مفهوم العولمة
هي
حرية انتقال وتدفق المعلومات وروس الأموال والسلع والتكنولوچيا والأفكار والمنتجات
الإعلامية والثقافية حتى البشر أنفسهم بين المجتمعات الإنسانية.
قوى
العولمة:
هي
العوامل التي ساعدت على بداية ظهور عصر العولمة:
1- ظهور
مخترعات أدت إلى إلغاء الفواصل الزمانية والحواجز المكانية بين البشر.
(تليفون
– تليفزيون – انترنت) (الطائرات بأنواعها)
2- سيولة
المعلومات وتدفقها عبر شبكات الانترنت بين قارات العالم وبلدانه.
3- الاتفاقيات
الدولية أكدت هذا المعنى من اتفاقية إنشاء الأمم المتحدة ثم صندوق النقد
الدولي..الخ
مظاهر
العولمة (أنواعها):
أ-
العولمة الاقتصادية:
1- تشير
إلى اكتمال اقتصاديات العالم فأصبحت أكثر تقارب وتداخل.
2- بلوغ
العالم مرحلة الانتقال الحر لرؤوس الأموال والسلع .. الخ المتدفقة عبر الشركات.
ب-
العولمة الثقافية:
1- تشير
إلى الانفتاح للثقافات على بعضها البعض.
2- بلوغ
البشرية مرحلة الحرية الكاملة لانتقال الأفكار والقيم والمعلومات والبيانات
والأذواق وانتشارها فيما بين الثقافات.
جـ-
العولمة السياسية:
1- الانتشار
الحر السريع للأخبار والأحداث والتشريعات على المستوى العالمي.
2- سقوط
الحدود الجغرافية بين دول العالم
ايجابيات
العولمة:
1- الانفتاح
أمام البشرية (علمياً – اجتماعياً – سياسياً ..).
2- الانفتاح
الاقتصادي بين الدول لزيادة فرص النمو والرفاهية في العالم.
3- الانفتاح
الثقافي بين الشعوب لتعزز من التنوع الثقافي العالمي.
4- الاهتمام
بقضايا البيئة وحقوق الإنسان.
سلبيات
العولمة:
1- غياب
القيود الأخلاقية في الهندسة الوراثية .. (الاستنساخ).
2- استغلال
الثروات الشعوب عن طريق النهب الاستعماري.
3- صدام
الحضارات.
4- تهميش
الثقافات.
5- زيادة
الفجوة الاقتصادية بين الدول الغنية والدول الفقيرة.
6- عجز
العقل البشرى عن مجاراة المحدثات العلمية.
العولمة
والتفاعل الاجتماعي بين الشعوب:
تأتي
هذه الدراسة في ظل الخلفية الفكرية للجدل المستمر حول القضايا العالمية المعاصرة
وتداعياتها على حياة الشعوب، فكرياً وثقافياً وتربوياً. وفي ظل الصراع القائم حول
طبيعة النظام العالمي الجديد المعروف بـ(العولمة) (Globalization) وتحدياتها على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية عبر موجة الحضارة المادية
التي تجتاح العالم الآن وتحاول أن تجعل كل القيم والنظم الأخلاقية والتربوية
للشعوب خاضعة لمعاييرها باسم العولمة. ففي الوقت الذي يزداد العالم تقارباً
وترابطاً في كافة المجالات ليزداد به الشعوب تفاعلاً وتعارفاً من خلال ثورة
الاتصالات والمعلومات، تزداد الإشكالات الاجتماعية والثقافية التي تستعصي على
الدولة الواحدة أن تتصدى لها.
طُرحت
أفكار عديدة حول ظاهرة (العولمة) التي تغشى البشرية في هذه الحقبة من التاريخ،
بحثاً عن طرق تكييفها ووسائل تشكيلها. ولا شك في أن كلاً من تلك الأفكار كانت مدرك
للحقيقة في جانب، ولكن الحلقة الجامعة لها جميعاً هي أنها تشكل نوعاً من تدافع
حضاري فكري يعكس بصورة أوضح طبيعة العلاقات التي ستحكم البشرية في هذا العالم
الجديد، على مقتضى سنن الله الكونية في حركة الأمم الحضارية .
وهكذا باتت (العولمة) ظاهرة ذات بعدين: سلبي وإيجابي يتحدد أحدهما وفق
أسلوب التعامل لا بذاته.
إن القوى الفكرية التي تقف وراء العولمة وتعمل على توجهيها حتى الآن
تغلب عليها المثالب، إذ تقوم على التدافع والتنافس المطلق بين الشعوب على مظاهر
الحياة، بعيداً عن القيم، بل هي إعادة صياغة للمفاهيم القيمية والأخلاقية من جديد
لتكون إرادة الغالب هي المعيار في كل شيء، الأمر الذي يعني زعزعة قيم الشعوب
والتشكيك في قواعد أخلاقها واضطراب مثلها، وإنصهار ذاتيتها مع الأهواء والمصالح
الآنية للشعوب، دون ضابط معروف للتعامل بين الناس. وفي ظل هذا التفاعل الثقافي
الكثيف ينمحي الهوية الحضارية للأمة وتضيع ذاتيها فيصبح في موضع التخلف والتبعية
العمياء.
في ظل هذه التحديات الماثلة أمام كل القيم والنظم الأخلاقية والتربوية
للشعوب، يحق لأمة الإسلام والعروبة أن تتساءل:
- كيف
يتأتى لأمة الإسلام أن تحافظ على هويتها الثقافية وقيمها الدينية وفلسفتها
التربوية في سياق العولمة وعالم المتغيرات ؟
- وما
هي الآليات والوسائل الداعمة لوضع قواعد التربية الثقافية والفكرية للأمة بحيث
تكون قادرة على مجابهة تحديات العولمة، بل التفاعل معها وصياغتها وفق قيم السماء
وسنن الفطرة الإنسانية السوية ؟
- وما
التدابير الملائمة التي يجب على الأمة اتخاذها لتسهم في تشكيل العولمة بصورة تنتهي
في نتائجها لصالح البشرية جمعاء ؟
- ثم
ما هي الرؤية الحضارية للأمة التي بها تتحدد أولويات التربية، وتكون بديلاً
حضارياً للرؤية الوضعية (conventional) أمام البشرية، في ظل هذه المتغيرات الجذرية في عالمي الفكر والثقافة
وتداعياتها على الحياة ؟
إذا كانت النظم التربوية المختارة لدى الشعوب وفق مثلها الأعلى، والتي
تحرص على توريثها للأجيال، تنبثق أساساً من رؤيتها الكلية (World View)؛ فإن الحديث عن فلسفة التربية هو المدخل الصحيح
للتعامل مع القضايا الفكرية والثقافية في هذا العصر (الكوني)، ولتحديد الأولويات
التربوية في عالم المتغيرات.
كما
أن جعل فلسفة التربية نقطة محورية حول الأسس الثقافية والتربوية للأمة تقتضيه
طبيعة العوامل المحركة للـ( العولمة) ذاتها، والتي تتمركز جُلّها حول القضايا
الاجتماعية والثقافية والفكرية الناتجة عن التفاعل بين الشعوب في مختلف مجالات
الحياة، مثلما يقتضيه البحث عن الآليات الضرورية لمواجهة تلك التحديات والتفاعل
معها من أجل تكييفها وفق مبادئ الإسلام وتوجيهها لصالح البشرية.
من أجل مواجهة تحديات العولمة بصورة منهجية جادة، لا تجدي ردود
الأفعال، ولا الأعمال غير المخططة ولا التصرفات الفردية العفوية. وإنما لابد من
بناء الأمة وتربيتها. ومن أجل بناء الأمة في الحقيقة، لا تكفي تعبئة الشعوب
بالكلمات الزائفة المجردة عن القيم والمثل، ولا برفع الشعارات الخالية من
المصداقية والمضمون، وإنما في سبيل حمل رسالة الخلافة في الوجود لابد من تربية
الأمة أولاً على المثل العليا والرؤية الصحيحة عن الكون والإنسان والحياة. وهو
الأمر الذي لاحظ أهميته في هذا العصر أحد الغربيين وعبّر عنها بقوله:(لبناء الأمة
لا يكفي ببساطة تعبئة الشعوب، بل لابد من تعليمهم مَنْ هُم ومِن أين جاءوا وأين
سيذهبون).
فكرة
العولمة وعناصر تشكيلها:
ليس
للعولمة مفهوم موحد متفق عليه عالميا، ولكن يحاول كل طرف أن يفسرها بطريقة تتفق مع
مصلحته الخاصة. وهذا يبيّن أن العولمة عملية مستمرة(Process) ما زالت في طريقها إلى البلورة والصياغة التكّون. أما ما تسعى إليه
القوى العظمى باسم العولمة فهو إعادة تشكيل بعض الأعراف الدولية المستقرة حتى الآن
في التعامل بين الأمم، وذلك بإعادة تعريف وتقنين المفاهيم التي سادت العلاقات
الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، مثل مفهوم (الدولة)، و(السيادة) وغيرهما،
لتتفق مع المصالح والأطماع المتزايدة لتلك القوى.
يستعرض المنظّر والكاتب الأمريكي في قضايا العولمة ديفيد هلد
(David Held)، أثر التكنولوجيا على تشكيل العولمة، فيقول:( إن هذه التطورات
التكنولوجية قد ساعدت الغرب في التوسع من حدودها، ومكّنت الفلسفات العلمانية التي
ظهرت في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلاديين- ولا سيما
العلمنة وفلسفة التحرر والفلسفة الاجتماعية- من تشكيل ونشر الثقافة العلمانية إلى
كل مجتمعات العالم تقريباً. أما الثقافة العامة المعاصرة فربما لم تتأثر اجتماعياً
بعد، ولكن المناصرون للعولمة يقولون إن كثافة وسرعة انتشار الثقافة العالمية وحجم
تشكلها أمر لا يمكن غض الطرف عنه)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire