أعلان الهيدر

بحث حول طروادة


بحث حول طروادة
بحث حول طروادة
تسميتها:
تعرف طرواده في الياذة هوميروس باسم (اليوس) أو (اليون) وقليلا ما تسمى (طروية Troad) فالاسم الأخير هو اسم المنطقة التي تقع فيها المدينة، وان اشتهرت المنطقة، بعد عصر هوميروس، باسم (طرواس Troas)، والرومان غالبا ما يسمون المدينة (طرويا (Toria .
ويعود الفضل في اكتشاف مدينة طرواده إلى (شليمان )الألماني الذي كشف عن تسعة مدن فوق بعضها البعض، ومدينة طرواده التي ذكرها هوميروس هي التي تحمل رقم (6) .
وهي طروادة التي اشتهرت بحربها المعروفة في الياذة هوميروس، وكان اسم( اليون) يرد في لغة الشعر اللاتيني في صورة (إليوم Illium) ومن الواضح أن الحرب الطروادية منسوبة إلى طروادة، بينما اسم الياذة (Illias) ، مشتق من اليوس اسم المدينة الوارد في الملحمة التي يؤدي اسمها معنى (قصة اليوس )أي قصة طروادة.
موقعها والسكان:
تقع مدينة طرواده عند مدخل مضيق الدردنيل، وتتحكم بالممرات البحرية التجارية، وتسيطر على الطريق المؤدية إلى السهول المجاورة لشواطيء البحر الأسود الغنية بالحبوب وغيرها من المواد الزراعية التي يحتاجها سكان بلاد اليونان ، كما أن طبيعة الأرض البركانية جعلت هذا السهل غنيا بإنتاجه الزراعي بمقادير تزيد عن حاجة السكان المحليين .
وكان سكان طروادة لطفاء المعشر اقرب إلى الفضيلة من الآخائيين، أما أصلهم فقد اختلف في تحديده، حيث نسبهم البعض إلى الفريجيين الذين أتوا من تراكيا في آسيا الصغرى، بينما ينسبهم البعض الآخر إلى كريت، ويمكن القول بأنهم خليط من مختلف الأقوام التي كانت تسكن منطقة بحر ايجه .
وواضح أن الطرواديين كانوا فرعا آخر من اليونانيين، ومن إحدى موجات الهجرة الآرية الكبرى التي حصلت مع بداية الألف الثاني قبل الميلاد باتجاه بلاد اليونان، وسواحل آسيا الصغرى الايجيه، واغلب الظن أن لغة الطرواديين كانت لا تختلف عن لغة الآخائيين وذلك لان هوميروس لا يشير إلى وجود مترجمين بين والآخائيين و الطرواديين كما أن عادتهم واحدة .إن الطرواديين والآخائيين يعون وعيا تاما العلائق التي تجمعهم، لقد جاء ملوك اليون من الغرب والعائلات الأميرية لها انسباء في العالم اليوناني، فجميع القادة في المعسكرين يتكلمون لغة واحدة ويتصرفون تبعا لأخلاقيات مماثلة، ويؤمنون بالآلهة عينها .
حضـــارتها:
تعتبر حضارة طروادة مزيجا من حضارة كريت ، وحضارة ميكيني مع عناصر حضارية ليدية وحيثية ومؤثرات حضارية آسيوية أخرى ويمكن الإشارة إلى حقيقة أساسية تميز هذه الحضارة ـ، وهي أنها حضارة تجارية في طابعها العام .
وعلى أية حال فان مدينة طروادة لم تعتمد في حياتها على التجارة وحدها كما فعلت بلاد اليونان،وذلك لاختلاف تركيبها الجغرافي ،إذ تقع مدينة طروادة وسط وادي غني هو سهل "طروادة"Troad،خال من العوائق الجبلية التي تضيق المساحة المزروعة.كما أن طبيعة الأرض البركانية جعلت هذا السهل غنيا بإنتاجه الزراعي بمقادير تزيد عن حاجة السكان المحليين.ومن الطبيعي أن يصدر الفائض الزراعي للأسواق الخارجية،كما ذكرت الأشعار الهومرية في أكثر من موضع أن طروادة اشتهرت بتربية الجياد الأصيلة في المراعي الوفيرة ..كما أن الحفائر الأثرية التي أجريت في موقع طروادة ،كشف عن كميات ضخمة من أدوات الغزل والنسيج،وذلك يثبت بصورة لا تقبل الشك أن المدينة القديمة كانت مركزا هاما لصناعة النسيج .
وقد كانت تأتيها القوافل السرية والسفن البحرية من آسيا ومن البحر المتوسط وبحر ايجة،حيث يتم فيها تبادل السلع والمنتجات وتتقاضى سلطات المدينة عنها الضرائب،فاغنى سكانها واكتسبوا الثروات مما أثار عليها غيرة وحسد جيرانها الآخائيين ،فمن الطبيعي أن يؤدي التنافس التجاري إلى وجود حالة من التوتر العدواني يتحفز فيها كل من الطرفين المتنازعين متحينا الفرصة التي ينقض فيها على خصمه .
شكلت حضارة طروادة حلقة وصل ،ونقطة اتصال وامتزاج حضاري بين مختلف الحضارات المعاصرة لها(وهذا شأن المدن التجارية في كل العصور)،فمزجت بين الحضارات المصرية،والفينيقية،والبابلية،ولآشورية ،والحثية،ونقلت ذلك إلى اليونان،وقد ساعد في ذلك أن الطروادين كانوا يتكلمون اللغة اليونانية مما سهل على اليونان أخذ هذه الحضارة منها .
حـــــرب طروادة:
حصلت حرب طروادة في عهد ملكها "برياموس"الذي كان يحمل اسما إغريقيا آخر هو(بوداركيس)وكان ولده باريس (الكسانروس)أحد أبطال هذه الحرب ويبدوا أن السبب الحقيقي للحرب بين الطرواديين والموكينيين الآخائيين هو محولة الموكينيين السيطرة على التجارة التي تمر في مضيقي الدردنيل والبسفور حيث كانت طروادة القريبة منهما تحاول السيطرة عليهما أيضا .
فالموكينين كانوا شعبا عدوانيا مقاتلا بغزيرته،وأن آثارهم تدل على أنهم حاصروا أكثر مما حوصروا،كما أن ظروف اليونان الاقتصادية حتمت عليها الدخول في منافسة مع الدول التجارية الأخرى من أجل السيطرة على البحار،والانفراد بالأسواق التجارية الخارجية ،ولم تكن مدينة طروادة الواقعة على الجانب الآخر من حوض بحر ايجه أقل سطوة في البحر،فقد خصتها الطبيعة بموقع استراتيجي جعلها تتحكم في بحر مرمرة ،وليس من المستبعد أن تكون هذه المدينة قد فرضت إتاوة على السفن الرائحة والغادية في هذه المنطقة مثلما تفعل الدول الحديثة بممراتها المائية .
وقيل أن الحرب كانت من اجل امرأ’..مع ذلك فان تنافس الآلهة،وطيش وطموح البشر قد لعبت دورها أيضا .
وهو السبب الذي أعزته الإلياذة لقيام الحرب ،ولكن يبقى السبب الفعلي للحرب هو الاشتباك الذي لا مفر منه نتيجة "صراع المصالح"...
وقد روت الملحمة أن الحرب قد اندلعت لسبب أخلاقي ودفاعا عن شرف الملك( ميلينوس )بعد أن خطف أمير طر وادي اسمه(باريس)زوجته الجميلة(هلينا)،وفر بها عائدا إلى طروادة،متعديا بفعلته هذه حدود الضيافة المقدسة .(الإغريق تاريخهم وحضارته ص74-75)
ولم يستطع علماء الآثار أن يحددوا في البداية السنة التي حدثت فيها حرب طروادة فوضعوا تواريخ محتملة تتراوح ما بين 1230_1180 ق.م لكن التاريخ المرجح الذي اتفق عليه ،فيما بعد هو 1230 ق.م.(المعتقدات الإغريقية ص42)
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Fourni par Blogger.