أعلان الهيدر

بحث حول الفن القبطى


بحث حول الفن القبطى
بحث حول الفن القبطى
إن الفن القبطي هو فن له خصوصية واضحة وهو بدون منازع يحتل مكانة أولي كفني أصيل ومعال هذا الفن هو شاهد حضاري يمثل الشخصية المصرية في عمق إمتدادها وأتصالها بمنابع الحضارة المصرية القديمة – هو فن يمثل حلقة الوصل في إستمرارية هذه الفنون المصرية علي أرض مصر وتاثيرها الواضح علي كل حقب تاريخ الفن المصري حتي يومنا هذا .
كما يؤكد عالم القبطيات دي بورجية أن التأثيات الهيلينية علي الفنون القبطية لم تستطع ان تنزع عن هذا الفن شخصيتة المميزة كما يقول ان الفن القبطي فن أصيل وقيمة الجمالية الجمالية التشكيلية تحمل نزعة كبيرة ورائعة بمقاييس فنون الحداثة في عصرنا الحاضر كما يذكر ان الفنون القبطية لها تأثير واضح علي فنون مصر الاسلامية . ان الفن القبطي يعد أصلاً من أصول الفن الاسلامي عامة والفن المصري الاسلامي بصفة خاصة .
ويقول الدكتور محمد شفيق غربال في كتابه تكوين مصر ان طرائق الفن القبطي وأساليبة كانت عاملاً من العوامل المؤثرة في فنون مصر الاسلامية وصناعاتها وهذا دليل علي أهمية العنصر القبطي في تكوين الشخصية المصرية .
إن الفن القبطي المصري إن أصول هذه الفنون الاتيه من روافد الفن المصري القديم أورثها الأقباط بدورهم الي سمات الفن المصري الاسلامي .
الفن القبطي عبر العصور:
من القرن الثالث الميلادي وحتي الرابع أنحصرت مظاهر الفنون القبطية في صناعة حاجات المعيشة اليومية كصناعة النسيج وصناعة التطريز , ولا ننسي هنا اكتشافات مقبرة بالواحة الخارجية وهي اثار قبطية رائعة عبارة عن شواهد أوربية مترجمة ببعض الرسومات الجدارية الرائعة وهي من شواهد الفنون القبطية في القرن الرابع الميلادي وقد قدم عن هذه الاثار في كتاب ضخم وباللغة الفرنسية المؤرخ الدكتور محمود الزيباوي .
وفي القرن الخامس الميلادي نري ان اهم الاعمال الفنية يتمثل في عمارة كنيسة ابو سرجة بمصر القديمة وبناء دير القديس شنودة وكان بناء كنائسة علي نظام البازليك – وكان عصراً غني جداً بأعمال الزخرفة القبطية المتأئرة بالفن الهيليني – وفي هذه الفترة حتي القرن السابع الميلادي ظهرت كثيراً من عمائر الكنائس القبطية في طول مصر وعرضها وقد أزدهر فن الافرسك بشكل رائع في جداريات الدير الابيض والدير الاحمر . كما تجلي هذا الفن بأمتياز في اكتشافات أثار باويط الشهيرة علي أثر حفريات البعثات الفرنسية سنة 1901 , سنة 1912 بمنطقة باويط القريبة من سزهاج .
في الفترة التاريخية التي تقع بين القرن السابع الميلادي والقرن الرابع عشر فإنه بالرغم من حداثة الاحتلال العربي ولكن هذه الفترة في بدايتها كانت غنية بالانتاج الفني الخلاق وتمثل ذلك في جداريات ضخمة من فن الافرسك زينت أديرة الصحراء كما ظهرت اعمال فنية في فن الايقونة .
وفي الايقونات هي رسوم علي خشب زو تقنية ترجع أصولها الي فنون وجوه الفيوم التي أزدهرت في منطقة الفيوم إبان العصر الهيليني .
وفي تلك الفترة أستعان العرب بالفانين والحرفيين الاقباط لبناء مساجدهم وفي تلك المساجد مسجد ابن طولون بالقاهرة الذي صممة وبناء معماري قبطي اسمة ابن فراجانا وكان ذلك سنة 877 كما تذكر الدكتور نعمات احمد فؤاد في كتابها ( شخصية مصر ) ويقول البالزي في كتابه فتوح البلدان يقول استعان العرب بمصر لعمارة مساجدهم فقد استعان بهم الوليد في بناء مسجد دمشق والمسجد الاقصي وقصر امير المؤمنين .
وفي تلك الفترة وقعت حوادث تخريب كبيرة نالت من عمارة الاقباط من كنائس وأديرة وكثيراً من المنشأت والمكتبات وفي الفترة التاريخية التي تقع بين القرن الخامس عشر الي القرن العشرين في هذه الفترة تراجعت عمليات الخلق الفني وتعرضت عمائر الاقباط وكنائسهم ومكتباتهم لعمليات نهب وتدمير مؤسفة .
وذلك لم يمنع الاقباط من انتاج روائع من المخطوطات القبطية مزينة برسوم رائعة كما تتوقف صناعة النسيج القبطي وفي القرن التاسع عشر ظهرت بعض تأثيرات الفنون الغربية علي فنون التصاوير في كنائس الاقباط .
في القرن العشرين ظهرت فنون حديثة في تصاوير الايقونات والافرسك كان رائدها الفنان إيزاك فانوس وتلاميذتة وحاولت هذه المدرسة ان تعطي فن قبطي حديث بخطوط مميزة وألوان مسطحة محاولين ايجاد اصول الفن القبطي من تصاوير الفن الفرعوني ! مهمشين بشكل غير مفهوم تقنينات فنون وجوه الفيوم التي تعد الاصول الهامة لتصاوير فن الايقونات – هذه الفنون الهيلينية تحمل قيم ومعايير فنية غاية في الروعة والجمال . وهي كانت اعمال فنية مصرية بتاثير يوناني وروماني – وبالنسبة لفنون العمارة في القرن العشرين فأن عمارة الكنائس اخذت تقنية حديثة وظهرت كنائس قبطية غاية في الجمال المعماري ذلك عندما تصدر تصاريح للبناء التي هي في الغالب نادرة جداً .
دلالات تاريخية من واقع تاريخ الفن القبطي
كان للأقباط خبرة واسعة في فنون عمارة السفن وقيادتها وقد ساعدو العرب والمسلمين بخبرتهم في مجال فن عمارة السفن في بناء اساطيل بحرية استطاعت ان تسيطر علي منطقة شرق البحر المتوسط بعد انتصار العرب علي الروم في معركة الصواري الشهيرة وهذا يرينا مدي تأثير فنون عمارة السفن عند الاقباط في التحولات الجغرافية والسياسية لمنطقة الشرق وهذا أثر من التفاعل الواقعي مع موازيين القوي حينذاك حيث شارك الاقباط بشكل أو بأخر في صنع التاريخ السياسي حتي مع المحتل العربي .
وبفضل اهتمام الفنان القبطي في زخرفة وكتابة المخطوطات القبطية حفظت اشكال هذه اللغة حتي يومنا هذا وكان تمارس علي مستوي النخبة القبطية حتي أوائل القرن التاسع عشر وبفضل وجود اللغة القبطية استطاع جان فرانسو شامبليون في حل الغاز اللغة الهيروغليفية في ثلاثينات القرن التاسع عشر مقدماً بذلك اضافة رائعة وهامة للحضارة الانسانية . وشامبليون يعتبر ابو علوم المصريات . وبالنسبة لفن بورتريه الفيوم او وجوه الفيوم هذا الفن يعتبر أحدي اهم مكونات الفن القبطي التي اعطت نتاج رائع من الايقونات والافرسطات في العصور القبطية حتي القرن السابع تقريباً .
كلمة الختام لموضوع الفنون القبطية
أن أغلب اكاديميات العالم قد خصصت أقسام خاصة لدراسة علوم الاثار والفنون القبطية وقد انتشر علم القبطيات بشكل ملفت في كثير من جامعات العالم وهناك عديد وكثير من علماء القبطيات في جميع انحاء العالم .
ونحن في مصر ننشأ له اقسام صغيرة علي أستحياء . ومن قرائتنا لبعض أثار نتاج عبقرية الابداع المصري عبر عصوره القبطية يتضح لنا ان هذا الارث الحضاري يؤكد استمراريتة برصيد ضخم من قوة الابداع الكامن في اعماق الشخصية المصرية القبطية .
فإن الاقباط يملكون أرث نصاري انساني ضخم وكان شريكاً اصيلاً في صنع ملامح البناء الحضاري الانساني .
ان محاولات طمس وتشوية معالم هذه الحضارة وأعاقتها من التواصل مع لحظتنا التاريخية الراهنة هذايمثل سلوك عبئي غير حضاري ويعد أهانة بالغة للذاكرة المصرية وتخريب متعمد للدعائم التي تقوم عليها وحدة الجماعة المصرية . وهناك من يحاول تفريغ وعاء الذاكرة المصرية من عناصر القوة التي تحافظ علي وحدة وتماسك جماعات الامة المصرية .
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.