاق تسمية "تصميم" على ا لإعلان التلفزيوني، فحتى الحركات التي يقوم بها الممثلون في الإعلان التلفزيوني هي مستقاة من الطبيعة وموظفة في الإعلان لتعبر عن فكرة معينة، للتصميم أهمية كبيرة في حياة الناس لما له من دور هام في توفير احتياجات المجتمع من منتجات فنيه من شأنها أن تخاطب ذوق كل أفراد المجتمع ومستهلكيه حسب اختلاف أعمارهم ومستواهم الاجتماعي والثقافي، ويهدف التصميم بالدرجة الأولى إلى تحقيق الرفاهية والناحية الجمالية، فبعض المصممون يرون أنفسهم كفنانين بينما آخرون يفضلون اعتبار أنفسهم أشخاصًا لهم القدرة الإبداعية على حل المشاكل. يهدف التصميم عن طريق البحث المستمر إلى إيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي قد يواجهها الناس في حياتهم العادية اليومية، فالتصميم الصناعي مث ً لا -وهو أحد فروع التصميم المهم ة- يتعلق بتنفيذ تلك الأفكار التي تتكون لدى المصمم لإيجاد حلول لمشاكل قد تواجه الناس نتيجة الجلوس على كراسي غير مريحة للظهر؛ وظيفة المصمم هنا هي البحث والتفكير بتصميم جديد يتناسب والحاجات الفيزيائية للجسم، إذن فالمصمم يجب أن يعرف تمامًا حجم المشكلة وأبعادها، ومن ثم يترك العنان لخياله لينتج ح ً لا مناسبًا عن طريق طرح فكرة معينة باستخدام العناصر المختلفة للتصميم من خطوط وأشكال وألوان تجذب العين وتخاطب العقل. تنحصر مهمة مصمم الإعلانات التجارية في إيصال فكرة معينة للناس ومحاولة إقناعهم بها، فعند الإعلان عن منتج أو سلعة معينة سيحاول المصمم استخدام الأشكال والخطوط والألوان معًا في إطار يعبر فيه عن مزايا ه ذه السلعة، قد يختصر المصمم تلك الفكرة في صورة ما مع إضافة جملة معبرة، وقد يضع الكثير من العناصر؛ الكم ليس مهمًا بقدر الكيف. لقد اختار المصمم منهج التفاعل القريب من الناس والبقاء على مقربة من مشاكلهم وهمومهم للتعبير عنها في صورة تتميز بالجمالية؛ فهو بذلك ي ستمتع بهذا التفاعل في جميع حالاته، فنحن عادًة لا نذهب لمعارض التصميم الجرافيكي، حيث أننا نكتفي بالنظر حولنا في أي مكان لنرى العديد من الأمثلة على التصميم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.