مسيرة لبيد بن ربيعة
الفهرس
1 في الجاهلية
2 في الأسلام
3 من شعره
4 معلقته
5 وصلات خارجية
لَبيد بن
ربيعة بن مالك أبو عقيل العامِري عامر بن صعصعة من هوازن (توفي 41 هـ/661 م) أحد
الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية،عمه ملاعب الأسنة وأبوه ربيعة بن مالك
والمكنى *بربيعة المقترن* لكرمه. من أهل عالية نجد، مدح بعض ملوك الغساسنة مثل:
عمرو بن جبلة وجبلة بن الحارث. أدرك الإسلام، ووفد على النبي (صلى الله عليه وسلم)
مسلما، ولذا يعد من الصحابة، ومن المؤلفة قلوبهم. وترك الشعر فلم يقل في الإسلام
إلا بيتاً واحداً. وسكن الكوفة وعاش عمراً طويلاً. وهو أحد أصحاب المعلقات.
في
الجاهلية
وفد أبو
براء ملاعب الأسنة -وهو عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب- وإخوته طفيل ومعاوية
وعبيدة، ومعهم لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر، وهو غلام، على النعمان بن المنذر،
فوجدوا عنده الربيع بن زياد العبسي، وكان الربيع ينادم النعمان مع رجل من أهل
الشام تاجر، يقال له: سرجون بن نوفل، -وكان حريفاً للنعمان- يعني سرجون- يبايعه،
وكان أديباً حسن الحديث والمنادمة، فاستخفه النعمان، وكان إذا أراد أن يخلو على
شرابه بعث إليه وإلى النطاسي- متطبب كان له- وإلى الربيع بن زياد، وكان يدعى
الكامل. فلما قدم الجعفريون كانوا يحضرون النعمان لحاجتهم، فإذا خلا الربيع
بالنعمان طعن فيهم، وذكر معايبهم، ففعل ذلك بهم مراراً، وكانت بنو جعفر له أعداء،
فصده عنهم، فدخلوا عليه يوماً فرؤوا منه تغيراً وجفاء، وقد كان يكرمهم قبل ذلك
ويقرب مجلسهم، فخرجوا من عنده غضاباً، ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم، ويغدو بإبلهم
كل صباح، فيرعاها، فإذا أمسى انصرف بإبلهم، فأتاهم ذات ليلة فألفاهم يتذاكرون أمر
الربيع، وما يلقون منه؛ فسالهم فكتموه، فقال لهم: والله لا أحفظ لكم متاعاً، ولا
أسرح لكم بعيراً أو تخبروني.
وكانت أم
لبيد امرأة من بني عبس، وكانت يتيمة في حجر الربيع، فقالوا: خالك قد غلبنا على
الملك، وصد عنا وجهه، فقال لهم لبيد: هل تقدرون على أن تجمعوا بينه وبيني فأزجره
عنكم بقول ممض، ثم لا يلتف النعمان إليه بعده أبداً. فقالوا: وهل عندك من ذلك شيء?
قال: نعم، قالوا: فإنا نبلوك بشتم هذه البقلة - لبقلة قدامهم دقيقة القضبان قليلة
الورق لاصقة فروعها بالأرض، تدعى التربة - فقال: هذه التربة التي لا تذكى ناراً،
ولا تؤهل داراً، ولا تسر جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كليل، وخيرها قليل، بلدها
شاسع، ونبتها خاشع، وآكلها جائع، والمقيم عليها ضائع، أقصر البقول فرعاً، وأخبثها
مرعى، وأشدها قلعاً، فتعساً لها وجدعاً، القوا بي أخا بني عبس، أرجعه عنكم بتعس
ونكس، وأتركه من أمره في لبس. فقالوا: نصبح فنرى فيك رأينا. فقال لهم عامر: انظروا
غلامكم؛ فإن رأيتموه نائماً فليس أمره بشيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويهذي
بما يهجس في خاطره، وإذا رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم. فرمقوه بأبصارهم، فوجدوه قد
ركب رحلاً، فهو يكدم بأوسطه حتى أصبح.
فلما
أصبحوا قالوا: أنت والله صاحبنا، فحلقوا رأسه، وتركوا ذؤابتين، وألبسوه حلة، ثم
غدوا به معهم على النعمان، فوجدوه يتغذى ومعه الربيع وهما يأكلان، ليس معه غيره،
والدار والمجالس مملوءة من الوفود. فلما فرغ من الغداء أذن للجعفريين فدخلوا عليه،
وقد كان تقارب أمرهم، فذكروا للنعمان الذي قدموا له من حاجتهم، فاعترض الربيع في
كلامهم، فقام لبيد يرتجز، ويقول:
يا رب
هيجاً هي خير من دعـه أكــــــل
يــوم هامتــي مقـــزعـــه
نحــن
بنو أم البنيـــن الأربعـــه ومن
خيـــــار عامر بن صعصعه
المطعمــون
الجفنــة المدعدعه والضاربون الهام تحت الخيضعه
يا واهب
الخير الكثير من سعه إليك
جاوزنــــــا بــلاداً مسبعـــــه
يخبر عن
هـذا خيبــر فاسمعــه مهـــــــلاً أبيت اللعن لا تأكل معه
إن استـه
مــن برص ملمعـــــه وإنه
يدخــــــل فيهـــــا إصبعـــــه
يدخلهــــا
حتــى يواري أشجعه كأنما
يطلـــب شيئـــــاً أطعمــــــه
فلما فرغ
من إنشاده التفت النعمان إلى الربيع شزراً يرمقه، فقال: أكذا أنت? قال: لا، والله،
لقد كذب علي ابن الحمق اللئيم. فقال النعمان: أف لهذا الغلام، لقد خبث علي طعامي.
فقال: أبيت اللعن، أما إني قد فعلت بأمه. فقال لبيد: أنت لهذا الكلام أهل، وهي من
نساء غير فعل ، وأنت المرء فعل هذا بيتيمة في حجره. فأمر النعمان ببني جعفر
فأخرجوا. وقام الربيع فانصرف إلى منزله، فبعث إليه النعمان بضعف ما كان يحبوه به،
وأمره بالانصراف إلى أهله. وكتب إليه الربيع: إني قد تخوفت أن يكون قد وقر في صدرك
ما قاله لبيد، ولست برائم حتى تبعث من يجردني فيعلم من حضرك من الناس أني لست كما
قال. فأرسل إليه: إنك لست صانعاً بانتفائك مما قال لبيد شيئاً، ولا قادراً على ما
زلت به الألسن، فالحق بأهلك.
في
الأسلام
استقر
لبيد في الكوفة بعد إسلامه حيث وافته المنية قرابة نهاية عهد معاوية (660 ميلادية)
في سن 157 سنة كما يذكر ابن قتيبة أو 145 كما ورد في الأغاني، تسعون منها في
الجاهلية وما تبقى في الإسلام. أرسل حاكم الكوفة يوماً في طلب لبيد وسأله أن يلقي
بعضاً من شعره فقرأ لبيد (سورة البقرة) وقال عندما انتهى " منحني الله هذا
عوض شعري بعد أن أصبحت مسلماً." عندما سمع الخليفة عمر بذلك أضاف مبلغ 500
درهم إلى 2000 درهم التي كان يتقاضها لبيد. حين أصبح معاوية خليفة اقترح تخفيض
راتب الشاعر، ذكره لبيد أنه لن يعيش طويلاً. تأثر معاوية ودفع مخصصه كاملاً، لكن
لبيد توفي قبل أن يصل المبلغ الكوفة.
من شعره
أرَى
النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ وقد جرّبتْ لوْ تقتـدي بالمجــربِ
وكائنْ
رأيتُ مِنْ ملوكٍ وسوقـــــة ٍ وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ
وسانَيْتُ
مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتـــــُهُ
عليهِ السّموطُ عابسٍ متغضّــــبِ
وفارَقْتُهُ
والوُدُّ بَينـــــــي وبَيــنــــَهُ بحسنِ الثناءِ منْ وراءِ المغيّـــبِ
وَأبّنْتُ
مِنْ فَقْـــدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّــــــة ٍ وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومــن أبِ
فبانُوا
ولمْ يحـــدثْ عليَّ سبيلهُــــمْ سوَى أمَلي فيما أمامي ومرغبي
فَـــــأيَّ
أوَانٍ لا تَجِئْنـــي مَنِيَّــتـــي بقَصْدٍ مِنَ المَعْرُوفِ لا أتَعَجَّــبِ
فلســــتُ
بركــنٍ منْ أَبانٍ وصاحة ٍ وَلا الخالداتِ مِنْ سُوَاجٍ وغُـرَّبِ
قضيتُ
لبانـــاتٍ وسليـــــتُ حاجة ً ونفسُ الفتى رهنٌ بقمرة ِ مؤربِ
وفيتانِ
صدقٍ قد غَدوتُ عليهـــــمُ بِلا دَخِـــنٍ وَلا رَجيـــعٍ مُجَنَّـــبِ
بمجتزفٍ
جونٍ كـــــــأَنَّ خفــــاءَهُ قَرَا حَبَشِيٍّ في السَّرَوْمَـطِ مُحْقَبِ
معلقته
كان لبيد
إذا قال شعراً قال لنفسه:لا تظهره، ولكن عندما قال:
ِعَفَتِ
الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَــــا بِمِنَىً
تَأَبَّـدَ غَوْلُهَــــا فَرِجَامُهَـــــا
بدأ
بإظهاره.
قالها
لبيد للشاعر النابغة الذبياني عندما رأى عليه علامات الشاعريه فقال له:"يا
غلام إن عينيك لعينا شاعر أنشدني" فانشده أثنتين فقال له:زدني فأنشده المعلقة
فقال له النابغة:أذهب فأنت أشعر العرب، وفي رواية أشعر هوازن. وعلى ذلك لبيد نظم
معلقته وأساسها الطلول ومنتصفها وصف الخمرة والمحبوبه وأخرها كان على الكرم
والفخر،,هي:
ِعَفَتِ
الدِّيَارُ مَحَلُّهَــا فَمُقَامُهَـــــــا بِمِنَىً تَأَبَّـدَ غَوْلُهَــا
فَرِجَامُهَــــــا
فَمَدَافِعُ
الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـــــــا خَلَقَاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِيَّ سِلامُهَــا
دِمَنٌ
تَجَرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَــــــــا حِجَجٌ خَلَوْنَ حَلالُهَــا وَحَرَامُهَــا
رُزِقَتْ
مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـــا وَدْقُ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَــا
مِنْ
كُلِّ سَارِيَةٍ وَغَـــادٍ مُدْجِـــــنٍ وَعَشِيَّةٍ مُتَجَـاوِبٍ
إِرْزَامُهَــــــــا
فَعَـلا
فُرُوعُ الأَيْهُقَـانِ وأَطْفَلَـــتْ بِالجَلْهَتَيْـنِ ظِبَاؤُهَا وَنَعَامُهَـــــــا
وَالعِيْـــنُ
سَاكِنَــةٌ عَلَـى أَطْلائِهَـا عُوذَاً تَأَجَّلُ بِالفَضَـاءِ
بِهَــــامُهَـــا
وَجَلا
السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَـا زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَــــا
أَقْلامُـهَـــــــا
أَوْ
رَجْعُ وَاشِمَةـٍ أُسِـفَّ نَؤُورُهَــا كِفَفَاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُــــنَّ
وِشَامُهَـــا
فَوَقَفْتُ
أَسْأَلُهَـا وَكَيْـــفَ سُؤَالُنَـــا صُمَّاً خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ
كَلامُهَــــــــا
عَرِيَتْ
وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا مِنْهَا وَغُودِرَ نُؤْيُهَـا
وَثُمَامُهَـــــــا
شَاقَتْكَ
ظُعْنُ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلــــُوا فَتَكَنَّسُوا قُطُنَاً تَصِـــــرُّ
خِيَامُهَــــا
مِنْ
كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِـــلُّ عِصِيَّـــهُ زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـــة
وَقِرَامُـهَــــــــا
زُجَلاً
كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِـــحَ فَوْقَهَـــا وَظِبَاءَ وَجْرَةَ عُطَّفَــــاً
أرْآمُهَـــــا
حُفِزَتْ
وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَـــــا
أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـــــا
بَلْ مَا
تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارَ وقَـدْ نَــــأَتْ وتَقَطَّعَتْ أَسْبَابُهَـــا
وَرِمَامُـهَــــا
مُرِّيَةٌ
حَلَّتْ بِفَيـــْدَ وَجَــــــــاوَرَتْ أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ
مَرَامُهَــا
بِمَشَارِقِ
الجَبَلَيْـــــــنِ أَوْ بِمُحَجَّــرٍ فَتَضَمَّنَتْهَا فَـرْدَةٌ
فَرُخَامُـهَــــــــا
فَصُوائِـقٌ
إِنْ أَيْمَنــــَتْ فَمَظِنَّــــــةٌ فِيْهَا وِحَافُ القَهْرِ أَوْ
طِلْخَامُهَـــا
فَاقْطَعْ
لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُــــهُ وَلَشَرُّ وَاصِلِ خُلَّـــةٍ صَرَّامُهَــــا
وَاحْبُ
المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ بَاقٍ إِذَا ظَلَعَـــتْ وَزَاغَ
قِوَامُهَــــا
بِطَلِيحِ
أَسْفَـارٍ تَرَكْـــــنَ بَقِيَّـــــــــةً مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَــــا
وسَنَامُهـــَا
فَإِذَا
تَغَالــَى لَحْمُهَــــا وَتَحَسَّــــرَتْ وَتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَـــلالِ
خِدَامُهَــــا
فَلَهَا
هِبَـــــابٌ فِــي الزِّمَــــامِ كَأَنَّهَا صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
أَوْ
مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقـــــَبَ لاَحَـــهُ طَرْدُ الفُحُولِ وَضَرْبُهَا
وَكِدَامُهَـــا
يَعْلُو
بِهَا حَدَبَ الإِكَــــامِ مُسَحَّــــجٌ قَدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَـــا وَوِحَامُـهَــــا
بِأَحِزَّةِ
الثَّلَبُوتِ يَرْبَــــأُ فَوْقَـهَـــــــا قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُهَــــا
آرَامُهَــــا
حَتَّى
إِذَا سَلَخَــا جُمَــــــادَى سِتَّتــةً جَزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَــــا
رَجَعَا
بِأَمْرِهِمَــــا إِلـــىَ ذِي مِـــرَّةٍ حَصِدٍ وَنُجْحُ صَرِيْمَةٍ
إِبْرَامـُهَــــا
وَرَمَى
دَوَابِرَهَا السَّفَـــا وَتَهَيَّجَـــتْ رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وَسِهَامُهَـا
فَتَنَازَعَا
سَبِطَاً يَطِيـــْرُ ظِــــلالُــــهُ كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَــــا
مَشْمُولَةٍ
غُلِثَتْ بِنَابـــــتِ عَرْفَــــجٍ كَدُخَانِ نَارٍ سَاطِـــعٍ
أَسْنَامُـهَــــا
فَمَضَى
وَقَدَّمَهَا وَكَانـــَتْ عَـــــتادَةً مِنْهُ إِذَا هِيَ عَـــرَّدَتْ
إِقْدَامُـهَــــا
وقد عاش
لبيد بن ربيعة أربعين ومئة سنة (١4٠)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire